على مدار تاريخ كرة القدم , مر رجال و اتى آخرون , لكن فى العصر الحديث لا يوجد من هو اشهر منه , عندما يقول لك شخص ما اذكر لى رئيس لنادى كرة قدم , على الفور اول الاسماء التى ستتوارد لذهنك هو رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز او الشامخ كما يلقبه عشاقه من جماهير ريال مدريد .
البداية أتت من الخسارة :
عندما قرر فلورنتينو ان يدخل من الباب الكبير , باب الملكى , قرر ان يكون رئيسا لريال مدريد وذلك تحديدا فى العام 1995 , ولكنه خسر فى الانتخابات عن طريق منافسه رامون ميندوزا , ولكنه لم يستسلم , اعد العدة و العتاد و قرر ان يترشح مرة اخرى فى العام 2000 , ولكن هذه المرة قد فاز , و دخل من الباب الكبير عندما كسب قلوب عشاق الريال و دمر قلوب عشان البرسا عندما نفذ وعده و خطف قائدهم و حامل الكرة الذهبية آنذاك لويس فيغو , فما اجمل ان تبدأ رئيسا للريال بصفع الغريم , بالطبع اصبح معشوقا للجماهير و اصبح رئيسا عظيما فى نظر المدريديستا منذ وهلته الاولى , ليبدأ بعدها مسلسله متعدد الاجزاء , مسلسل بيريز و المدربين .
القصة الاشهر ” ديل بوسكى ” :
الفائز بدورى ابطال اوروبا وقتها وصاحب الصيت الكبير بين جماهير كرة القدم , كان بيريز من البداية ليس محبا للاسباني المخضرم فيثنتى ديل بوسكى , وكان دائم المشاكل معه و خصيصا فى الصفقات التى يجلبها للنادى , فكان بيريز دائما ما يشترى اكبر النجوم فى عالم الكرة , ليس لتلبية احتياجات الفريق و المدرب و لكن للاستعراض الشخصى له وللنادى , وهذا لم يكن يعجب ديل بوسكى , ولكنه تحمل فى البداية واتى بلقب دورى الابطال عام 2002 , ولكن بعدها فى العام 2003 اصدر بيريز قرارا مفاجئا باقالة ديل بوسكى , ادى هذا القرار الى انقسام حاد بين جمهور ريال مدريد بين معارض و مؤيد للقرار , وادى هذا القرار الى انزعاج كبير بين الاعبين وهذا ما ابرزه كاسياس فى تصريحه الشهير ان بيريز غلطه الكبرى هى اقالة ديل بوسكى , ومن جهته اعتبر ديل بوسكى هذه اهانة له ان يتم اقالته بهذه الطريقة , فاصبح بينهم عداوة كبيرة , الى ان ديل بوسكى رفض ان يستلم الشارة الذهبية من ريال مدريد فى العام 2011 و رفض مصافحة بيريز فى احتفال الريال بالسوبر الاسبانى 2012 , لأنه لم ولن ينسى .
الرحيل المؤقت :
فى العام 2006 و بعد سوء النتائج الكبير و الخروج من دور 16 فى دوري الابطال امام ارسنال و فشل المشروع باستكمال الانجازات التي رسمها فلورنتينو , قرر الرحيل من النادي , فقدم بيريز استقالته فى فبراير من العام 2006 , بعد ان قام الإعلام بجلده و تحميله السبب فى فشل الفريق آنذاك , ولكنه كان رحيلا مؤقتا لعودة كبيرة و طويلة .
العودة الكبيرة :
فى عام 2009 قرر بيريز العودة لرئاسة ريال مدريد , وعاد ايضا من الباب الكبير , حيث خصص 300 مليون يورو لجلب الصفقات فتعاقد مع لاعبين كبار ابرزهم رونالدو و كاكا و بنزيما و تعاقد ايضا مع المدرب الشهير مانويل بليجرينى الذى كان يقدم وقتها اداء رائعا مع فيا ريال الاسبانى و لفت انظار العالم اليه فتعاقد معه ريال مدريد لتكتمل المنظومة , ولكن كان موسما فاشلا , وخرج ريال مدريد و قتها برصيد خالى من البطولات , فكان القرار بأقالة بلجرينى من تدريب الريال و جلب بطل دورى الابطال وقتها جوزيه مورينيو .
عودة الريال للبطولات :
أتى مورينيو مدربا للريال فى وتوقيت لا يحسد عليه , أعظم جيل فى تاريخ برشلونة و أعظم جيل فى تاريخ المستديرة بالنسبة للكثيرين ناهيك عن التخبط الكبير فى البيت الملكي أيضا , ولكنه نجح فى الفوز بالبطولات و تسبب بشكل مباشر فى إقالة جورديولا عندما فاز بالدوري الاسباني فى العام 2012 , وفاز أيضا بالسوبر الاسباني فى نفس العام و الكأس فى عام 2011 , ودعمه بيريز بالكثير من الصفقات امثال ” دى ماريا , اوزيل , خضيرة ” ولكن كثرة المشاكل فى البيت الملكى و الجلبة التى اثارها مورينيو مع كبار الفريق و انقلاب الصحافة عليه , اجبر الرئيس فلورنتينو على اقالة مورينيو بعد نهاية موسم 2013 , لتنتهى حقبة بداية إعادة الريال على الطريق الصحيح و طريق البطولات الذى افتتحه السبيشال وان ليستكمله الايطالى المخضرم كارلو انشيلوتى , فى العام 2013 تعاقد فلورنتينو مع المدرب الايطالى كارلو انشيلوتى والويلزى جاريث بيل فى اغلى صفقة فى تاريخ كرة القدم وقتها , واضعين صوب اعينهم اللقب الغائب منذ 12 عاما بطولة ريال مدريد المفضلة دورى ابطال اوروبا , وكان كارلو فى الموعد ففاز بالبطولة العاشرة للريال فى دورى الابطال و اسر قلوب المدريديستا حول العالم , ولكن كعادته بيريز لم يجعل الامور تسيير كما هى , فقرر بيع افضل لاعب فى نهائى دورى ابطال اوروبا الارجنتينى انخيل دى ماريا و وسط الميدان الاسبانى شابى الونسو والتعاقد مع هداف مونديال 2014 خاميس رودريجز وكان هذا على غير رضا كارلو انشيلوتى و مع الاصابات الطويلة و المتكررة لوسط الميدان لوكا مودريتش و عدم جلب لاعب ارتكاز بعد رحيل الونسو فشل ريال مدريد فى تحقيق اى بطولة فى العام 2015 و خرج خالي الوفاض , فكان قرار بيريز الدائم كعادته أقالة المدرب كارلو انشلوتى فى قرار اثار غضب جموع الشعب المدريدى الواثقين فى كارلو و أن المشكلة لم تكن منه , بدل وزاد الانتقاد ايضا بعدها التعاقد مع الاسبانى رفايل بينيتز مدربا لريال مدريد مما اثار ايضا امتعاض وشكوك جماهير المرينجى و كان شكهم فى محله ففشل بينيتز فشلا زريعا فى ادارته للفريق مما جعل بعض الجماهير وقتها تطالب باقالة فلورنتينو , فعدل بيريز عن قراره و قرر اقالة بينيتز قبل نهاية الدور الاول من الدورى الاسبانى و جلب اسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان مدربا للفريق .
التحول المستمر :
عندما تعاقد بيريز مع زيدان كان هذا قرارا ذكيا بكل المقاييس , فامتص غضب جماهير المرينجى و الصحافة المدريدية بطريقتين الاولى اقالة بينيتز و الثانية التعاقد مع معشوقهم زيدان , فخفتت الاصوات التى كانت تطالب باقالته واصبح الجميع صحافتا و جماهيرا داعمين للفريق الملكى واتى هذا بثماره حيث حقق الريال البطولة الحادية عشر فى دورى الابطال و تبعها السوبر الاسبانى و فاز بأثنى عشر مباراة متتالية فى الدورى الاسبانى , فتحول بيريز الى بطلا فى نظر الصحافة والجماهير على قراره الحكيم بجلب زيزو , و التحول ايضا لم يتوقف هنا بل استمر فى سوق الانتقالات الصيفية لعام 2016 حيث قرر بيريز عدم بيع اى من نجوم الفريق , بل اعاد موراتا و كوينتراو ايضا , وتخلى عن افكاره بأثارة الرأى العام عن طريق الصفقات الكبيرة و بيع الاقمصة و ما شابه و خضع لتعليمات زيدان ورغباته , وهذا التحول المفاجئ اثار تساؤل العديد من عشاق كرة القدم وليس المنتمين للريال فقط , هل بيريز خضع لزيدان الذى ازال السكين من على رقبته ؟ , ام نضج وتعلم من اخطاء الماضى التى كلفته كثيرا ؟
الايام القادمة ستثبت لنا
