عادةً مايكون المقياس على نجاح أي مدرب في العالم هو تحقيقه للألقاب و النتائج الجيدة في مجمل مباريات الموسم فمهما مر بظروف صعبه خلال الموسم وانتقادات مختلفة لأي سبب كان، يكفيه تحقيق لقب واحد لبقائه على رأس عمله موسماً أخر إلا في ريال مدريد فالألقاب ليست مقياساً!

فقد بدأ ريال مدريد موسم 2006/2007 بعد أن فشل في تحقيق الليغا لثلاث مواسم متتالية مستعيناً بالمدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو ليحققها الأخير ولكن بنفس عدد النقاط عن برشلونة صاحب المركز الثاني،وأنقذه فارق المواجهات بين الفريقين، وكان ذلك سبباً كافياً لإقالته بعد موسم واحد فقط !

وكان في ذلك الوقت كالديرون رئيساً للنادي وصرح بأن كابيلو لايقدم المتـعه والمستوى المطلوب من الأداء، وأن تحقيق الألقاب ليس كل شيئ في ظل أداء مهزوز ومتذبذب طيلة الموسم لتنهال على كالديرون الانتقادات بأن ذلك السبب لايعد مقنعا للإقالة وأن اي مدرب طالما يحقق الالقاب لايهم كل مافعله خلال الموسم .

كذلك فعل فلورينتينو بيريز في موسم 2003/2002 حيث حقق ديل بوسكي لقب الدوري الاسباني مع ريال مدريد ليستقبل بعدها جمهور الريال مباشرةً خبراً صادماً بإقالته ففي نهايه ذلك الموسم حقق الريال اللقب بفارق نقطتين فقط عن ريال سوسيداد، وخرج من ربع نهائي كأس ملك اسبانيا على يد مايوركا بنتيحة 4/0 وعلى يد نفس الفريق خسر بخماسية على أرضه في بطولة الدوري.

ورغم كل الالقاب التي حققها مع الفريق وبالرغم من تحقيقه لكأس الانتر كونتينيتال (كاس العالم للاندية حاليا) وكأس السوبر الاوروبي في بداية الموسم والليغا في نهايه الموسم، الى أن خسارات مايوركا الثقيلة وتحقيق اللقب بفارق بسيط لم يمر على بيريز مرورالكرام، ليخرج ويمارس هوايته المفضلة في اقالة المدربين وصرح بيريز في ذلك الوقت مبرراً اقالة ديل بوسكي بعد اربع مواسم حقق فيها دوري الابطال مرتين والدوري الاسباني مرتين بأنه لايملك الشخصية القوية وهذا لايناسب شخصية ريال مدريد ولاطموحاته !.

2579572_heroa

زين الدين زيدان الذي حقق لقب الابطال في نصف موسم بدأ هذا الموسم بأداء مهزوز، لم يخسر أي مباراة من مبارياته العشرة التي لعبها لكن الاداء لم يكن مقنعا في أيٍ منها فثلاث تعادلات مع فياريال وايبار ولاس بلاماس لاتعد ظروف طبيعيه لفريق بحجم ريال مدريد والفوز على اشبيلية وسبورتينغ لشبونه بشق الأنفس وفي أخر اللحظات لايمثل شخصية الريال والفور بست مباريات فقط من اصل عشرة لايعتبر مستوى جيد للريال فكيف اذا كانت الانتصارات غير مقنعه!.

وعلى غرار ديل بوسكي فقد حقق زيدان كأس السوبر الاوربية وفي طريقه لتحقيق كأس العالم للأندية ومازال متصدرا (ولو بالنقاط) لترتيب الليغا لكن حتى لو حقق اللقب في نهايه الموسم هذا لا يعني بقائه في منصبه، فالعامل الأساسي المتبع في النادي الملكي لبقائك مدربا لموسم أخر هو أن تقدم مباريات ممتعه وتظهر شخصية ريال مدريد في كل مباراة ويكون ذلك مقترناً بتحقيق الالقاب وربما هو أصعب معيار لبقاء مدرب في فريق عالمياً.

فاسلوب زيدان الهادئ او الحذر الباحث عن تحقيق لقب بأقل الخسائر وبأداء باهت لن يشفع له بالبقاء في منصبه فمع اختلاف الرؤساء في ريال مديد كانت الفكرة الوحيدة الثابته بينهم هي ان المدرب الذي لايقدم ادائا قويا سيرحل مهما حقق من القاب!.