قصف جبهة .. تعلّم من زيدان كيف تحرج نفسك في 7 كلمات

رامي جرادات 15:48 29/04/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عندما كنت طفلاً، كان يعايرني أحد الأصدقاء بسيارة والده الفارهة بشكل مستمر ومستفز، لا يمضي يوماً إلا ويحدثني عن روعة الفرش والإضافات الغريبة التي يملكونها في مركبتهم، ولا يتوقف أيضاً عن استعراض السرعة الهائلة التي تسير بها، طبعاً لم أصمت، ودائماً ما كنت أجيبه بنفس الكلمات “أصلاً سيارتنا أكبر من سيارتكم”، وأتغاضى تماماً عن عمر السيارة الذي كان يبلغ 3 عقود من الزمن.

    لا أعرف لماذا تذكرت هذه القصة الطريفة عندما سمعت تصريحات زين الدين زيدان في المؤتمر الصحفي قبل مباراة رايو فاييكانو، تم توجيه سؤال بسيط له عن رأيه في هيمنة برشلونة المحلية وتحديداً على لقب الليجا، فأجابهم وهو يتقمص شخصيتي الطفولية “لدينا 33 لقب ليجا، كم يملك برشلونة؟”.

    للوهلة الأولى، ستعتقد أن إجابة زيدان كانت قوية، ستشعر بالفخر لكونك مشجع لريال مدريد، لكن بعد أن تتمعن جيداً، ستجد أن ما قاله زيزو محرج ولا علاقة له بمضمون الحديث من الأساس، لم يسأله أحد من صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب، ولم يشكك أي صحفي بأن الريال هو الأفضل على مر التاريخ في إسبانيا، موضوع النقاش كان بسيطاً، ويدور حول هيمنة برشلونة محلياً في العقدين الأخيرين.

    بما أني من أشد المعجبين بزيدان والإنجازات العظيمة التي حققها كلاعب ومدرب، سوف أجيبه على سؤاله المتواضع كم لقب يملك برشلونة؟“.

    الإجابة معروفة للجميع، يملك 26 لقباً، نعم ما زال أقل بـ7 ألقاب من ريال مدريد، لكن دعني أخبرك يا زيزو عن بعض الأمور التي قد تكون فاتتك وأنت تنسج كلماتك، وأهمها أن برشلونة كان يملك 16 لقب فقط عندما وصلت إلى النادي الملكي عام 2001.

    10 ألقاب حققها برشلونة في عهد زيدان كلاعب وإداري ومدرب في ريال مدريد، مقابل 5 ألقاب فقط حققها الريال في نفس المدة، منها لقبين فقط لزيزو كلاعب ومدرب، و3 ألقاب أخرى لا علاقة له بها.

    لا مشكلة أن تتفاخر بإنجازات ناديك عبر التاريخ، لكن سيكون الأمر غريباً لو أن النادي لم يعد يحقق ألقاب كما كان في الماضي منذ لحظة وصولك، يكفي أن برشلونة أصبح كبايرن ميونخ ويوفنتوس في الدوريين الألماني والإيطالي.

    كان يمكن لزيدان الإجابة بطريقة مختلفة، مثل “حققنا دوري الأبطال 4 مرات، كم لقب حقق برشلونة؟”، كانت ستكون إجابة أجمل لأنها ستذكر الجميع بأن الريال هو بطل القارة العجوز في آخر السنوات حتى لو كان ذلك على حساب البطولات المحلية، تماماً مثلما كان يجب أن أذكر صديقي أننا نملك منزل أجمل من منزلهم.

    زيدان أراد “قصف جبهة” برشلونة قبل أن يخسر أمام رايو فاييكانو، لكن للأسف لم يلتفت له ميسي ورفاقه لأنهم كانوا مشغولين بالاحتفال.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على تناقضات نجوم كرة القدم بطريقة ساخرة، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.