سبورت 360 – كثر الحديث هذه الأيام عن احتمالية انتقال ليونيل ميسي إلى نادي الإنتر الإيطالي . هذا الحديث بدأ مع رئيس نادي الإنتر السابق ماسيمو موراتي ثم عدد من كوادر الإنتر السابقين واليوم شبكة TNT الأرجنتينية تؤكد وجود مفاوضات والأمور تسير في الاتجاه الصحيح .
ما عزز هذه الشائعات مناوشات النجم الأرجنتيني مع الإدارة والمستمرة منذ فترة ، وآخرها مشكلته مع أبيدال ثم مشكلة التبرع براتبه حيث هاجم إدارة النادي بوضوح في بيان على إنستغرام . وفي ظل هذه الأجواء المشحونة وتمسك من بارتوميو وإدارته بالسلطة إلى حين الانتخابات الجديدة وربما ما بعدها برزت فرصة انتقال الليو إلى مكان آخر حيث يعتبر الإنتر حالياً من أقوى المرشحين خصوصاً أنه ارتبط به في الماضي أكثر من مرة والإدارة الصينية تمتلك الأموال والقدرة على ضمه.
قد يبدو أحتمال مغادرة ميسي لبرشلونة وقدومه إلى إيطاليا أمر صعباً وبعيد المنال ، لكن الرد قد يأتي بسرعة من أن رونالدو كان أيضاً بعيد المنال عن اليوفنتوس لكنه أتى في نهاية الأمر . إلا أن ارتباط ميسي ببرشلونة مختلف كلياً عن ارتباط رونالدو بريال مدريد أو بأي ناد آخر. حيث أن ارتباط ميسي ببرشلونة كناد وجماهير هو عضوي للغاية وهو متأقلم مع أسلوب اللعب الخاص بالنادي والدوري النادي بشكل كبير بالإضافة لنفوذه الكبير . كما أن الراتب الخيالي الذي يناله حالياً يصعب منافسته في أي مكان آخر ..ومن المنطقي أعتبار أن أي سوء معاملة لميسي سيعني رحيل الإدارة قبل أن يعني رحيله هو.
ليونيل ميسي
بالتأكيد أن لاعباً مثل ميسي سيعطي دفعة قوية جداً للدوري الإيطالي وسيشجع الكثير من النجوم للانضمام إليه ليلعبوا معه أو ضده حتى . وسيكون له تأثير كبير على الحضور والمعلنين والرعاة ي أن أسهم الدوري الإيطالي سترتفع كما ارتفعت بقدوم رونالدو . ومع تواجد الأخير في الخصم اليوفي فإننا سنشهد ثنائية ميسي رونالدو ثانية لدى خصمين لدودين ، صحيح أنها لن تكون كتنافسية ميسي رونالدو عندما لعبا في برشلونة وريال مدريد لكنها ستبقى منافسة ميسي رونالدو وستستقطب أنظار العالم أجمع وبالتأكيد ستعلي من شأن الدوري الإيطالي والكرة الإيطالية عموماً …ولكن .
رئيس رابطة الدوري الاسباني خافيير تيباس والذي كان قاب قوسين أو أدنى من أن يكون رئيس رابطة الدوري الإيطالي أستبعد رحيل ميسي إلى إيطاليا . وحتى لو رحل فإنه لن يكون الحل لمشاكل إيطاليا التي تتجاوز مسألة تواجد النجوم في صفوف أنديتها . فالمشكلة الأساسية بحسب هذا الرجل الاسباني القوي هي في ديون الأندية الكبيرة جداً وأنظمتها المالية والتنظيمية . وهذه مشكلة لن يحلها نجم أو نجمين أو عشرة حتى لو كانوا من أبرز نجوم العالم.
ليونيل ميسي نجم برشلونة
وضع أندية إيطاليا حالياً كوضع أندية اسبانيا منذ خمس سنوات ، غرق في الديون ومشاكل تنظيمية وفوضى كبيرة ، وما فعله تيباس عندما أتى أنه أولاً قد فرض توزيعاً جديداً لعوائد الحقوق التلفزيوني فأمن دخلاً محترماً للفرق في الدرجة الأولى وهو ما تفعله إيطاليا بشكل تقريبي لكن ليس بنفس طريقة الليغا والدوري الإنجليزي . أما الأمر الثاني فكان رقابة مالية صارمة قبل وبعد كل موسم حيث لا يسمح لأي فريق بأن يصرف أكثر من 75 بالمئة من عوائده وهذا هو الأمر الأساسي والذي تفتقده أندية إيطاليا. وبعد خمس سنوات من التطبيق الصارم لهذه القوانين خرجت الأندية من ديونها وبدأ معظمها في بناء ملاعب جديدة ولنا في أتلتيكو مدريد وليفانتي أمثلة كبرى .
التخلص من الديون والأعباء المالية أو لنقل التنظيم المالي هي الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها الأندية الإيطالية لكي تعود كرتها إلى الواجهة .أما جلب النجوم فليس سوى سلاحاً ذو حدين ، فهو من جهة يزيد من العوائد ومن جهة أخرى يزيد الديون والأعباء ونعود لندخل في نفس الدوامة السابقة.
