صفارات الاستهجان تطارد بيكيه .. لاعب مظلوم ولم يظلم نفسه

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • حينما ترتدي قميص منتخب بلادك، وتمثله في مباريات رسمية أو ودية، وتقدم أفضل ما تستطيع تقديمه في الملعب، فحينها من المفترض أن تحصل على التصفيق، أو الاحترام، أو على الأقل الانتقاد بخصوص الأداء الرياضي فقط في حال لم يكن مقنعاً، لكن في حال جيرارد بيكيه الوضع مختلف تماماً.

    مدافع برشلونة أصبح يعاني من صفارات الاستهجان كلما ارتدى قميص إسبانيا، الصفارات تطارده منذ الثواني الأولى للمباراة مما يوضح أنها مرتبطة بأمور ليس لها علاقة بكرة القدم، أو ليس لها علاقة بالمنتخب.

    المسألة كما يعتقد الكثيرون لها علاقة أساسية بمساندة جيرارد بيكيه لقرار انفصال كتالونيا، وظهوره في المظاهرات التي تدعم الاستقلال، وتصريحه بذلك في عدة مناسبات، رغم أنه أمس أنكر مجاهرته بالتأييد لقرار الإنفصال أثناء انفعاله على الصحفيين.

    وفي الحقيقة  لا تعد مسألة موالاة بيكيه للحزب السياسي الداعم لحركة الاستقلال هي السبب الوحيد لتعرضه لصفارات الاستهجان، فتشافي هيرنانديز يعرف عنه أنه موالي لهذه الحركة وظهر بين الحشود التي تواجدت في الشوارع لدعم قرار الاستقلال في الماضي، لكنه لم يسبق له التعرض لهذا الكم من صفارات الاستهجان.

    لذلك ترتبط المسألة أيضاً بشخصية جيرارد بيكيه المستفزة للكثير من جماهير الأندية وبالتحديد ريال مدريد، جيرارد يعرف عنه شخصيته العدائية والساخرة من الغريم اللدود، الأمر الذي جعله من أكثر الأشخاص المكروهين في العاصمة الإسبانية.

    اجتماع السبب الرياضي والسياسي في بيكيه حوله إلى شخص مكروه في المدرجات، الأمر الذي جعله يتعرض لسيل متواصل من صيحات وصفارات الاستهجان كلما ارتدى قميص إسبانيا، لكن هل يستحق جيرارد هذه المعاملة؟

    بيكيه كما نعلم جميعاً هو من اللاعبين المؤثرين في تشكيلة منتخب إسبانيا في عهد الجيل الذهبي، صحيح أن مستواه تراجع في السنوات الأخيرة، لكن قبل ذلك كان لاعب هام جداً وساهم في ترجيح كفة اللا روخا في القارة الأوروبية والعالم.

    جيرارد لم يتوانى يوماً عن خدمة منتخب بلاده حالياً، ضحى في الملعب وقاتل من أجله وساهم في تحقيق الإنجازات، وفعل المطلوب منه كلاعب أساسي في التشكيلة، كما لبى نداء الواجب كلما تم استدعاؤه من قبل مدرب المنتخب والاتحاد الإسباني ولم يتخلف عن تمثيل البلاد في المباريات الودية قبل الرسمية.

    هذه الحقائق هامة جداً حتى نوضح لماذا أن مطاردة بيكيه بصفارات الاستهجان لأسباب سياسية يعد أمر ظالم للاعب، بل وظالم للمنتخب الإسباني كون جيرارد جزء رئيسي من منظومته الناجحة في سنوات المجد.

    جيرارد بيكيه

    جيرارد بيكيه

    من حق بيكيه أن يساند تيار أو حزب سياسي أقنعه بتوجهاته خصوصاً أن ذلك مشروع سياسياً في الوقت الحالي داخل إسبانيا، ربما البعض يعتبر المسألة حساسة لأنها تخص الانفصال عن إسبانيا نفسها، وربما البعض يتساءل “كيف يساند الانفصال ثم يمثل منتخب البلد التي يريد أن ينفصل عنها؟! ” .

    والجواب يكمن في تصريح بيكيه الذي كرره كثيراً “فخور بتمثيل منتخب إسبانيا لأنه فريق كبير، وأشعر بالالتزام اتجاه دولتي الحالية التي أنتمي لها”.

    كلام جيرارد ربما لا تريد أن تفهمه الجماهير الإسبانية، فمن وجهة نظره سيستمر الولاء للدولة التي ينتمي لها حتى يتم الانفصال عنها رسمياً بقرار من الشعب الكتالوني، وبناءً على هذا الولاء والتضحية التي يقدمها للمنتخب بدون أن يدخر أي مجهود أثناء ارتداء قميصه، فهو يستحق الإشادة أو النقد الرياضي، وليس أي شيء آخر.

    بيكيه ربما يكون قدم لإسبانيا ومنتخبها أكثر مما قدمه بعض مطلقي الحملات وصفارات الاستهجان ضده، وهو سبب وجيه حتى تكف الجماهير ووسائل الإعلام عن شيطنته.

    أما مسألة شخصيته المستفزة فهذه قضية أخرى ليس لها علاقة بمنتخب إسبانيا، القضية تتعلق بالأندية ومن المفترض أن لا تنعكس على عقلية الجماهير أثناء مساندتها منتخب بلادها.

    بيكيه لم يظلم نفسه، هو اختار تيار سياسي محدد ويحق له ذلك وليس من حق أحد معاقبته بسبب هذا الاختيار، كما أن شخصيته المستفزة لها علاقة بالتنافس الرياضي بين ريال مدريد وبرشلونة ومن المفترض فصل ذلك عن المنتخب، لذلك جيرارد بالأحرى مظلوم تماماً في هذه القضية.