كيف ينجح حراس المرمى في صد ركلات الجزاء؟ أسرار وخفايا

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ديفيد دي خيا - مانشستر يونايتد - الدوري الإنجليزي

    سبورت 360 – “يا له من تصدي، تولدو الطائر يتصدى لركلة الجزاء، وهولندا تودع يورو 2000” لم يتمالك معلق المباراة نفسه بعد ليلة تاريخية بين هولندا وإيطاليا في نصف نهائي يورو 2000، مباراة بقيت عالقة بالأذهان لفترة طويلة حينما قدمت هولندا مستوى هائل هجوميًا، لكن حارس المرمى الإيطالي فرانشيسكو تولدو حطم أحلامهم بالتأهل خصوصًا بعد تصديه لركلة الترجيح الأخيرة التي قادت بلاده للنهائي.

    ركلات الجزاء وركلات الترجيح تبقى من الألغاز الكبرى والمهمة جدًا في لعبة كرة القدم، وتكمن أهميتها نظرًا لتكرارها في المباريات، ففي دراسة أجراها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية الأمريكي، اتضح أنه يحتسب ما يقارب 0.31 ركلة جزاء كل مباراة في عالم كرة القدم خلال آخر 3 أعوام.

    ويمكن القول إن فكرة ركلات الترجيح بحد ذاتها ليست قديمة العهد في عالم كرة القدم، حيث طبقت لأول مرة في بطولة كبرى خلال يورو 1976 وحينها فازت تشيكوسلوفاكيا على ألمانيا الغربية بفضل ركلة الترجيح الشهيرة التي نفذها بانينكا بتسديدة أكروباتية لن تنسى.

    ورغم أن ركلات الترجيح تشكل عبئًا هائلًا على المسددين، لكنها تبقى عبئًا أكبر على حراس المرمى، فنسبة النجاح حسب أحدث الدراسات تصل إلى 75% عالميًا في تنفيذ ركلات الجزاء، وهو ما يجعلنا نركز أكثر على نسبة تصدي حراس المرمى والتي رغم انخفاضها تبقى أمرًا مثيرًا للاهتمام.

    أساليب تصدي حراس المرمى لركلات الجزاء

    تختلف أساليب حراس المرمى المتبعة في التصدي لركلات الجزاء، حيث يملك حارس المرمى أجزاء من الثانية فقط حينما يصل اللاعب إلى مكان التسديد تمامًا لتحديد المكان الذي سيقفز له، مع تحقيق أعلى قفزة ممكنة للتصدي، وفي حال حقق هذه المتطلبات بشكلٍ مثالي، فسترتفع نسبة نجاحه بالتصدي، وهو ما يعرف بقراءة المسدد لحظة التنفيذ.

    ربما يكون من أشهر الحالات على الانتظار حتى الرمق الأخير من التسديد حتى يحدد حارس المرمى ماذا سيفعل، هو ما طبقه هيلموث دوكادام حارس مرمى ستيوا بوخارست الروماني، الذي نجح بالتصدي لأربع ركلات جزاء ضد برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1986، في ظاهرة تاريخية.

    لكن هذه الطريقة تبقى صعبة ومعقدة، حيث لا يملك الحارس الوقت الكافي للحاق بالكرة في حال سُددت بقوة، فستسبقه غالبًا حتى لو أتت في نفس مكان القفز.

    لذلك يلجأ حراس المرمى لتقنيات أخرى، مثل تقنية “تاريخ المسدد” والتي يقوم خلالها الحارس بدراسة طريقة تسديد أشهر المنفذين في الفريق المنافس قبل انطلاق المباراة، من حيث زاوية التسديد وقوة الركلة، وغيرها من الأمور، مما يجعله قادرًا على تخمين أين ستنفذ الركلة قبل أن يسددها اللاعب، مما يمنحه فرصة القفز قبل لحظة التنفيذ مباشرة، وبالتالي يملك فرصة أفضل للوصول إلى الكرة.

    أشهر حالات النجاح على هذه التقنية كانت في كأس العالم 2006، حينما تصدى ريكاردو حارس البرتغال إلى 3 ركلات ترجيح من إنجلترا في ربع النهائي، فيما تصدى ينز ليمان إلى ركلتين ضد الأرجنتين في نفس الدور مستخدمًا ورقة مكتوب فيها أين سيسدد كل لاعب من الأرجنتين.

    مشكلة هذا الأسلوب أنه يعتمد على التخمين المسبق، وهو أمر ربما يتفوق عليه المهاجمين أحيانًا في حال لاحظوا بأن الحارس يقرأ من ورقة، أو في حال كانت طريقة تسديدهم من الأساس تتبع عملية التخمين أيضًا، حيث يقومون بخدعة ما قانونية لإجبار الحارس على القفز مبكرًا ثم يسددون الكرة نحو زاوية أخرى، تمامًا كما فعل جورجينيو لاعب إيطاليا ضد سيمون حارس إسبانيا في نصف نهائي يورو 2020.

    الإلهاء إحدى الحيل التي يتبعها حراس المرمى أيضًا، حيث يقوم الحارس بمحاولة الضغط على المهاجم لتسديد الكرة في مكان محدد يريده، وهو أمر برع فيه مثلًا إيميليانو مارتينيز حارس مرمى الأرجنتين ضد كولومبيا في نصف نهائي كوبا أمريكا 2021، وشاهدناه من تيم كرول حارس مرمى منتخب هولندا في كأس العالم 2014 ضد كوستاريكا.

    كما تدخل فكرة “أقدام سباجيتي” في نطاق الحيل المسموحة، حيث يبقى حارس المرمى يتحرك طوال فترة إعداد المهاجم لتسديد الركلة على خط المرمى، مما يعمل على تشتيت انتباه المهاجم، وهي حيلة طبقها حارس مرمى ليفربول لأول مرة في نهائي دوري أبطال أوروبا 1984، ونسخها عنه دوديك حارس مرمى ليفربول أيضًا في نهائي الأبطال 2005، وحقق الريدز اللقب في كلتا الحالتين.

    الميل لإحدى زوايا المرمى وعدم الوقوف في المنتصف إحدى الحيل المتبعة أيضًا، وتؤدي في بعض الأحيان لتشتت تركيز المهاجم الذي يدخل في حيرة حول التسديد في الزاوية الفارغة والتي يمكن أن يتوقعها الحارس، أم التسديد في الزاوية المغلقة التي يقف فيها والمخاطرة في أن عملية القفز ربما تتأخر فيتصدى لها، نيمار دا سيلفا وقع ضحية لهذه الحيلة حينما سدد خارج الخشبات الثلاث ضد ستاد بريست الموسم الماضي.

    تبقى ركلات الجزاء أمر صعب توقعه، ويعتمد أيضًا على عوامل نفسية وجماهيرية يخضع لها المهاجم منفذ الركلة، إلا أن اجتهاد حراس المرمى يبقى أمرًا مهمًا في إيقاف بعض هذه الفرص المحققة للتسجيل.

    شاهد أيضًا