فلما أشتد ساعده “أقالني”!

باسم الصاوي 21:10 25/02/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “علمته الرماية فلما أشتد ساعده رماني” ،مقولة تُلخص حال المدرب الافضل في العالم الذي لم يلبث ان احتفل بفوزه بجائزة الافضل من الفيفا حتى اصطدم بإقالته التي نزل خبرها كصاعقة على رؤوس الجميع حتى اعداءه ،رانييري ذلك البطل الاسطوري الذي أستطاع بفريق من انصاف اللاعبين انتزاع لقب البريميرليج من انياب الاغنياء و اصحاب التاريخ العريق جاعلاً الجميع يؤمن بقدرته على النجاح ،فأصبح تتويجه يمس القلوب حتى ان جماهير الفرق المنافسة كانت تتمنى تتويج ليستر ليُكتب فصل جديد في تاريخ كرة القدم و أصبح رانييري “فارس الطموح” بالنسبة للكثيرين ، فما الذي جعل الفارس يُطعن بسيفه؟:

    -اختلاف الطموح:

    ليستر تحول من بطل متوج الى فريق يصارع لاجل البقاء في البريميرليج ، امر لم يعد مقبولاً حتى وان كان يفعل ذلك في الموسم الذي سبق التتويج مباشرة ، ليستر اصبح محط رهان من الجميع و هبوطه سيضيع على النادي كم هائل من الأموال و الشعبية أيضاً وفي تلك الحالات دائماً يصبح المدرب هو الضحية ، مورينيو وتشيلسي ، مانشيتي والسيتي و رودجرز وليفربول، كما ان الاهتمام “الذهني” للاعبي الفريق تحول ناحية دوري الابطال –الذي يحقق فيه الفريق نتائج ممتازة- و اصبح من الطبيعي ان ينخفض مستوى الفريق في الدوري فليستر لا يقدر على المنافسة على لقبين في وقت واحد.

    -فنياً…رانييري مذنب:

    فلننحي العواطف جانباً ولنتحدث بطريقة اكثر منطقية ، بعد موسم بطولي من لاعبي ليستر لم يتم تدعيم الفريق بالصورة التي تناسب زيادة الطموحات وأرتفاع الشعبية المفاجئ ،فالابقاء على ثنائية مورجان وهوث في قلب الدفاع ادت لكوارث ، وعدم تعويض كانتي بلاعب او اثنين من الصفوف الاولى دمر اتزان الفريق و اظهر وسطه هشاً في جل المناسبات والابقاء على من ارادوا الرحيل رغماً عنهم افقدهم التركيز والشغف ….والدليل محرز ،كل تلك الامور يتحملها المدير الفني بالاساس ويُحاسب عليها بمفرده،ولذلك يعتبر رانييري مذنباً.

    -شئ ما تحت الطاولة:

    إقالة رانييري غير متوقعه و غير مبرره رغم تلك الاخطاء ، فليستر على بعد هدف من الوصول لربع نهائي دوري الابطال وبقاءه في الدوري ليس بتلك الصعوبة ولا شك ان إقالة رانييري مؤلمة و ما زادها الماً تلك الطريقة التي تمت بها ،فرانييري لم يكن يعلم شئ عن إقالته بل كان يخطط لمواجهة ليفربول في الدوري ومباراة الاياب امام اشبيلية ويبدو ان الايطالي كان يضمن البقاء لنهاية الموسم على الاقل وهو ما اعلنته الادارة مراراً وتكراراً في شتى المناسبات ، انقلاب الامور رأساً على عقب بين ليلة و ضحاها اكد ان هناك شئ ما تم خلف الستار و الحديث الان عن اجتماع عدد من اللاعبين مع الادارة في اكثر من مناسبة للمطالبة برحيل رانييري ، وبين اللاعبين و المدرب دائماً ما ترجح كفة اللاعبين ،فتغيير شخص اسهل من تغيير فريق.

    -فنياً رانييري يستحق الاقالة ، انسانياً كان من الافضل خروجة في نهاية الموسم ،فهذا الرجل كان منذ بضعة اشهر ملكاً متوجاً ،فليستر بالفعل يعاني في الدوري بسبب سوء التخطيط و في عالم الاعمال لا مكن المخاطرة بالهبوط من اجل التعاطف مع شخص ما ، هنا اتذكر قول سباليتي:”كرة القدم لم تعد تعرف معنى الامتنان”.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك