اللعنة ! ” عذراً زيزو ، لكن هل عود الأسنان هذا هو نفسه الذي كان في فمك قبل عشرين يوم ؟ ”
هذه القصه كل ما سيُكتب كان على لسان الثعلب اداري يوفنتوس لوشيانو مودجي يحكي فيها قصته مع زين الدين زيدان
أتذكر جيداً المرة الأولى التي أتى فيها زين الدين زيدان إلى مقر اليوفنتوس ، جينز ، تي شيرت و بالذات عود أسنان في الفم .
لم أقل أي شيء لكن بعد عشرين يوم وجدته أمامي أيضاً بعود الأسنان لكن هذه المرة كان قد وضعه على أذنه، ليس هذا فقط بل كان يمضغ العلكة بفم مفتوح
هو شخص ذكي و أدرك بأن دُعابتي تلك كانت طريقة لأخبره من خلالها بأنه حينما تأتي لليوفنتوس يجب أن يكون لك أسلوب و تصرفات مثالية .
منذ تلك اللحظة لقبته بأسم ” جوني ستيكينو” ( عنوان لأحد الأفلام الإيطالية الشهيرة في التسعينات ) .
إستغرق الأمر قليل من الوقت كي يُدرك الأمر و ذلك أيضاً لأنه هو نفسه بعدها قال علناً
بأن زملائه في الفريق ساعدوه في وضعه على الطريق الصحيح . زيزو في الواقع ذكر
كذلك بأنه عندما وصل لليوفي كان يرتدي جوارب قصيرة و ملونة و عند نهاية أحد التدريبات وجدها مُقطعة إلى شرائح و مُلقاه على الخزينة الخاصة به
من ثم قالوا له بشكل جاد بأن الجوارب في إيطاليا تُرتدى إلى منتصف الساق و منذذلك الوقت لم يرتدي أبدا أي جوارب قصيرة و ملونة إنه حقاً رجل عظيم
لكن بيع زيدان لكي أكون صادقاً ، فوق أن لي الفضل فيه كان في الأمر سذاجة من فلورينتينو بيريز . هو نفسه إتصل بي قبل أشهر من إتمام البيع
حينما كان في سباق ليصبح رئيساً لريال مدريد وقال : ” سيادة المدير ، أردت أن أطلب منك معروفاً ..
هل يمكنك مساعدتي في إستخدام أسم زيدان في حملتي الإنتخابية ؟ ” أجبته بأنه ليست هنالك مشكلة لكن بيريز بهذه الطريقة وضع نفسه في مأزق
لأنه في حال إنتخابه سيكون واجباً عليه فيما بعد أن يفي بوعده و يجلب زيدان للريال .
بالنسبة لنا كان حلاً ممتازاً لأننا نا قد قررنا بيع زيزو وبناء فريق بدني وقتالي بشكل أكبر
زيادةً إلى أن فيرونيكا – زوجة زيدان والتي لها أثراً كبيراً عليه – لم تكن معجبة كثيراً بمدينة تورينو .
حتى الإنتقال من وسط شارع كارلو ألبيرتو إلى منزل شبه منفصل يقع على أحد التلال لم يُغير فكرة عائلة زيدان تجاه المدينة
لذلك ، العرض وصل في الوقت المناسب . لكن قبل بيع زيدان كنا بحاجة لشراء اللاعبين الكبار الذين كانوا في أذهاننا : بوفون ، تورام و نيدفيد
لأنني لو لم أفعل ذلك وعرف بارما و لاتسيو بالكنز القادم من أسبانيا سيضاعفون سعر هذه الثلاث بطاقات . لهذا في يوم 20 يونيو و خلال مؤتمر صحفي
كنت حاسماً وقلت : ” زيدان لا يمس ” بعدها يوم 2 يوليو قلت : ” بوفون ؟ لن ندفع 100 مليار ليرة من أجل حارس مرمى ” و في داخلي كنت أضحك على نفسي
ضغطت أكثر و قلت علناً أن اليوفنتوس بحاجة للبيع لجمع المال . هذه حقيقةً كانت نصف كذبة لأنه بالفعل اليوفي كان عليه
أن يتعامل مع الوضع الإقتصادي ( خزانة مُلاك النادي لا يجب أن يخرج منها ليرة واحدة . عائلة أنيللي كانت واضحة تماماً في هذه النقطة منذ قدومي
مع أنطونيو جيراودو للبيانكونيري ) لكني كنت أعلم جيداً بأنه خلال وقت قصير سيصلني فيضان من الأموال قادماً من مدريد .
بالنسبة للميزانيات يجب علي أن أقول وبكل إرتياح أنني شخصياً كنت دائماًأتركها في وضع مثالي مع جميع الفرق التي عملت لصالحها أفكر فقط في نابولي
حينما رحلت الأوضاع المالية كانت ممتازة لكن من أتى بعدي أصبح يشتري اللاعبين بعشرة و يعيد بيعهم بليرة واحدة
لهذا السبب إضطر نابولي للبدء من جديد ، تحديداً من الدرجة الثالثة Serie C .
لنعود لزيدان . بيريز بعد ما أصبح الرئيس طرق بابنا و عرض 28 مليون يورو
شيء جعلني أضحك . منذ تلك اللحظة الرقم واحد في مدريد كان يدور كلعبة صحن الدوار مُضطراً بسببي.
أتى إلى منزلي عشر مرات على الأقل و في كل مرة يزيد السعر 5 مليون يورو لكن بيريز إعترف بأنني دائماً أجعله يأكل الأسماك الممتازة .
في نهاية المطاف يوم 4 يوليو 2001 أغلقنا الصفقة بسعر 65 مليون يورو ، في تلك الفترة أصبح زيدان الصفقة الأكثر أجراً في تاريخ كرة القدم .
بالنسبة لليوفنتوس كان المكسب صارخاً بالنظر إلى أننا إنتدبناه قبلها بخمس سنوات من بوردو فقط بـ 5 مليار ليرة . أول من حدثنا عنه هو بلاتيني
ذهبت لمشاهدته في مباراة بين النادي الفرنسي و ميلان ، كان ذلك يوم 19 مارس 1996 إياب دور ربع النهائي من بطولة كأس الإتحاد الأوروبي
على ملعب بارك ليسكور في بوردو ( مباراة الذهاب إنتهت 2-0 للروسونيري ) . رأيت زيدان حينها يفوز بالمباراة لوحده
صنع هدفين في الشوط الثاني ل دوغاري ، أُضيفت للهدف الذي سجله تهولت من قبل ، لتتحقق بذلك المعجزة لبوردو . دخلت مباشرة في مفاوضات مع الفرنسيين
جلبت زيدان وميلان أخذ دوغاري . كان حقاً أمراً باعثاً للإرتياح . زيدان كان لاعب ذو ذكاء كبير علاوةً على موهبته الهائلة .
في الملعب كان يتواجد في المكان و الوقت المناسب ، يعرف أين يستقبل الكرة و أين يضعها ، إنه عبقري
لكن بالرغم من كل هذه الصفات الخارقة إلا أنه لم يكن القائد . بل الذي كان يفعل ذلك مع اليوفنتوس سواءاً في الملعب أو داخل غرف الملابس هو كونتي
بالضبط كما هو الحال في نابولي الخاص بي مارادونا كان عظيماً – أكثر من زيدان –
إلا أن القائد الحقيقي حينها هو سالفاتوي باني ، كانت لديه كاريزما و شخصية جديرة بالشراء
و بالمال الذي تم بيع زيدان فيه ، جلبنا بوفون و تورام و نيدفيد لنبني فريق بدني جديد و نجحنا بالرهان