لوكا مودرتش - ريال مدريد - دوري أبطال أوروبا

سبورت 360 – قبل انطلاق دور 16، لم يكن ريال مدريد ضمن أبرز 5 مرشحين حتى للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، لاسيما وأن القرعة أوقعته بمواجهة باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم، ثم اصطدم ببطل البطولة السابق تشيلسي، قبل أن يواجه مانشستر سيتي وليفربول اللذان يعدان أفضل فريقين في العالم.

مشوار ريال مدريد في البطولة كان معقداً على جميع الأصعدة، ووضع قدماً خارج دوري الأبطال في جميع المواجهات التي خاضها خلال الأدوار الإقصائية، لكنه كان يعود دائماً ويقلب الطاولة على خصومه، ويقدم لنا سيناريوهات استثنائية ستبقى عالقة بالأذهان لسنوات طويلة.

متى بدأت شرارة ريال مدريد؟

في الوقت الذي كان فيه ريال مدريد خارج الترشيحات تماماً، كان لاعبي النادي الملكي مؤمنين بقدرتهم على تحقيق هذا الإنجاز، رغم إدراكهم أنهم أضعف في الإمكانيات من معظم المنافسين. حتى أن الجماهير بدأت تشعر بهذه الثقة بعد الانتصار التاريخي على باريس سان جيرمان، في إياب ثمن النهائي.

القصة بدأت من حوار لوكا مودريتش مع أحد أصدقائه، والذي كشف عنه الصحفي الشهير باكو جونزاليس، مقدم برنامج إلبيرتيداثو دي كوبي، حيث قال النجم الكرواتي لأحد أصدقائه قبل مباراة الإياب ضد باريس “إن تخطينا باريس سان جيرمان، سوف نحقق لقب دوري الأبطال”.

كلمات مودريتش لم تكن عبثية، فهو من أكثر اللاعبين خبرة في ريال مدريد والعالم. لوكا كان يدرك تماماً أن الفريق بحاجة لشرارة تزرع الروح القتالية في قلوب اللاعبين، وهذه الشرارة جاءت في النصف ساعة الأخيرة من مباراة العودة ضد باريس، عندما أحرز كريم بنزيما ثلاثية للتاريخ، وقدم فيها لوكا مودريتش أداءً استثنائياً.

بعد هذه المباراة، لم يعد ريال مدريد يفكّر في تقديم بطولة جيدة وحسب، أو محاولة الذهاب بعيداً بحسب إمكانياته، بل أصبحت الرابعة عشر هي الهدف الرئيسي والوحيد الذي يفكر فيه اللاعبين ليلاً نهاراً، ولذلك تمكنوا من خلق المعجزات في الأدوار التالية.

لوكا مودريتش كان يعلم أن ريال مدريد لديه ميزة ليست متوفرة في جميع فرق العالم، وهي القدرة الكبيرة على المعاناة والصمود، والتسجيل من جميع الوضعيات وبأسرع الطرق، بالإضافة إلى الخبرة والثقة اللامتناهية التي يملكها الفريق. لكن لكي يتم تفعيل هذه الخصائص، كان لابد من الشرارة الأولى، وكما قال لوكا: فوزنا على باريس سيمنحنا اللقب.