الميستر .. مسمى المدربين الإيطاليين بدأ مع رجل إنجليري!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360 –  كثيراً ما يتم إطلاق مسمى “ميستر” على المدرب في كرة القدم الإيطالية بشكلٍ خاص، وهو ما بات عرفاً يسير عليه اللاعبون في احترام مدربيهم بأن يسبق مخاطبتهم بهذا اللقب، لكن أول من حظي به لم يكن مدرباً إيطالياً بل كان الإنجليزي William Garbutt.

    لاعب أندية آرسنال وريدينغ وبلاكبيرن انتهت مسيرته في الملاعب مبكراً في سن التاسعة والعشرين بسبب الإصابة، فقرر البحث عن وظيفة في جنوى الإيطالية وذلك لأسباب بقيت غير واضحة ،فالبعض يرجح سعيه للعمل في ميناء المدينة وهو الذي أبصر النور في مدينة ستوكبورت بالقرب من مانشستر ونهر ميرسي.

    فيما تذهب رواية أخرى بتلقيه دعوة من فيتوريو بوزو (مدرب منتخب إيطاليا لاحقاً) بعدما شاهده لاعباً مع بلاكبيرن وأعجب بأسلوبه.

    جنوى لها علاقة تاريخية مع الإنجليز منذ أن كانت جمهورية مستقلة ووضعت شعار القديس جورج على علمها من أجل نيل حماية إنجلترا لتجارتها البحرية ضد القراصنة في القرن الثاني عشر. فيما اكتسبت العلاقة جانباً رياضياً مع تأسيس شخصيات إنجليزية لنادي جنوى لكرة القدم والكريكت في عام 1893 وهو الاسم الرسمي الذي مازال النادي الإيطالي يحمله حتى الآن.

    الإنجليزي سرعان ما بات مدرباً لفريق جنوى وأدخل أساليب تدريبية غير مسبوقة في المشهد الكروي الإيطالي، من الاهتمام باللياقة البدنية، والتكتيك، ومتابعة أدق التفاصيل، فحل الفريق وصيفاً في دوري منطقة الشمال عام 1913، وخلال ذلك بدأ اللاعبون ينادونه بلقب “ميستر” كناية عن احترامهم له.

    جنوى نجح بنيل لقب الدوري في 1915 بعد 11 عاماً من الصيام عن الإنجازات، ثم توقفت المنافسة بسبب الحرب العالمية الأولى وهو ما أجبر المدرب على العودة لإنجلترا والمشاركة في جيش بلاده في معاركه.

    عاد الرجل الإنجليزي مجددا إلى جنوى بعد ختام الحرب في 1918 وسرعان ما قام ببناء فريق لا يقهر ليفوز بالدوري بلا أي هزيمة في موسم 1922/1923 ، ثم حافظ عليه في الموسم التالي بثلاث هزائم فقط.

    مغامرة الإنجليزي في إيطاليا تواصلت، قاد فريق روما للقب الكأس بعد تأسيس النادي بدمج عدة أندية في العاصمة معاً، ثم حل في المركز الثالث في الدوري مع نابولي ثلاث مرات كأفضل إنجاز في تاريخ الفريق آنذاك.

    لكن بعد ذلك بدأت مسيرة موسوليني كحاكم للبلاد، والتي جلبت معها قراراته بطرد الأجانب من إيطاليا، مما أجبر المدرب الإنجليزي على الرحيل نحو إسبانيا، فنال لقب الدوري الإسباني مع أتلتيك بلباو، ثم غادرها لأن حرباً جديدة لاحقته وكانت الحرب الأهلية في إسبانيا.

    “الميستر” عاد إلى إيطاليا وواصل التدريب لموسم مع ميلان، ثم تولى تدريب جنوى مجدداً قبل أن تأتي الحرب العالمية الثانية لتصمت الكرة تاركة المجال للدبابات والطائرات.

    ولأن انجلترا كانت في الحلف المعادي لإيطاليا فإن المدرب العجوز قام بانتحال شخصية أخرى مع زوجته ليتسنى له البقاء فيها، قبل أن يتسبب قصف جوي بمقتل رفيقة دربه في عام 1944.

    عاد إلى إنجلترا عندما وضعت الحرب أوزارها لكن جماهير جنوى نادت باسمه مجددا فقاد الفريق لآخر مرة في عام 1946 دون نهاية سعيدة للفريق الذي حل عاشراً في الترتيب، إلا أن علاقة الحب بينه والمدينة وأهلها لم يتأثرا، فبقي وفياً لها وعاش فيها حتى عام 1951 قبل عودته لموطنه الذي رحل عنه منذ 1912 ولم يقم فيه أكثر من سنة واحدة في الأعوام التسع والثلاثين الماضية.

    خبر وفاته في 1964 لم يجد أي اهتمام من الإعلام الإنجليزي، فيما أفردت الصحف الإيطالية تغطيات موسعة لذكراه، وما قدمه لكرة القدم في بلاد اعتبرته أحد المؤسسين لنهضتها الكروية، وأحد الأسباب الخفية لجيل نال كأس العالم مرتين في 1934و 1938 حيث وصفه مدرب المنتخب الإيطالي في الثلاثينات فيتوريو بوزو بأنه “أهم رجل في تاريخ كرة القدم الإيطالية”.

    كلمات مفتاحية