تشابي ألونسو: من سان سيباستيان وإليها بحثاً عن حلمي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تشابي ألونسو بقميص منتخب إسبانيا

    موقع سبورت 360- ترجمة بتصرف لمقابلة مع الإسباني تشابي ألونسو لاعب ريال مدريد و ليفربول سابقاً مع موقع coachesvoice


    كنت أعتقد بأنني أعرف مسبقا عن ليفربول لكن يبدو أنني لم أكن أعرف شيئاً يذكر ، كنت جاهلاً لما يحمله ملعب أنفيلد من سحر ، الشغف الذي يعيشه الجمهور في منصة الكوب في الملعب وجمال تلك الليالي عندما يتحول الملعب إلى حفل روك أن رول صاخب.
    كل ما سبق واكثر منه الكثير كان أمراً جديداً أعيشه خاصة أنني جئت للفريق في سن الـ22 وهي خطوة كبيرة في ذلك العمر الصغير نسبيا لكنني كنت جاهزا لمواجهة التحدي ، كنت مستعدا لامتصاص كل هذا الحماس والانطلاق لتعلم بأسرع وقت ممكن معنى جديد لكرة القدم،

    القدرة على التعلم بسرعة كانت امرا معتادا بالنسبة لي.

    فريق الهواة قبل الاحتراف

    عندما بدات مسيرتي مع فريق ريال سوسيداد لم أشارك في صفوف فريق الفئات العمرية بل مباشرة إلى الفريق الرديف ، كيف جهزت نفسي لذلك؟ أشكر فريق Antiguoko في مدينة سان سيباستيان حيث امضيت ما يقرب من 10 سنوات في صفوفهم،
    لم يكن فريقا محترفا لكن الأمر سار على مايرام بل إننا امتلكنا تشكيلة لا بأس بها بوجود لاعبين أمثال مايكل أرتيتا وأرتيز أدوريز واندوني أراولا وشقيقي ميكيل.
    في فريقي غير المحترف كان التركيز على الكرة ، التقنية وفهم جميع تفاصيل اللعبة وهذا التأسيس الصحيح استمر معي في مسيرتي المستبلية وأعطاني مبادىء جيدة وأكسبني عادات إيجابية ساعدتني على التقدم في مسيرتي كلاعب كرة قدم.

    دوري … الشوكة

    منذ أن بدأت اللعب بقميص ريال سوسيداد كان حلمي أن أفوز بلقب الدوري معهم واقتربنا من تحقيق ذلك ، في موسم 2002/2003 امتلكنا مجموعة من اللاعبين بترابط كبير إلى جانب محترفين مميزين من خارج إسبانيا مثل داركو كوفاسيفيتش ونهاد قهوجي وفاليري كاربين ما اعطانا مردودا تنافسيا مهما
    وبقيادة الفرنسي Raynald Denoueix حظينا بمدرب جلعنا نلعب بطريقة مختلفة عن البقية .

    لم يتوقع احد ما حدث لكن في ذلك الموسم نافسنا رايل مدريد على اللقب حتى آخر مباراة في الدوري وكان حلما بالنسبة لنا واقتربنا من تحقيقه ،
    لمعرفة اهمية الأمر فان الفوز بلقب الدوري لريال سوسيداد يعادل نيل لقب دوري الأبطال الاوروبي او كأس العالم ،
    عدم تحقيق اللقب في ذلك الموسم بعد الاقتراب من ملامسة المركز الأول هو بمقابة الشوكة التي تؤلمني حتى الآن.

    تشابي ألونسو بقميص ريال سوسيداد يواجه تشافي هيرنانديز

    مع رافاييل بينيتيز

    انتقلت إلى ليفربول بعد ان شعرت بمدى جدية مجلس الادارة والمدرب ، عندما تواصل معي رافاييل بينيتيز شرح لي بالتفصيل المشروع الذي يقوم به في النادي ولم يكن تفكيره قصير المدى بل كان امرا للمدى الطويل.

    بينيتز رجل طموح وكان قد فاز قبلها بلقب الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي مع بلنسية لذلك كان سقف التوقعات عاليا لكنه عرف ان الأمر يحتاج لسياسة “الخطوة خطوة ” لبناء الفريق ولن يتحقق ذلك في عام واحد.

    كانت كلماته واضحة لي: ان ألعب في خط الوسط إلى جانب جيرارد وهامان وان امنح الفريق مزيدا من السيطرة خاصة لما يتمتع به الدوري الإنكليزي من حماسة وسرعة أقرب للفوضى والتأقلم مع هذا الأمر كان تحديا لي ولطريقة لعبي.

    التحدي

    كما قلت فانني كنت جاهزا لهذا التحدي واللعب في البريميرليغ يحتاج إلى مواجهة الجانب البدني وإن لم تكن قادرا على ذلك فانك لن تنجح هناك ،
    إلى جانب ذلك فانني أردت أن ألعب بأسلوبي وهو التحكم والتنسيق وجعل مستوى زملائي يتحسن وهذه هي فلسفتي في كرة القدم.

    كلاعب جديد فإنه من المهم أن تنال الترحيب من الزملاء القدامى في الفريق ووجدت في لفربول كلا من جيرارد وكاراغاير وهامان وهيبيا يلعبون دور قادة الفريق واستقبلوني بترحاب بشكل سريع، لعلهم نظروا لي فوجدوا شيئا جعلهم يشعروا بالدفء والترحيب بمقدمي وانا كنت باحثا عن الكسب من خبرتهم .

    هزيمة من لا يقهر

    بعدها بعدة أشهر لعبت مع ليفربول ضد آرسنال ،الذي لا يقهر كما كان يسمى ، في ملعب أنفيلد ووجدت امامي فييرا وليونبيرغ وبيريس وتييري هنري، إنه فريق رائع لكننا فزنا 2-1 وسجلت اول هدف لفريقي وهو ما منحني دفعة قوية وبالنسبة لي قلت : باللروعة ، هذا ما أريده وهذا ما أحبه.

    من اجمل ذكرياتي بالدوري الإنكليزي- إلى جانب هزيمة آرسنال تلك- كان ملاقاة تشيلسي في عهد مدربه جوزيه مورينيو وهي أشبه بمعارك كبرى خاصة أننا في اول سنة فزنا عليهم في نصف نهائي أبطال أوروبا وفي السنة التالي تجاوزناهم في نصف نهائي كأس إنكلترا وبعدها في نصف نهائي الأبطال مجددا،
    واجهناهم أربع مرات في كل سنة وهو أمر لم يسبب لي إزعاجا لأنني أعشق هذه المناسبات واحب التنافس ضد فرانك لمبارد في الميدان ، لاعب قوي لكنه يتنافس بشكل شريف وهو أمر يثير إعجابي.

    تشابي ألونسو بقميص ليفربول

    ليالي الأنفيلد 

    طبعا الموسم الاول مع ليفربول شهد تلك المسيرة إلى نهائي اسطنبول وهو امر يمكنني الاستمرار في الحديث عنه طويلا دون توقف لكن خطوة واحدة منه تستدعي مني التوقف عندها وبدونها لم يكن الفوز باللقب الأوروبي ممكنا.

    جاءت في الثامن من ديسمبر 2004 ، اول ليلة ساحرة أعيشها في أنفيلد، عندما واجهنا اولمبياكوس الذي تقدم علينا 1-0 بنهاية الشوط الاول وكانت تلك آخر مباراة في مرحلة المجموعات وكنا بحاجة لتسجيل ثلاثة اهداف لضمان التأهل، نجحنا بتحقيق الأهداف واحدا تلو الأخر ولا يحتاج أن تقول لي طبعا ان جيرارد سجل الثالث في الدقائق القاتلة من المباراة.

    انا متاكد بان التشجيع الذي نلناه من الجمهور في منصة الكوب في الملعب يستحق أن يكون سببا بتسمية هدف واحد على الأقل باسم المشجعين وليس اللاعبين لأن الطاقة والحماس والشغف الذي قدموه لنا في تلك الليلة كان ببساطة أمرا لا يصدق :
    أنفيلد كان صاخبا ويجب ان تكون متواجدا بنفسك لتعيش ليلة جميلة كتلك بل إن الأمر كان أشبه بالسحر.

    دوري ضائع

    عندما اتذكر ايامي في السنوات الخمس التي قضيتها في ليفربول فإننا ربما في آخر سنة منها امتلكنا أفضل فريق ، نجحنا بحصد الكير من النقاط في الدوري لكن في تلك السنوات امتلك مانشستر يونايتد فريقتا عظيما وكذلك الحال في تشيلسي وكان التنافس صعبا.
    ربما لو فزنا بلقب الدوري في ذلك العام لكان الأمر بمثابة الختام المثالي لمسيرتي مع ليفربول لكل بالنهاية فاننا احسسنا باننا فقدنا نقاطا في بداية الموسم كان لها تأثير كبير بنهايته ، أربع نقاط جعلتنا خلف يونايتد بالترتيب النهائي.
    شعرت بعدها بان الوقت قد حان لتحدي جديد في مسيرتي ولم يكن هنالك أكبر او اهم من اللعب في صفوف ريال مدريد .

    أيام ريال مدريد

    عاش مدريد سنوات من الاخفاق ومنها الوداع من ثمن نهائي أبطال اوروبا وبالنسبة لي كان مشروع جديد يبدأ ونلت ثقة النادي لما أقوم به من دور في الفريق وهو ما أعطاني دافعا كبيرا . عندما تنجح بتقديم الدافع المناسب لللاعب وتشرح له المتوقع منه وما تحتاجه منه فإن ذلك يعطيه مزيدا من الثقة
    وصلت مدريد لاعبا ناضجا كرويا لكنك تحتاج لأكثر من ذلك للسيطرة على خط الوسط في الريال : يجب ان تؤمن بنفسك وتثق بأن من حولك يؤمنون بك.

    تشابي ألونسو بجانب رونالدو في ريال مدريد

    صفقات الصيف

    في ذلك العام تعاقد الفريق مع عدة لاعبين جدد: كاكا، كريستيانو ، بنزيمة، أربيلوا، ألبيول وانهينا الدوري بالمركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن البطل وعانينا من خيبة امل في أبطال أوروبا لكنني أعتبرها بمثابة سنة وضع حجر الأساس لمشروع عظيم جعلنا نحقق “العاشرة” بعد طول انتظار.

    تحدي برشلونة

    كان الوضع صعبا وفي تلك السنوات واجهنا تحديا قاسيا من فريق برشلونة ، طبعا برشلونة يمتلك فريقا جيدا في الأيام العادية لكنهم بقيادة غوارديولا أصبحوا فريقا استثنائيا، بعد مواجهتهم في عدة مباريات بتنا قادرين على معرفة بعضنا البعض بكل التفاصيل وبدانا بتغيير بعد الأمور الصغيرة التي جعلتنا قدرين على مواجهتهم 1 مقابل 1 وتحسنت نتائجنا بعدها لتصبح متكافئة اكثر ثم جاءت العاشرة.

    العاشرة

    قبل خوض نهائي الأبطال في لشبونة عشنا مواجهة مثيرة امام بايرن ميونخ في نصف النهائي: فزنا 1-0 ذهابا على ارضنا لكن في الإياب ارتكبت مخالفة وتلقيت بطاقة صفراء حرمتني من اللعب في النهائي وفي تلك اللحظة أحسست بالعالم ينهار من حولي.
    بعدها بشهر كنت في المدرجات أشاهد زملائي في النهائي وشعرت بالاحباط لعدم قدرتي على النزول لأرض الملعب: اللعب كان أمرا أحارب من أجل تحقيقه وكما بقية المشجعين فإنني عشت مباراة صعبة .
    بدا أننا سنخسر والمباراة تهرب من بين يدينا قبل ان ينقلب الأمر في ثانية بتلك الرأسية من سيرجيو راموس فانقلبت الأمور : هذه هي متعة كرة القدم ، شعور المفاجاة والفرحة، ولذلك فان ذلك الشعور هو احد أسباب اختياري عدم ترك كرة القدم بعد اعتزالي اللعب.

    بعد الاعتزال

    البداية في التدريب في فريق الفئات العمرية في ريال مدريد كانت تحديا لي لأنني امضيت سنوات طويلة ألعب في مستوى احترافي عالي وكان علي التأقلم على قيادة شبان صغار في السن وأسلوب لعبهم وطريقتهم وهو ما جعلني أقوم بتغيير أسلوبي وطريقة أرسالي لتوجيهاتي وتواصلي معهم.
    شعرت بانني أرى نفسي في وجوه اولئك الفتية – في عيونهم وآمالهم ورغباتهم وتلك الأحلا التي تراودهم في السنوات المقبلة في مسيرتهم .
    الان اعود إلى نقطة البداية لرحلتي في ريال سوسيداد حيث بدا حلمي الشخصي يلامس أرض الواقع ومجددا انا أرحب بالنحدي ومستعد للتأقلم معه .
    (تشابي الونسو يتولى حاليا تدريب رديف فريق ريال سوسيداد وتعادل في اولى مبارياته 1-1 امام نادي بورغوس وسيلاقي فريق unionistas يوم السبت في ثاني مبارياته بدوري الدرجة الثانية)