فينيسيوس جونيور

“البرازيل تنتظر ملكها الجديد” هكذا عنونت صحيفة ماركا قبل ذهاب فينيسيوس إلى معسكر منتخب بلاده البرازيل استعدادًا لخوض غمار تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث يسعى الشاب من وجهة نظر الصحيفة إلى أن يصبح الملك الجديد لمنتخب السامبا، خصوصًا في ظل تعدد إصابات نيمار دا سيلفا، وتقدمه في العمر.

لكن أقل من نصف ساعة فقط كانت كفيلة بأن تُخرج فينيسيوس من المباراة، لتضعه خارج المنتخب إلى جانب نيمار، في صدمة شديدة للبرازيليين وعشاق ريال مدريد حول العالم.

القلق من إصابة فينيسيوس ليس لأنها تبعده عن الملاعب لفترة ربما تصل إلى شهرين ونصف، بل بسبب حساسيتها في الوقت الحالي، ونوعيتها، فالتوقيت أكثر تأثيرًا من المدة، وطبيعة الإصابة هي الخطر المُحدق باللاعب البرازيلي.

“لا تستطيع أن تلعب هكذا، لا تستطيع أن تلعب هكذا” كلمات قالها كارلو أنشيلوتي متذمرًا من نجمه البرازيلي حينما اشترك كبديل خلال مباراة لاس بالماس قبل أسابيع قليلة، وذلك بعد غيابٍ دام 32 يومًا عن الملاعب، حيث بدا المدرب الإيطالي غير سعيد بطريقة لعب فيني.

للوهلة الأولى فهمنا انزعاج كارلو على أنه ينجُم لأسبابٍ تكتيكية، لكن مع تصريحات المدرب، والمزيد من التسريبات التي تُنشر في وسائل الإعلام الإسبانية، اتضحت الصورة أكثر، والتي تتعلق بخطورة أسلوب لعب فيني على جسده في الوقت الحالي.

الإصابة الأولى التي تعرضها لها فينيسيوس هذا الموسم أتت في عضلات الفخذ، وهي إصابة يُقال إنها ناجمة بالشكل الرئيسي من الجري بسرعاتٍ كبيرة، وبشكلٍ متواصل، وهنا نتحدث بشكلٍ رئيسي عن طريقة لعب فينيسيوس التي تتصف بهاتين الصفتين بدرجةٍ رئيسية.

من هنا نعود لبداية المقال، حيث أشرنا إلى أن طبيعة الإصابة الجديد لفيني هي الأمر المقلق، حيث تعرض البرازيلي للمرة الثانية لإصابة في عضلات الفخذ، لكن هذه المرة برجله الأخرى، مما يكرس من المفاهيم السابقة حول أسباب الإصابات التي يتعرض لها.

خطورة الموقف بالنسبة لفينيسيوس أنه كانت ينتظر الموسم الحالي حتى يرتقي درجة إضافية نحو المجد، سواء في ريال مدريد أو في منتخب البرازيل، فكما أشرنا مسبقًا إلى أن غياب نيمار يجعله المحرك الرئيسي، واللاعب الأفضل في السيليساو، بينما رحيل كريم بنزيما يتطلب أن يكون ابن 23 عامًا حاضرًا لملئ الفراغ، والاستعداد لنيل الكرة الذهبية.

كل ذلك لم يحدث كما هو متوقع، ويتمناه ريال مدريد وفينيسيوس، فالإصابات ربما توقفه لمدة إجمالية تقارب الأربعة أشهر هذا الموسم، وبالتالي ستُعطل عليه حتمًا مشاريعه.

في ذات الوقت يجب ألا ننسى بأن فينيسيوس يمر بمشاكل عديدة داخل الملعب بأمور لا تتعلق بكرة القدم، أشهرها العنصرية التي يتعرض لها في بعض الأحيان، والتي يظهر عليه الانزعاج الشديد بسببها، ورغم أن لديه كل الحق في ذلك، لكن الكثيرون يلومون عليه كثرة الدخول في مناوشات مع جماهير الفرق المنافسة حينما يزور ملاعبها بعيدًا عن مسألة العنصرية، حيث يبدو عليه عدم القدرة على التعامل مع الاستفزازات، ناهيك عن كثرة اعتراضه على الحكام.

كل هذه العوامل، ما بين ضبط الأعصاب، وأسلوب اللعب، والإصابات، والحاجة لملئ فراغ نجوم كبار خلال غيابهم، جميعها تجعل من البرازيلي فينيسيوس في موقفٍ لا يحسد عليه، بل وتضعه في مفترق طرقٍ حقيقي خلال مسيرته، أصبح مطالبًا خلاله أن يتعامل معه بشكلٍ ناجح، بأسلوب كل ملفٍ على حِدا.