سانتياجو برنابيو ملعب ريال مدريد

سبورت 360 – تعتبر الصحف الرياضية الصادرة من العاصمة الإسبانية مدريد من أشهر الصحف الرياضية في العالم، حيث تحظى بشهرة واسعة ناجمة من شعبية النادي الأقرب لها وهو ريال مدريد، بالإضافة إلى شعبية الغريم برشلونة، خصوصًا خلال فترة التنافس الناري بين الناديين على مدار 15 عامًا، وبالتحديد منذ عام 2004 وحتى عام 2019.

ظاهرة صحف مدريد رياضيًا تستحق الدراسة والتمعن، وهو ما يدفعنا لسرد أبرز المعلومات عنها، كيف نشأت، وتطورت، وما هي فلسفتها.

ماركا عملاق الصحافة الرياضية العالمية

–  صحيفة ماركا تأسست عام 1937، والملفت أنها تأسست على يد طبيب أطفال اسمه مانويل فيرنانديز، والذي كان بخلفية قومية، أي ينتمي إلى المتمردين على الجمهورية الإسبانية الناشئة في ذلك الوقت، ومن الراغبين بعودة الحكم العسكري لإسبانيا. والملفت أيضًا أنها تأسست في بادئ الأمر في سان سيباستيان، في إقليم الباسك، لكن سرعان ما انتقلت إلى مدريد العاصمة بعد نشوء الحرب الأهلية وتفوق فرانكو فيها.

– صحيفة ماركا مملوكة منذ عام 2007 عبر يونيداد إيديتوريال، وهي مؤسسة نشر إعلامية مملوكة لشركة عملاقة إيطالية وهي RCS ميديا جروب. تعد ماركا أشهر وسائل الإعلام التي تملكها الشركة الإيطالية حاليًا، والملفت أن هذه الشركة تملك أيضًا صحيفة كبرى رياضية وهي لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية.

– يونيداد إيديتوريال المملوكة من RCS ميديا جروب، تملك أيضًا صحيفة الموندو، ليس موندو ديبورتيفو بل الموندو والتي تذكرون أنها نشرت عقد ليونيل ميسي مع برشلونة، وهي صحيفة عامة فيها قسم رياضي.

– ماركا، حسب العرف، هي الصحيفة الشقيقة لصحيفة الموندو الإسبانية، بسبب أنهما تصدران سويًا عبر مؤسسة يونيداد إيديتوريال، علمًا أن الموندو هي ثاني أكبر صحيفة ورقية عامة في إسبانيا مع البايس.

– ماركا في عام 2007 كانت تعد أكثر صحيفة ورقية قراءة في إسبانيا، كما أن نصف قراء الرياضة يقرؤون ماركا، أكثر من أي صحيفة أخرى.

– ماركا لديها إذاعة أيضًا، وكان تملك قناة بث تلفزيوني فضائي لكنها أغلقت عام 2013. لديها العديد من المواقع الالكترونية الفرعية، أي تنشر بلغة منطقة معينة، أو بلد ما، وتركز على الأخبار الرياضية في هذا البلد، مثل ماركا المكسيك، وماركا الولايات المتحدة الأمريكية.

– يجب الإشارة لنقطة على الهامش، عام 2016 أجريت العديد من عمليات الإقالة في صحيفة ماركا، حيث كانت الصحيفة (بل والمؤسسة الإعلامية بشكلٍ عام) إلى تغيير النهج، والابتعاد عن الإعلام التقليدي، والتوجه أكثر للترفيه. من ضمن الذين غادروا خلال هذا الزلزال هو سانتياجو سيجورولا نائب رئيس التحرير، والسبب يعود إلى خلاف شديد في وجهات النظر، حيث يرى سيجورولا أن مهمة الصحف هي تقديم المعلومات الجادة والمهمة للقارئ، وكشف الكواليس التي تخفى عنه، ثم يأتي الترفيه لاحقًا، ولا يكون هو الأساس الذي يحرك الصحيفة.

صحيفة أس أن تفرض نفسك على الساحة

صحيفة أس الإسبانية، تأسست بعد ماركا بكثير، عام 1967. وعلى غرار ماركا، لها شقيقة كبرى في الصحف الورقية وهي البايس، المنافس لصحيفة الموندو، وذلك لأن صحيفة أس والبايس كلاهما تصدران عبر شركة إعلامية واحدة وهي PRISA.

– إذاعة كادينا سير هي إحدى المؤسسات الإعلامية التي تملكها بريسا – PRISA، مما يجعلها على صلة كبيرة بصحيفة أس الإسبانية أيضًا. لذلك نشاهد أن أس تنقل الكثير من المعلومات عن كادينا سير، خصوصًا آراء جونزاليس جونزاليس خبير التحكيم الذي يتواجد في تحليل مفتوح غالبًا عبر الإذاعة خلال المباريات المهمة لأندية إسبانيا الكبرى.

– صحيفة أس كانت، وما زالت تقريبًا، على عداء مع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، واشتعلت الحرب بين الطرفين على خلفية تصريحات ألفريدو ريلانيو رئيس التحرير على بيريز عام 2014 بعد صفقة خاميس رودريجيز، والذي اتهم بيريز بأنه عقد الصفقة من أجل مصالح شخصية له في كولومبيا، وهو الأمر الذي دفع بيريز لرفع قضية ضد ريلانيو.

نذكر في عام 2015 خلال عهد بينتيز، شنت الصحيفة حربًا ضد بيريز للإطاحة به، وكان هناك تفاعل قوي في المدرجات، ورفع للرايات البيضاء، وإطلاق هتافات تهدف للإطاحة بفلورنتينو. اليوم تراجعت حدة هذا الخلاف، ربما حصل اتفاق خلف الكواليس، لكن تشعر أنه ما زال موجودًا.

هل صحف ماركا وأس هي صحف مدريدية (مدريديستا) بامتياز؟

 هي صحف تصدر في مدريد، وتميل إلى ريال مدريد، لكن ليست تابعة للنادي.

بعض جماهير الريال تقول أنها ليست صحف توالي الريال، وهي مدسوسة وعميلة، وربما لا يكون هذا الكلام دقيق، هي صحف تميل إلى ريال مدريد بالفعل، لكن يجب أن نفهم هنا عدة معادلات.

هذه الصحف، تصدر من العاصمة الإسبانية، لذلك، يجب أن يكون لديها خطاب شمولي إسباني، إلى جانب الخطاب المدريدي، أي يكون لديها نزعة وطنية اسبانية، وهو الأمر الذي يتطلب أن تأخذ مسافة مقبولة من أندية أخرى مثل برشلونة. لذلك، ليس كل صحفي في ماركا هو مشجع لريال مدريد، ربما تجده يشجع برشلونة أو أتلتيك بلباو، أو نادي آخر، لكن النسبة الأكبر ستكون من مشجعين الريال بحكم أن مقرها الرئيسي في العاصمة.

لا يعني ذلك أنها تتعامل مع برشلونة تمامًا كالريال، لكن هناك توازن مقبول أكثر من صحف كتالونيا، التي تصدر من الإقليم، وهو إقليم انفصالي، لذلك وضعها مختلف فهي تتبنى عقلية كتالونية وليس إسبانية بالمجمل.

نقطة أخرى، الصحف هذه ربحية، لذلك هي تتجه للربح، وبما أن معظم قراءها من مدريد، فستقدم لهم المعلومات التي تهمهم لتحقيق أرباح أكثر، وبعض هذه المعلومات تضر في النادي، مثل كشف تفاصيل صفقة ما، أو فضيحة ما.

يجب أن نعيّ أيضًا، أن الصحفي المرموق، يهمه أن يكبر اسمه، فولاءه للمهنة أولًا، ولمؤسسته، ثم اسمه الشخصي ثانيًا وثالثًا، ويقدمها في الكثير من الأحيان على ميوله وعواطفه تجاه الأندية، لذلك ربما ينشر معلومة يعلم أنها تضر بالريال 100% رغم أنه مدريدي، من أجل أولوياته في المهنة.

لهذه الأسباب، يختلط على البعض اعتقاد بأن الصحف ليست تميل إلى ريال مدريد، وهذا ليس صحيحًا بنسبة 100%، لكن الحقيقة أنها ليست “مدريديستا” بالمعنى الحرفي للانتماء، مثل الجماهير.

يجب التوضيح أيضًا، ماركا تحظى بسمعة مقبولة، وكذلك حتى صحيفة أس، لكن لا يعني أن كل ما تنشره هذه الصحف صحيح، أولًا هي تنقل الكثير من تقارير الصحف الأخرى، وثانيًا، ربما يكون للصحفي أو الصحيفة دوافع شخصية في بعض التقارير لتحقيق مآرب من نبأ غير صحيح، أو يكون للمصدر الذي مول الصحفي بالمعلومة، أهداف خاصة فيعطيه معلومة ربما تكون خاطئة، أو يكون الهدف منها تحريك أمور أخرى.

طبعًا، في النهاية؛ مواقع مثل ديفينسا سنترال، وبيرنابيو ديجيتال، هي مواقع الكترونية، تقوم بترجمة أو تحرير الأخبار غالبًا أكثر من كونها مصدرًا للمعلومة، وهي موالية لريال مدريد بالمطلق، وليست مصدر حقيقي كماركا ثم أس.

شاهد أيضًا