لماذا لم يدرب مارسيلو بييلسا فريقاً كبيراً ؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Getty Images

    موقع سبورت 360 ـ يعتبر المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا واحداً من أكثر المدربين في العالم إثارة للجدل، وبالتحديد بسبب فلسفته، وأفكاره، وأساليبه التدريبية. يطلق على بيلسا لقب “إلـ لوكو” “المجنون” بسبب أساليبه في التدريب المبتكرة، وقد نال استحسانًا عالميًا من بعض أفضل المدربين في اللعبة ، بما في ذلك بيب جوارديولا ودييجو سيموني، وموريسيو بوتشيتينو.

    تولى مارسيلو بيلسا تدريب ليدز يونايتد الإنجليزي في الدرجة الأولى الإنجليزية هذا الموسم، ويقودهم في حملة مثيرة للجدل نحو الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتلون المركز الثاني في جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن المتصدر نوريتش سيتي، ويتقدم بنقطتين عن صاحب المركز الثالث شيفيلد يونايتد.

    والمثير للدهشة أن الكثير من المشجعين في إنجلترا لم يكونوا يعرفون شيئًا عن المدرب الأرجنتيني ، والبعض الآخر لا يعرف شيئاً عنه فعلاً. بعد شهرين فقط في ليدز يونايتد ، أثبت بيلسا أنه شخصية مثيرة للاهتمام للغاية: يجلس بأعصاب باردة على دكة الاحتياط خلال المباريات، ولا يخشى إجراء تبديلات في الشوط الأول إذا لم تسير الأمور على ما يرام ، ويستخدم مترجم لمساعدته في المقابلات والتواصل مع لاعبيه، رغم أن مستواه في اللغة الإنجليزية جيد.

    Getty Images

    Getty Images

    كانت أول وظيفة لبايلسا كمدرب في منتصف الثلاثينات من عمره مع النادي الأرجنتيني نيويلز أولد بويز ، الذي يلعب كرة القدم في الملعب الذي يسمى الآن “ملعب مارسيلو بيلسا” في روزاريو. ثم انتقل بعدها في رحلة تدريبية قادته لتدريب عديد أندية الصف الثاني، كأسبانيول برشلونة، أتلتيك بيلباو، مارسيليا، ليل… وعلى صعيد المنتخبات درب منتخب الأرجنتين الذي حقق معه أفضل إنجاز في مسيرته وهو التتويج بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية موسم (03ـ04)، كما درب منتخب تشيلسي.

    لكن يبقى السؤال الأبرز، لماذا رغم سمعة مارسيلو بيلسا الكبيرة، والاحترام والتقدير الذي يناله حول العالم، وكونه قدوة للعديد من المدربين الناجحين في أوروبا، كبيب جوارديولا، ودييجو سيموني، وموريسيو بوتشيتينو، لم يحصل على فرصة تدريب نادٍ كبير في أوروبا؟

    بيلسا تمامًا مثل جميع المدربين الثوريين في مجال الرياضة ، لديهم اهتمام كبير بالتفاصيل، وطرق تدريبية، وشروط مهنية، خاصة، وغريبة…

    عندما تولى المدرب الأرجنتيني المقاليد التدريبية لنادي ليدز يونايتد ، كان هذا واضحًا. قام بتركيب أسرة للنوم في ملعب التدريب، وعارض قواعد وأساليب التدريب في كرة القدم الإنجليزية ، وقام بتحويل موعد التدريبات من بضع ساعات في الصباح إلى توقيت دائم من التاسعة إلى الخامسة صباحاً، مع حرصه على حضور اللاعبين لمحاضرات مكثفة أمام لوحة تكتيكات لدراسة خصمهم التالي.

    وكان بيلسا قد أثار ضجة واسعة حول العالم حين اعترف بإرساله أحد موظفي النادي للتجسس على تدريبات أحد خصومه في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية (التشامبيون شيب).

    وفي حديث مع شبكة “سكاي سبورتس”، أكد بيلسا، أنه أرسل شخصًا من النادي للتجسس على تدريبات فريق ديربي كاونتي، قبل مواجهة الفريقين، في قمة الدرجة الأولى بإنجلترا.

    وقال بيلسا في تصريحاته: “لا يهم إذا كان قانونيًا أو لا، أو أنه أمر صحيح أم خاطئ، بالنسبة لي يكفي أن يكون فرانك لامبارد وديربي كاونتي يشعران أنه ليس من الصواب القيام بذلك. بدون محاولة العثور على شكل من أشكال التبرير، كنت أستخدم هذا الأمر منذ تصفيات كأس العالم 2002 مع الأرجنتين. أنا المسؤول عن ذلك، لأنني لم أطلب الإذن من ليدز للقيام بهذا الأمر”.

    في مارسيليا فسخ عقده مع النادي لمطالبتهم له بتمديد عقده مع تبقي عام واحد على نهايته، حيث اعتبر الأمر قلة ثقة، واحترام. وفي لاتسيو فسخ اتفاقه مع إدارة النادي لأنها لم تلبي طلباته في سوق الانتقالات في الوقت المتفق عليه.

    Getty Images

    Getty Images

    ما سبق يفسر بشكل واضح أهم سبب لم يجعل بيلسا يدرب نادياً كبيراً، أفكاره التدريبية الثورية، وأساليبه، في نادٍ كبير، في كرة القدم الحديثة، مع كل الاهتمام الإعلامي المسلط على كل كبيرة وصغيرة تخص الأندية العملاقة في أوروبا، والارتباطات مع الشركات الراعية، وحجم النجوم في النادي. فكرة من أفكار بيلسا كالتجسس على الخصم، قد تضع النادي في ورطة كبيرة، وتسبب له خسائر مادية كارثية، وتطعن في صورته، وقيمه…

    في الأندية الصغيرة والمتوسطة، يملك بيلسا هامشاً أكبر لفرض أفكاره على لاعبي فريقه، لكن في نادٍ كبير لديه نجوم من الصف الأول، قد يكون هذا صعباً للغاية.

    يبقى أيضاً واحد من الأسباب هو مدى فاعلية فلسفة بيلسا على المدى الطويل، فلسفته تحتاج التزاماً عالياً من اللاعبين، مع توالي المباريات يقل، ويصبح الأمر مرهقاً في نقطة معينة وتبدأ النتائج في التراجع، ويطلق العنان للخلافات، التي تسفر في النهاية عن إقالة المدرب الأرجنتيني.

    لمتابعة آخر الأخبار والتغطيات لأبرز الأحداث الرياضية العالمية قوموا بتحميل تطبيق سبورت 360