جوارديولا وبرشلونة

أنبهر البعض مؤخراً بفوز بيرنلي – الصاعد حديثاً للبريميرليج – على ليفربول بهدفين دون رد بالرغم من أن الأخير وصلت نسبة أستحواذ على الكرة في المباراة لـ81% وأكثر من 15 تسديدة ولكن في النهاية الريدز خسر خاصة بعد أداء عالمي ضد أرسنال في ملعب الإمارات والفوز بالأربعة لكن ربما هذه النتيجة منطقية لنتائج سابقة كروياً بأن فكرة الاستحواذ والفوز بها أنتهت.

بداية عصر الاستحواذ والتيكي تاكا خلال السنوات الأخيرة جاءت مع قدوم بيب جوارديولا إلى نادي برشلونة الإسباني في موسم 2008-2009 وعملية الإحلال والتجديد والكرة الممتعة مع تشافي وإنييستا وتوهج ليونيل ميسي والفوز بلقبي دوري أبطال أوروبا مرتين وموسم السداسية.

كتيبة نجاحات برشلونة

كتيبة نجاحات برشلونة

ولكن مع الوقت بوجود مورينيو وغيرهم أسلوب التيكي تاكا تم امتصاصه بمضادات دفاعية واضحة وأخرها إسقاط ” دي ماتيو ” لأخر قطعة لجوارديولا في برشلونة في الكامب نو والتعادل الشهير 2-2 بعد امتلاك سلبي ضد دفاع تشيلسي وعدم القدرة على التسجيل في ظل وجود دفاع قوي وحارس مرمى مميز بالرغم من أن تشيلسي وقتها كان أضعف فرق البطولة وكان يمر بنتائج سيئة.

منتخب إسبانيا أعتمدت نجاحاته في يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010 على نجاح منظومة لعب برشلونة وبتطويع نفس الأفراد الإسبانيين للعب نفس الدور مع اللاروخا ولكن هذا النجاح أنهار مع انهيار هذه الطريقة يوماً بعد يوم وهذا ما حدث في كأس العالم 2014 وهزيمة بالخمسة ضد كرة هولندا والخروج من الدور الأول فالطريقة تسقطت واللاعبون المنفذين لها أيضاً فإسبانيا لا تمتلك سوى إنييستا حالياً من بقايا هذا الجيل وبالتالي عملية البناء عليه مستحيلة وهذا ما حدث في يورو 2016.

دفاع إيطاليا يهزم التيكي تاكا

دفاع إيطاليا يهزم التيكي تاكا

في يورو 2016 رأينا نفس الفكرة مع إسبانيا أداء قوي ضد الفرق الضعيفة دفاعياً ولكن مع فرق تضغط بشكل كبير على حامل الكرة ودفاع قوي تخسر مهما امتلكت الكرة والخسارة ضد إيطاليا بصلابة دفاع ومرتدات كونتي بثنائية في البطولة هى إعلان رسمي لانهيار هذه الخطة بدون حلول ما بعد الاستحواذ.

download

حتى لويس إنريكي بالرغم من أنه نجح مع برشلونة وحقق ألقاب إلا أنه نجاح يعتمد في الأساس على وجود ثلاثي قوي في خط المقدمة لهم القدرة على تسجيل معدل كبير من الأهداف (MSN) ولكن شاهدنا معاناة برشلونة المستمرة ضد فريق أتلتيكو مدريد بأسلوب لعبه الدفاعي ومرتداته السريعة التي تهزم دفاع البرسا دائماً وهو ما دفع حالياً إنريكي لتطوير دور ميسي لصناعة اللعب أكثر من خط الوسط بدلاً من انتظار الكرة على الطرف الأيمن والدخول للعمق.

Bayern-Munich-0-Real-Madrid-4-Guardiolas-Champions-League-Debacle

بيب جوارديولا أدرك خطر انهيار هذه الخطة في نهاية موسم 2011-2012 ورحل ومع كل تطبيق لهذه الخطة فأنها ستفشل وأغلب الفرق التي تحقق انتصارات حالياً لا تحققها بفكرة الاستحواذ بشكل عام مثل ريال مدريد في دوري الأبطال أو البرتغال في يورو 2016 علماً بأنها تعادلات في لقاءات عديدة دون أداء قوي.

ما يفعله إنريكي في برشلونة وجوارديولا مع بايرن ميونخ من قبل بخطة 4-1-4-1 ومع مانشستر سيتي حالياً بفكرة اللعب بخطين في الملعب بتشكيل 5-5 من أجل كسر التكتل الدفاعي وفي نفس الوقت تدوير الكرة بشكل أفضل وضمان كسر التكتل الدفاعي أي البحث عن حلول بدلاً من الاستحواذ والتيكي تاكا المعتادة التي أصبح صدها سهل بالدفاع المتأخر واللعب على المرتدات السريعة القاتلة.

لذلك سرعة اختفاء التيكا تاكا أصبح واقعاً للجميع بعد التغيرات الكروية التي حدث في أخر موسم تحديداً بانتصارات ليستر سيتي والبرتغال وريال مدريد وبدون شك عملية التحول الخططي لعصر الكرة الجميلة في التسعينات وبداية الألفية الجديدة سيعود وستضطر الفرق الكبرى قليلاً للابتعاد عن الاستحواذ والعودة للكرة الهجومية المباشرة أو البحث عن حلول سحرية للاستحواذ طويلة الأمد.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك