كومان وفان دايك وآخرين.. عوامل أعادت هولندا إلى الشك من جديد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • رونالد كومان - برشلونة - الدوري الإسباني

    وصلت هولندا إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية لعام 2019، وصعد الفريق إلى بطولة اليورو بكل سهولة، تحت قيادة رونالد كومان، الرجل الذي أعاد الطواحين إلى الواجهة من جديد، لكنه تخلى عن مهمته من أجل تدريب برشلونة، ليتولى فرانك دي بوير المنصب الجديد، ويتراجع أداء الفريق بشكل واضح بعد العودة مؤخراً، لينال خسارة قاسية أمام الأتراك بالأربعة.

    لم يتغير عدد كبير من اللاعبين، كذلك حافظ أغلب نجوم الفريق على مستواهم، لكن فقط من تغير هو المدير الفني، لذلك يجب الوقوف كثيراً أمام عهد كومان أولاً، قبل الحديث عن سلبيات دي بوير وأيامه الحالية.

    – عودة هولندا مع كومان

    صنع كومان مع هولندا فريقاً تنافسياً، مميز بالكرة لكنه يعرف أيضاً كيف يلعب من دونها. على سبيل المثال، خلال مواجهة سابقة قد فرنسا، هولندا في بعض الأوقات تركت الكرة لمنتخب الديكة، ثم عاقبتهم بالمرتدات المثالية. مع بناء منظم وسلس للهجمة من الخلف، من دون تسرع أو فوضى، ليفشل أبطال العالم في تطبيق الضغط العكسي، ويخرجون من مناطقهم طلبا للكرة، فتمت معاقبتهم عن طريق ديباي ورفاقه.

    حتى ضد ألمانيا في أكثر من مواجهة، مع 3-4-2-1 للألمان، فإن كلا من ساني وجنابري قاما بدور رئيسي من دون الكرة، في الضغط القوي والمتواصل على ثنائية دي يونج ودي رون بالمنتصف، لذلك كلما حاول سيليسين التمرير لوسطه، اصطدم بضغط ألماني قوي، ليلجأ إلى الأطراف، ناحية الظهيرين.

    كل شيء تغير مع تغييرات كومان، تدخل بنجاح وقرأ المجريات بشكل مميز، وعدل من خطته وأوراقه، ليستغل نقاط ضعف خصمه، ويستفيد من مصادر قوته خصوصا على مستوى ألعاب الهواء، بالتحول من 4-2-3-1 التي تفتقد قيمتها هجوميا، لعدم وجود رقم 10 صريح بالتشكيلة، وعدم وجود أجنحة قوية في التحول من الطرف إلى العمق، إلى 3-4-1-2، بفتح الأطراف بواسطة ثنائي متقدم من الأظهرة، وعودة فرينكي دي يونج بين قلبي الدفاع بليند ودي ليخت. ووضع ديباي كرقم 10 خلف لوك دي يونج وفان دايك، المهاجم الثاني في التشكيلة.

    الأمثلة في مباراتي فرنسا وألمانيا أكدت قوة ومرونة الطواحين تكتيكياً، ليصل الفريق إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية، قبل الخسارة بصعوبة أمام البرتغال بهدف دون رد، لكن ترك كومان الفريق في أفضل حال ممكن، ليتجه إلى تدريب البارسا، ويحصل دي بوير على الفرصة.

    رونالد كومان - برشلونة - الدوري الإسباني

    رونالد كومان – برشلونة – الدوري الإسباني

    – تكتيك دي بوير

    لم يغير دي بوير الكثير، لقد حافظ على نفس الرسم التكتيكي 4-2-3-1، وراهن على ديباي في الأمام كما كان يفعل كومان، مع مالين وبيرغويس على الأطراف، وفي العمق فينالدوم بالمركز 10، وخلفه الثنائي دي رون وفرينكي دي يونج، مع رباعي دفاعي بالخلف، لكن الفريق كان بطيئاً في تدوير الكرات والتحولات السريعة من الخلف إلى الأمام، لذلك عرف الأتراك من أين تؤكل الكتف في مثل هذه المباريات.

    هذا على مستوى الهجوم لكن بالنسبة للدفاع كان الأمر أكثر صعوبة. تركيا سجلت في مرمى هولندا 4 أهداف، وكان بمقدورهم تسجيل المزيد، مع وجود فراغات واضحة بين الدفاع الوسط، ومساحات خلف الأظهرة وفي مناطق أسفل الأطراف، بسبب الاندفاع المبالغ فيه من جانب فريق دي بوير في بعض الأحيان.

    ومع مشاكل هولندا دفاعاً وهجوماً، يجب الوقوف بعض الشيء أمام الغيابات، فالفريق يفتقد إلى خدمات وخبرة فيرجيل فان دايك، المدافع الأفضل الذي تأثر بغيابه ليفربول أيضاً، وفقد فرصة الفوز بالبريمرليج للعام الثاني على التوالي، كذلك كان المنتخب الهولندي غير محظوظاً بعدم جاهزية ناثان أكي، مما أجبر الطاقم الفني على الاستعانة ببليند في مركز المدافع، وهو ضعيف جداً في هذه الخانة سواء مع فريقه أو منتخب بلاده.

    صحيح أن هولندا كانت سيئة الحظ في إضاعة ركلة جزاء وبعض الفرص، لكن ما يؤخذ حقاً على دي بوير أنه يعاني بعض الشيء في المباريات المعقدة، سواء من خلال تغييراته أو إدارته، لذلك فإن الفريق يحتاج إلى عمل أكبر في القادم من أجل الوصول إلى كأس العالم 2022، بالإضافة إلى تقديم شيء كبير في بطولة اليورو بالصيف القادم، لأن عشاق الطواحين يريدون الكثير خلال الفترة القادمة، بعد غياب طويل عن الساحة، خاصة بعد الفشل في الوصول إلى مونديال 2018 في روسيا.