زيدان “ماشي بنور الله”

باسم الصاوي 16:33 04/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “الدنيا حظوظ” ولا شك في ذلك ،ولكن الحظ لا يأتي الا لمن يستحقه فلكل مجتهداً نصيب ،قديماً كان يُحسب للمدرب ان فاز فريقه في الدقائق الاخيرة مثلما فعل فيرجسون في دوري الابطال امام بايرن ميونيخ واصبح “السير” ، اما اليوم فأصبح الامر كله عبارة عن “ضربة حظ”، ولو فعلها فيرجسون اليوم لاصبح “محظوظاً” ،فقريباً سنتوقف عن مناقشة التكتيكات الكروية والتحدث عن عمل المدرب و نستبدل الاستوديوهات التحليلية بحلقات ذكر للناقش “بركة” المدرب و نستبدل ملاعب التدريب بدور عبادة ،منذ مدة واصبحت صفة الحظ تلاحق كل من يحقق انجازاً بداية من انريكي مروراً برانيري وصولاً لزيدان ، ذلك الاخير الذي اصبحت كلمة محظوظ تتبع اسمه بدلاً من “زين الدين” ،واصبح فوزه اما لصلاة العشاء او للتسبيح او للدعاء و اصبح “ماشي بنور الله” ،فهل زيدان محظوظ “فقط”:

    -ما قبل زيدان:

    تنزيل

    لكي تحكم على عمل شخص ما عليك النظر الى ما قبله ، ريال مدريد قبل زيدان كان مرتعاً لكل الفرق والحديث هنا عن عهد بنيتيز، فاصبح الفريق يُهزم بالاربعة و يفوز بهدف ان فاز رغم احتواءه على نفس العناصر التي يمتلكها زيدان حالياً ، اداء لا يليق بفرق متوسطة ، يدافع امام سوسيداد و ملجا وفالنسيا ، يخسر من برشلونة برباعية –من دون ميسي- ،خلافات في غرف الملابس اعادت للفريق ايام مورينيو عندما انقسم الى اربع فرق ،وخروج من الكأس بفضيحة تاريخية.
    -بعد زيدان:

    22222222222222222-620x330
    وصل زيدان الى ريال مدريد والفريق والجماهير لا يطمحان الا الى انهاء الموسم ثانياً بفارق غير كارثي عن برشلونة والتأهل لادوار متقدمة من دوري الابطال ،ولكن زيدان انهى الانقسام داخل الفريق ووحد الجميع خلف شعار النادي ، حرر الفريق من القيود الدفاعية واعاد هيبة ريال مدريد من جديد ، تخلص من هيمنة بيريز و اخرج دانيلو وخاميس من التشكيل الاساسي ورفض رحيل كيلور نافاس ولعب بمن يضمن له الفوز لا من يضمن عقود الاعلانات ، رد الدين وفاز على برشلونة وانهى عقدة اتليتكو مدريد ، استعاد افضل نسخة من كريستيانو الذي كان على وشك الانتهاء “فنياً” ، طور اداء بيل المتراجع ، دعم فكرة الناشئين باستعادة موراتا و اسينسيو و صعد ماريانو دياز واعطى الثقة لناتشو ، حقق الحادية عشر، و استطيع القول ان برشلونة انتزع لقب الدوري بصعوبة ، فالليجا كانت حائرة حتى الجولة الاخيرة!.
    -ما ذنبه؟!:

    262907_heroa
    وصف “المحظوظ” ارتبط بزيدان لسببين ،السبب الاول مروره بفرق سهلة خلال رحلة تتويجه بدوري الابطال ولا يمكن الخلاف حول سهولة تلك الفرق ،ولكن هل وضع القرعة بنفسه؟ ،كل فريق مُعرض لمواجهة فرق سهلة او صعبة فما العيب في ذلك اليست الفرق السهلة جزءً من اللعبة؟،السبب الثاني حسمه للمباريات في الدقائق الاخيرة ،فلماذا لم يُعتبر انشيلوتي محظوظاً عندما توج بالعاشرة بفضل هدف راموس و اصبح “المستر كارلو” ، واصبح فيرغسون “السير” بعد مباراة ميونيخ الشهيرة ، مورينيو “الاستثنائي” رغم ان مسيرته بها من الحظ ما يكفي مدربي العالم ، فلماذا زيدان؟.
    -الزمان يدور:

    زيدان1
    اغفال كل ما يقوم به زيدان و اختصاره في الحظ ظُلم ، فترسيخ مثل هذه العقيدة في العقول ستعود بالضرر على ناشرها بشكل رئيسي ،فلو نجح مستقبلاً سيصبح هو ايضاً “محظوظ” وليس “مستحقاً” للنجاح ،تحدثوا عن زيدان فنياً ،انتقدوه ان اخطأ و اشيدوا به ان احسن ، لا تذبحوه عند الخطأ و تتحدثوا عن حظه ان اجاد ،فان كان الفوز بدور الابطال وانهاء عقدة اتليتكو واللعب بندية امام برشلونة و تحقيق سلسلة لا هزيمة تاريخية ب33 مباراة متتالية مجرد حظ…فاللعنة على هذا الكوكب.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك