** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.
أصبحت كرة القدم صراع أفكار و استراتيجيات، و صراع هذه الأفكار يكون على الملعب أو المستطيل الأخضر الذي يُظهِر لنا باستمرار مع مرور الوقت ماهية تطور اللعبة الشعبية الأولى في هذا العالم، هذا المستطيل الأخضر يشبه لوح الشطرنج، وهو الأقرب لإسقاطه كمثال على الواقع.
كل مربع فيه له أهمية، و كل عنصر يؤثر فيه، و الذي يعتمد على بشكل أساسي على كيفية وقوف هذه العناصر داخل مربعات اللوح، و في كرة القدم اللوح لونه أخضر!.
الوقوف على اللوح الأخضر بلغة أبسط يمثّل تمركز اللاعبين في المربعات، وهذه المربعات تختلف بأهميتها حسب الحالة التي يتواجد فيها الفريق و العناصر المتاحة، حيث يمثّل التمركز عنصر مهم و أساسي في نجاح تكتيك أو خطة أي مدرب في المباريات.
التمركز زاوية تكتيكية تستحق توضيحها لعشّاق الساحرة المستديرة، والذي يعني وقوف اللاعب في المكان الصحيح و التواجد في المساحة الخالية و جعل الظروف مناسبة أكثر، و بالتالي التقليل من خيارات الخصم سواء في الدفاع أو الهجوم.
ديناميكية أكبر
يكمُن الفارق الأساسي بين المستطيل الأخضر و لوح الشطرنج هو ديناميكية و حركة اللاعبين داخل اللوح الأخضر، فالوضع في أرضية الملعب كيفية الوقوف و الحركة الفعّالة في المربعات، و القدرة على الحركة كمنظومة تكتيكية مع بعضها داخل هذه المربعات، و هناك عقل يدير هذه العملية بشكل أساسي، المدرب بخططه و تحضيراته بالكواليس الخلفية، فكل ما كان المدرب أكثر معرفةً و دهاءً في الأمور التكتيكية التي تتعلق بالتمركز، و لديه القدرة على إيصال التعليمات إلى اللاعبين و التفاهم معهم، كانت العملية أكثر نجاحاً و تطبيقاً على اللوح الأخضر.
الحال مختلف على رقعة الشطرنج، فتحرك العناصر داخله محدود في المربعات المرسومة عليها، و العناصر مخصص لها إمكانيات محددة، و لكن هناك تشابه بين اللوحين، بالدقة التي تحتاجها كل حركة والوقوف بعدها، و هو ما سأشرحه بالنقطة التالية.
النقطة داخل المربع
كما أسلفنا الذكر عن المربعات في الفقرات السابقة، لندخل بالتفاصيل بشكل أعمق، و نبرز نقطة مهمة تخص دقة الوقوف في هذه المربعات، و نتائج التمركز الخاطئ.
الدقة يمكن وصفها بتخيّل بسيط بأن هناك نقطة داخل مربّع، و أن هذه النقطة عندما يقف عليها اللاعب يكون بالتمركز الأمثل، كلما ابتعد عنها ابتعد عن التمركز المثالي، و بما أن كرة القدم لعبة مرنة و ديناميكية و فيها حركة كما وصفنا، فهذه النقطة تتمتع بديناميكية و مرونة أيضاً تتحرك بإحداثيات معينة.
التمركز الخاطئ أمر مهم في كرة القدم، فعندما لاعب يتمركز تماماً بشكل خاطئ يؤثر بشكل كبير جداً على المنظومة ككل، خاصةً عندما يتعلّق الأمر بالخطوط الخلفية و الحالة الدفاعية، لأنه سيضع لاعبين الفريق أمام خيارين، إما ترك مساحة فارغة أو تغيير تمركزهم من أجل التغطية و بالتالي ترك مساحات أخرى، و النتيجة اختلال في المنظومة، فتحضير اللاعبين تكتيكياً من من المدرب و انضباط اللاعبين و تمركزهم السليم داخل اللوح الأخضر هو من يُنجِح هذه النقطة.
الفيديو التالي من مباراة سابقة جمعت مانشستر يونايتد و أرسنال سيوضح نقطة التمركز الخاطئ و تأثيرها السلبي على المنظومة و أسفرت عنه نتيجة كبيرة، و فيديو آخر نتج عنه هدف شنايدر من مباراة برشلونة و إنتر ميلان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2009-2010 و الذي يظهر سوء تمركز دفاعي عام و خاص من داني ألفيش.
ملوك التمركز
بشكل عام يتم التركيز على اللاعبين المميزين في كرة القدم على مهارتهم في المراوغة أو تسجيل الأهداف أو التمرير أو قطع الكرات، و يتم التغاضي عن أهمية و تأثير تمركز اللاعب أثناء اللعب، وهنا أمثلة للاعبين يعتبرون ملوك في التمركز.
لا خلاف حول كريستيانو رونالدو و روبرت ليفاندفوفسكي و لويس سواريز و تشيتشاريتو و فيليبو إنزاجي و راؤوول جونزاليس و سيريجيو بوسكيتس و بليس ماتويدي و أرتورو فيدال فيليب لام و باولو مالديني و أليساندرو نيستا كلاعبين مميزين في التمركز بمختلف المراكز و القائمة تطول، حتى حرّاس المرمى التمركز مهم بالنسبة لهم، فالتمركز السليم يجعل التصدي للكرة أسهل و أصعب على المهاجم في وضع الكرة في المكان المناسب و مانويل نوير و جانلويجي بوفون و بيتر تشيك هم الأبرز في ذلك، فهم ملوك في التمركز و لا مجال للخلاف حول ذلك، و الإنجازات و الأرقام خير شاهد و دليل.
للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا
أقرأ أيضاً جميع إبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
