سبورت 360 – حقق ريال مدريد فوزاً مستحقاً على حساب فريق إشبيلية، مستحقاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بثلاثية لهدف في ملعب سانتياجو بيرنابيو، مساء السبت ضمن منافسات الدوري الإسباني.
النادي الملكي قدم مستويات مميزة في الشوط الأول، قبل أن يتراجع منحنى الأداء في الشوط الثاني، ليقحم كارلو أنشيلوتي عناصر بديلة كانت قادرة على صناعة الفارق في الرمق الأخير من اللقاء.
ريال مدريد بات لديه القدرة على حسم المباريات ضد أصعب الخصوم، ولنا في الموسم الماضي بدوري الأبطال المثل الأكبر، لكن الواقع أن فريق كارلو أنشيلوتي أصبح أكثر قوة مما كان عليه في الموسم الذي فاز فيه بثنائية الدوري ودوري الأبطال، حتى في ظل غياب رأس الحربة الأساسي وأفضل لاعب في العالم، كريم بنزيما، يتمكن الفريق من الفوز والإقناع وتقديم صورة مميزة.
سر خلطة نجاح ريال مدريد يرجع لوجود مدرب خبير على العارضة الفنية للفريق، أنشيلوتي لا يختلف عليه اثنين، وأثبت كارليتو أحقيته بالتواجد ضمن كتاب أساطير التدريب في الساحرة المستديرة.
المدرب لا يقف هكذا، بل يلاحظ نقاط ضعف فريقه ويحاول علاجها، وهو ما فعله بعدة تغييرات كانت نتيجتها سريعة على أرض الملعب، يكفي القول أن هدف التقدم، الثاني، جاء من تمريرة ساحرة للاعب بديل، ليضعها بديل آخر في الشباك.
الأمر لا يتوقف على التغييرات فحسب، رأينا رهان أنشيلوتي الأكبر هذا الموسم، فيديريكو فالفيردي، يطلق صاروخية لا تصد ولا ترد، ويسجل هدفاً من أفضل أهداف الموسم، إن لم يكن الأفضل، وهذا يوضح أن المدرب بالفعل لديه رؤية، وهو ما جعله يرى في الأوروجواياني ترسانة صواريخ قادرة على تمزيق شباك الخصوم، ليصبح فيدي في الوقت الحالي من أفضل لاعبي العالم في مركزه بدون منازع، اللاعب يواصل التألق لدرجة أنه أصبح هداف الريال في الموسم الجاري.
الريال أثبت من جديد أنه يعرف كيف يفوز في مختلف الظروف، تماسك الفريق وثقة لاعبيه بنفسه جعل الخصوم مرعوبون بداخلهم، حتى لو ظهر عكس ذلك، وكأن كل لاعب في الفريق المنافس يقول في نفسه أن المباراة لن تنتهي إلا بخسارتنا حتى لو شارفت الدقائق على النهاية، هكذا كانت رسالة الريال التي وصلت لكل الأندية الإسبانية والأوروبية خلال الأشهر الماضية.
هذا الفارق النفسي هو الذي دمر إشبيلية بعد التمريرة الخاطئة في وسط الميدان، والتي وصلت لأسينسيو، صحيح أنها هجمة مرتدة، لكنها سارت أفضل مما يقول الكتاب حتى، وانتهت بهدف مستحق، فلا يمكن أن تقع في الخطأ ضد فريق مثل الريال أبداً، العقاب سيكون في انتظارك لا محالة.
المثير في الأمر أن ريال مدريد بدأ يملك خصائص ألمانية بعض الشيء، فالفريق بدأ يرفض الاسترخاء بعد التقدم ويسعى دوماً لتسجيل المزيد والمزيد من الأهداف، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في كبرى أندية ألمانيا ومنتخب البلاد نفسه، فريق لا يعرف للرحمة طعماً.
