لا يُنكر الا غافل ما فعله انريكي رفقة برشلونة بعد توليه مسئولية فريق منهار نفسياً بعد موسم “صفري” على صعيد الالقاب رفقة تاتا مارتينو لينتشله بأفكار اعادت ضخ الدماء في عروق كبير الكتلان ،فإعتمد على مبدأ المداوره الذي اراح لاعبيه الذين انهكتهم المواسم المتتالية و تقدموا في السن بشكل ملحوظ ،ولعب كرة مباشرة اكثر من تلك التي تحتاج ل100 تمريرة حتى تصل للمرمى والتي اصبحت مقروءة بشكل كبير ،واعاد فكرة المهاجم الصريح متمثلة في سواريز ليفنجر الفريق محققاً الثلاثية التاريخية و 5 القاب من اصل 6 ممكنه في اول مواسمه ، وهيمن محلياً في الموسم الثاني محققاً الدوري والكأس والسوبر ، ورغم تلك النجاحات الا ان الموسم الحالي يجب ان يكون الأخير لإنريكي على رأس القيادة الفنية لبرشلونة، فلماذا؟:

1-أفلس فكرياً:

ظهر جلياً خلال الموسم الحالي ان لويس انريكي اصيب بنوع من الافلاس الفكري بدأ منذ اواخر الموسم الماضي ،فكثيراً ما تجده عاجزاً عن وضع لمسته لانقاذ فريقه في الظروف الصعبة التي تظهر فيها قدرة المدرب الفنية وبراعته التكتيكية ،بل انه في بعض المباريات لا يجري التبديلات الثلاثة رغم حاجة الفريق للتنشيط ،فيبدو وكأنه لا يعرف بمن يجب ان يدفع ومن عليه ان يُخرج.

2-هذا ليس برشلونة!:

لطالما ضُرب المثل ببرشلونة في التكتيك و التفوق الذهني على باقي فرق اوروبا والعالم ،فكانت لبرشلونة مدرسة كروية و فكرية خاصة تسعى باقي الفرق لتقليدها ،ولكن منذ تولي انريكي قيادة الفريق –ولكي لا اكون ظالماً- منذ الموسم الماضي اصبح برشلونة فريق اللاعب الواحد وغاب عنه النهج التكتيكي تماماً ،فأصبح الجميع وعلى رأسهم انريكي ينتظرون لمحة من ميسي او هدف من سواريز او مراوغة واسيست من نيمار ليخرج الفريق من مبارياته منتصراً ،من الرائع ان يحتوي فريقك على افضل ثلاثي هجومي في العالم ولكن سيتحول الامر لكارثة ان اعتمدت فقط على هذا الثلاثي.

3-فاقد الشئ لا يعيطه:

إنريكي ولسبب لا افهمه لم يحظ يوماً بثقة جماهير برشلونة ، فبين صفة المحظوظ اوروبياً ولقب “الميكانيكي” عربياً انحصرت كافة انجازاته ،فلم يعد ذلك الرجل القادر على بث الثقة في نفوس لاعبيه في الاوقات العصيبة ،فعند اي سقوط تتوجه اصابع الاتهام نحوه وتبدأ حملات التشكيك في قدراته بل والحديث عن البديل مباشرة ناسين او متناسين ما حققه في السابق.

4-لامسيا:

احد الاسباب المباشرة في غضب الجماهير والادارة معاً ،فدائماً ما كانت اللامسيا مصدر فخر للجماهير وشيئاً مقدساً لدى الادارة التي كانت تعتمد على شبابها في توفير الاموال التي تنفق في الشراء من الخارج ، ولكن منذ وصول انريكي وانتهى دور لامسيا تماماً فعلى مدار ثلاث سنوات كاملة لم يكتشف انريكي اي لاعب من الاكاديمية الافضل عالمياً ،بل على العكس تماماً استغنى وبشكل نهائي عن ابرز مواهبها الشابة والتي كان يُعول عليها لقيادة الفريق مستقبلاً ك(سامبر – اداما تراوري – ساندرو راميريز – منير الحدادي – ديولوفو – تيلو – جريمالدو – بارترا) وانفق لشراء لاعبين في نفس المراكز بملايين اليوروهات و برواتب مرتفعة ايضاً مما وضع الادارة في مأزق مادي تعاني منه اليوم بشكل واضح.

-لكل رحلة نهاية ويبدو ان رحلة انريكي في طريقها لمحطتها النهائية ، رغم انني لست من المقتنعين به فنياً ولكنه وبلا شك قدم الكثير لبرشلونة ، الجماهير المحبة للالقاب ستلاحقه بالشكر على ما قدمه ، اما الجماهير العاشقة للامسيا و فلسفة جوارديولا فستتمنى الا تعود ايامه من جديد.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك