يبدو أننا على موعد مع صيف ساخن جداً، لكن ليس على مستوى اللاعبين، ولكن بخصوص المدربين والمدراء هذه المرة، مع توقعات بأكبر عملية انتقالات بين الأجهزة الفنية، بعد استقالة البعض وإقالة البعض الآخر، بالإضافة إلى وضع أسماء أخرى في قائمة الانتظار، مما يجعلنا في انتظار ثورة خططية جديدة خلال الموسم القادم.
أسباب عديدة ستمعنا من انتقالات كبيرة على مستوى اللاعبين، بسبب فيروس كورونا وتأثر الأندية مالياً واقتصادياً، والأزمة الكبيرة بين بعض الفرق والاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن بطولة الدوري السوبر، لكن كل هذا لن يكون متاحاً بالنسبة للمدربين، لأن شروطهم الجزائية أقل، ورواتبهم أيضاً مهما كانت كبيرة فإنها لا تقارن باللاعبين النجوم داخل أرضية الملعب.
كريستيانو رونالدو – يوفنتوس – الدوري الإيطالي
كان منطقياً للغاية أن يقوم يوفنتوس بإقالة أندريا بيرلو، حتى بعد الفوز ببطولة كأس إيطاليا على حساب أتالانتا، لأن الفريق عانى بوضوح، وفشل في الفوز بالدوري، بل حصل على المركز الرابع بصعوبة بالغة، ليقرر المدراء إقالة بيرلو بعد أيام من رحيل فابيو باراتيشي، المدير الرياضي السابق، مع عودة إلى الأصول من جديد، بقدوم ماسيمليانو أليجري.
وإذا كانت عملية إقالة بيرلو متوقعة ومنطقية، فإن رحيل كونتي لم يكن طبيعياً بالمرة. المدرب الفائز بلقب الدوري مع إنتر، قرر الانفصال عن فريقه بعد مشاكله الكبيرة مع الإدارة، التي دفعت له مبلغاً مالياً من أجل فسخ العقد بشكل ودي دون أزمات، خاصة بعد رفضه القاطع بيع عدد من نجومه لسد العجز المالي.
حسناً هذا ما فعلته إدارة إنتر مع كونتي، لتقرر سريعاً تعويضه بسيموني إنزاجي، مدرب لاتسيو السابق، والرجل الذي يملك خلفية خططية مميزة مع نسور العاصمة، ولديه إيمان شديد بكرة التحولات القائمة على تقليل الفراغات والاعتماد على اللعب المباشر السريع، مع احتفاظه برسم 3-5-2 ومشتقاته، لذلك يفترض ألا ينهار إنتر بشكل قوي بعد رحيل مدربه كونتي، لأن سيميوني مدرب لديه خبرة كبيرة في الكرة الإيطالية، ويمتاز بسجل تدريبي جيد، ولديه أسلوب تكتيكي فعال وقريب من طريقة لعب سلفه في الإطار العام.
أنطونيو كونتي – إنتر ميلان – الدوري الإيطالي
أنطونيو كونتي شديد الصلة بما يحدث في إسبانيا أيضاً، فريال مدريد انفصل عن زيدان وتعاقد رسمياً مع كارلو أنشيلوتي، بعد قرار زيزو بالرحيل والاستقالة، بعد خروجه في موسم صفري دون أي بطولة، وخلافاته غير المعلنة مع فلورنتينو بيريز، حول طريقة إدارة الموسم وبعض التصريحات الإعلامية، بالإضافة إلى بناء الفريق المستقبلي للنادي الملكي.
زيدان يبدو أنه ندم على عودته من جديد لقيادة الريال، ففي آخر عامين ونصف، دخل الرجل في صدامات حادة مع الإعلاميين والصحفيين، ولم يشعر بالدعم الكامل من بيريز وإدارته، بالإضافة إلى اصطدامه بعدد كبير من الإصابات والغيابات، لذلك فإن مسألة رحيله كانت متوقعة، خاصة بعد خسارة لقب الليجا والخروج من الأبطال.
كونتي في المقابل سيدرب فريق جديد آجلاً أم عاجلاً، فالرجل وضع على قائمة اهتمامات ريال مدريد، رفقة كل من راؤول ويواكيم لوف وماوريسيو بوتشيتينو، ولكن النادي الملكي قرر في النهاية التعاقد مع أنشيلوتي والآن ليس أمامه في إسبانيا سوى برشلونة.
رونالد كومان – برشلونة – الدوري الإسباني
يعرف الجميع في كتالونيا أن جوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، غير مقتنع بعملية استمرار المدرب رونالد كومان، خاصة بعد النهاية السيئة للموسم، لكنه متردد في أمر إقالته لسببين، الأول لعدم وجود بديل قوي حتى الآن، وثانياً لعدم وجود سيولة مالية تمكنه من دفع قيمة الشرط الجزائي والتي تبلغ نحو 12 مليون يورو، وفق ما تقوله الصحف.
في حال استمرار كومان فإنه سيكون معرضاً في أي وقت للإقالة، إذا ساءت النتائج أو لم يبدأ بشكل جيد. وفي حال رحيله ودفع الشرط الجزائي بالتراضي، فإن البارسا ليس أمامه خيارات عديدة، فتشافي قليل الخبرة أو عديمها تماماً في أوروبا، بينما جوارديولا غير متفرغ بالكرة، لتبقي بعض الخيارات الأخرى مثل روبرتو مارتينيز، مدرب بلجيكا، خاصة بعد أن ذهب ناجلزمان إلى بايرن “خيار لابورتا الأول”، وتوقيع فليك مع منتخب ألمانيا “خيار لابورتا الثاني”.
وسواء استمر كومان أو رحل، فإن إدارة برشلونة ستسعى أولاً لإعادة بناء فريق كرة القدم، بتقليل الرواتب والاستغناء عن بعض اللاعبين، وكسر شوكة النجوم الكبار داخل غرفة الملابس، مع ضمان استمرار ميسي لعامين على الأقل، مما يجعل مهمتهم مزدوجة هذا الصيف، سواء على مستوى اللاعبين أو المدير الفني.
