حينما نتحدث عن المواهب التي فرط بها البرتغالي جوزيه مورينيو في تشيلسي الإنجليزي فالجميع سيتذكر أسماء بارزة على مستوى العالم، مثل كيفين دي بروين، روميلو لوكاكو، محمد صلاح، خوان مانويل ماتا، رغم أن الأخير كان نجماً وليس موهبة صاعدة حينما تم التخلي عنه.
مورينيو كان مضطر لبيع بعض اللاعبين في تشيلسي حتى يتوافق النادي مع قوانين اللعب النظيف مالياً، لكن هذا لم يكن مبرراً على الإطلاق للتخلي عن مجموعة مميزة من اللاعبين ثم البكاء واللطم بعد انخفاض مستوى الفريق في بداية الموسم الماضي حينما لم يجد أي لاعب بديل بمستوى جيد يستطيع الاعتماد عليه.
لكن بداية الموسم الحالي كشفت لنا عن موهبة أخرى فرط بها مورينيو خلال فترة تواجده في تشيلسي، ثورجان هازارد شقيق إيدين هازارد نجم البلوز يقدم أداء مثالي في بوروسيا مونشنجلادباخ في انطلاقة الموسم مما يجعله أحد أهم المهاجمين في ألمانيا بالوقت الحالي.
ثورجان انتقل إلى تشيلسي صيف 2012 في ذات الوقت الذي تعاقد فيه النادي مع شقيقه إيدين، لكنه أعير سريعاً إلى أحد الأندية البلجيكية حتى يتطور، ثم تمت إعارته إلى مونشنجلادباخ صيف 2014، قبل أن يتخلى عنه النادي بشكل نهائي في عام 2015 أثناء تواجد مورينيو على دكة البدلاء.
8 ملايين يورو حصل عليها تشيلسي جراء بيع ثورجان بسن 21 عام فقط واعتقد الجميع حينها بأنها صفقة مربحة للنادي بعد أن تعاقدوا معه مقابل مبلغ زهيد من الأموال، لكن ما يقدمه اللاعب حالياً من المفترض أن يرفع سعره بشكل كبير في الفترة المقبلة.
ثورجان لم يستطع ابراز قدراته كما يجب الموسم المنصرم كونه لعب العديد من المباريات في مركز الجناح الهجومي أو رأس الحربة مما جعله يسجل 6 أهداف ويصنع 6 أهداف، لكن في الموسم الحالي انفجرت قدراته بعد تثبيته في مركز المهاجم الثاني ليحقق بداية نارية مسجلاً 6 أهداف ويصنع 3 أهداف في 7 مباريات رغم أنه خاض 237 دقيقة لعب فقط، أي أنه يسجل هدف كل 39 دقيقة، بالإضافة إلى صناعة 3 أهداف لزملائه.
ثورجان كان له دور جوهري وحاسم في تأهل فريقه لدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا بعد تسجيله 3 أهداف وصناعة هدفين في مباراتي الدور التمهيدي، كما ساهم في حسم 6 نقاط بشكل مباشر في الدوري الألماني حتى الآن.
تحسن مستوى اللاعب بعد أن شغل المركز الذي يبرز قدراته على ما يبدو يوضح أن مورينيو فرط حقاً بموهبة أخرى أثناء فترة عمله في تشيلسي، موهبة على الأقل كان النادي يستطيع بيعها بسعر أعلى الصيف المقبل إن لم يرغب بالاحتفاظ في خدماته، لكن الحسنة الوحيدة التي فعلتها إدارة البلوز تمثلت في وضع شرط جزائي يمكنها من استعادة اللاعب مستقبلاً إن أرادت ذلك.
مورينيو في حقبته الأخيرة في تشيلسي ارتكب العديد من الأخطاء، الأمر لا يتعلق بالخلاف مع اللاعبين وإثارة المشاكل فحسب فهناك مواهب عديدة أخفق في استغلالها وتنمية قدراتها.
