ساري من دوري الهواة .. إلى المُنافسة على السيري آ

19:04 03/01/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 عزمي سنقرط

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    لم يُكن أكثر المتفائلين من جمهور نابولي يتوقع بأن ينافس فريق الجنوب على صدارة الدوري الايطالي بقيادة مدرب أمضى مسيرته وهو يشرف على الهواة قبل أن يشق طريقه إلى دوري الأضواء الموسم الماضي بصحبة امبولي. لكن ماوريتسيو ساري فرض نفسه بقوة في موسمه الثاني بين الكبار بعد أن جعل من نابولي فريقاً جذاباً يتميز بأسلوبه الهجومي وأدائه المُمتع الذي خوله التواجد في صدارة الدوري بعد الجولة 14 من عمر الدوري للمرة الاولى منذ 29 نيسان (ابريل) 1990 حين توج بلقبه الأخير وكان ذلك بقيادة اسطورة النادي الأرجنتيني دييغو مارادونا.

    والمُفارقة أنّ مارادونا نفسه كان انتقد ادارة النادي الجنوبي على تعاقدها مع المدرب البالغ من العمر 56 عاما، قائلا قبيل انطلاق الموسم: "إنّه ليس الرجل المناسب لنابولي. لن نفوز بأي شيء معه".

    اضطر مارادونا إلى التقدم باعتذاره الى ساري الذي أسكت المشككين بقدراته وأكّد أنّ افتقاده إلى خبرة اللعب، كونه امتهن التدريب دون ان يمارس اللعبة، بمواجهة مدربين آخرين تألقوا كلاعبين، لم يُقلل من شأنه او يحد من قدرته على التعامل مع مجريات المباريات.

    وقد أثبت ساري علو كعبه وعدم تأثره بافتقاده الى شعور اللعب على أعلى المستويات من خلال تفوقه على مدربين كانوا في السابق نجوما كبار مثل روبرتو مانشيني (انتر ميلان) وستيفانو بيولي (لاتسيو) أو البرتغالي باولو سوزا (فيورنتينا).

    من المؤكد أنّ ساري لم يسلك مساراً تقليديّاً مشابهاً لمسار أي من مدربي دوري الاضواء، فهو أشرف طيلة مسيرته على فرق هواة ابتداء من 1990 (العام الذي توج به نابولي بلقبه الأخير في الدوري) مع ستيا ثم فايييزي، كافريليا، انتيلا، فالديما، تيغوليتو، سانسوفينو، وذلك بموازاة عمله في مصرف "مونتي دي باتشي". وكانت أفضل فترات مسيرته التدريبية في التسعينيات قيادته سانسوفينو إلى دوري الدرجة الرابعة ثم وصل إلى الدرجة الثالثة مع سانغيوفانيسي في أوائل الألفية الجديدة ما دفع نادي الدرجة الثانية بيسكارا إلى التعاقد معه العام 2005، وهو الأمر الذي دفعه إلى ترك وظيفته في المصرف.

    وانتظر ساري حتى الموسم الماضي ليختبر شعور التدريب في دوري الأضواء بعدما صعد بامبولي الى "سيري آ"، وبعد أقل من عام ونصف يجد المدرب الذي يحب قراءة كتب الروائيين الأميركيين -تشارلز بوكوفسكي وجون فانتي، نفسه مُنافساً حقيقياً مع نابولي للفوز باللقب .

    لكن تواجد نابولي ضمن فرق الصدارة لم يدفع ساري إلى الحلم باللقب منذ الآن بل أكّد هذا المدرب أنّه واقعي من خلال القول بعد الفوز على انتر في مباراة عانى خلالها فريقه في دقائقها الأخيرة: "غداً، لن نفكر باللقب. سيتعرض اللاعبون للتوبيخ بسبب الدقائق العشرين الاخيرة من المباراة".

    يُمارس ساري مهنته باللباس الرياضي وبعيداً عن الأناقة التي تُميز مدربي الدوري الايطالي، وذلك نابع من شغفه الذي يقوده في بعض الأحيان إلى إجبار لاعبيه ولساعات طويلة على محاولة ابتكار طرق جديدة في تنفيذ الركلات الثابتة وهو يتفرج عليهم دون أن تفارقه السيجارة.

    ما هو مؤكد أن ساري المولود في نابولي، بدأ يشّق طريقه بقوة إلى قلوب أهل المدينة العاشقة لكرة القدم وأبرز دليل على ذلك أنّ تمثالاً على شاكلته أصبح يُباع حاليّاً في الأسواق القديمة الشهيرة للمدينة الى جانب تمثال الأسطورة مارادونا.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا