Getty

موقع سبورت 360 – نجح نادي ريال سوسيداد في إغراق سفينة ريال مدريد، وذلك بعدما فاز عليه بهدفين دون رد، في اللقاء الذي أقيم مساء اليوم السبت، على أرضية ملعب سانتياجو بيرنابيو، ضمن فعاليات الجولة الثامنة عشر من مسابقة الدوري الإسباني.

وإليكم ما خرجنا به من ملاحظات في هذه المباراة..

في رأيي الشخصي، لم يُقدم ريال مدريد مُباراة سيئة رغم خسارته في هذه المباراة، فالحقيقة أن لاعبي الفريق الملكي نجحوا في خلق بعض المساحات في مناطق ريال سوسيداد وبالتالي تمكنوا من خلق مجموعة من الفرص الخطيرة، لكنهم افتقدوا كثيراً للمسة الأخيرة وعانوا كذلك من مجموعة من الشوائب الدفاعية خاصة في ظهر الخط الخلفي.

السلبية الأولى في ريال مدريد اليوم كانت في رأيي معاناته في القيام بالتنشيط الهجومي عبر العمق، وهو أمر فهمه سانتياجو سولاري سريعاً.. الملكي لم يكد يجد مساحات في العمق سوى حينما قام ريال سوسيداد بأخطاء في التمرير في مناطقه، أما غير ذلك، فإن كروس، مودريتش ولوكاس فاسكيز لم يكادوا يجدون طريقاً لمرمى الضيوف عبر عمق الملعب، ما جعل الفريق يلجأ للأطراف.

غياب الحلول في العمق يرجع للتنظيم الدفاعي المميز للفريق الباسكي، وهو ما فطن له سولاري ليقحم إيسكو مباشرة بعد نهاية الشوط الأول في محاولة منه للبحث عن الكرات البينية أو التواغل عبر الأطراف، لكن جاء طرد لوكاس فاسكيز ليُبعثر أوراق المدير الفني الأرجنتيني.

الفريق الملكي، كما قلنا، لجأ للأطراف بعدما فشل في إيجاد المساحات في العمق، لكنه كان عقيماً جداً كلما اعتمد على الكرات العرضية، كتيبة سولاري اعتمدت بشكل كبير على التوغل عبر الأطراف والكرات العرضية في الشوط الأول خاصة، لكن تألق حارس ريال سوسيداد وافتقاد المهاجمين للمسة الأخيرة أبطلا مفعولها وقللا كثيراً من خطورة أصحاب الدار.

وبالحديث عن اللمسة الأخيرة فإن بنزيما يبقى الرجل المخيب في رأيي اليوم، كريم أضاع فرصاً كثيرة سهلة كان فيها فيه وضعيات مثالية لإيداع الكرة في الشباك، لكن التركيز غاب عنه بشكل فاضح، وجعل جل اللوم يُلقى عليه بعد ذلك.

لا أحد يُنكر الدور التكتيكي الذي يلعبه الفرنسي في ريال مدريد وهو ما لم يقم به اليوم عموماً، لكن الفرص التي يهدرها كريم أمام المرمى لا يُمكن التغاضي عنها بسهولة سواءً للاعب في رأس الحربة أو في أي مركز آخر.. لو سجل بنزيما تلك الفرصة السهلة جداً مطلع الشوط الأول لربما كانت الأمور أسهل بكثير لفريقه، لكنه بإضاعتها صعّب الأمور على فريقه وأخرج نفسه من اللقاء ليكون في رأيي أحد أكبر المخيبين.

فينيسيوس جونيور بالمقابل كان قليل التوفيق في الكثير من اللقطات، فقد تحرك اليوم عبر الرواق الأيسر وساهم كثيراً في التنشيط الهجومي لفريقه وكان وراء جل الهجمات التي شنها ريال مدريد على مرمى الفريق الباسكي، لكنه لم يكن موفقاً في اللمسة الأخيرة، كما أنه لم يتوصل بكرات كثيرة في وضعيات مواتية كذلك.

ما حصل لريال مدريد من تراخي في بعض أطوار المباراة خاصة في العمل الجماعي الدفاعي أمر لا يُمكن تقبله.. الفريق الملكي بدا متفككاً في وسط الميدان، ليسهل من مهمة خروج خصم ريال سوسيداد بالكرة من الخلف، والحقيقة أن المستوى البدني لبعض نجوم الملكي وتوقفهم عن الضغط في بعض اللقطات يضع علامات استفهام كثيرة.

المستوى الدفاعي للبرازيلي مارسيلو لم يعرف أي تطور، فكانت الجهة اليُسرى شارعاً فتحه كل من عدنان يانوزاي وميكيل مورينو باسم ريال سوسيداد، فخلقا فرصاً سانحة للتهديف كانت لتتحول لمرمى تيبو كورتوا لولا تسرع مهاجمي الضيوف وتدارك الأخطاء من لاعبي ريال مدريد في مناسبات أخرى.. لا يُمكن تحميل كل المسؤولية لمارسيلو، لكن التراخي الدفاعي الذي يعرفه ريال مدريد منذ بداية الموسم الجاري جعله ينكشف في مواجهات كثيرة ومن بينها مباراة اليوم.

صحيح أن التحكيم كان نقطة شائكة اليوم وأعرف جيداً أن بعضكم سيلومني على عدم الحديث عنه في تحليلي هذا، لكني سأبرر ذلك بالآتي: أنا هنا أقوم بتحليل فني لا تحليل تحكيمي، وهذا الأخير يجب أن يعود لأهل الاختصاص التحكيمي الذين لا يُمكن أن أدعي أن أكون منهم.