أثار السجال الدائر بين مانويل نوير ومارك أندريه تير شتيغن حول أحقية الوقوف بين خشبات مرمى المانشافت عاصفة إمتد أثرها إلى وسائل الإعلام العالمية التي تصدرت عناوينها أخبار الصراع بين اللاعبين وتراشقاتهما الكلامية،وحذر البعض من أزمة يجب إحتوائها قبل أن تعصف بالإتحادالألماني،وتتسبب بشق صفوف المانشافت على غرار أزمة شارة القيادة التي إنفجرت بين فيليب لام وميكاييل بالاك في كأس العالم ٢٠١٠.
إتهم بعض الصحفيين المدرب يواكيم لوف بمحاباة مانويل نوير بإعتباره أبرز عناصر الحرس القديم في منتخب الماكينات،وأنه يتمتع بدعم أوليفر كان الذي يعتبره خليفته والإتحاد الألماني لتقمصه ألوان البافاري الذي إنبرى رئيسه أولي هونيس للدفاع عن قائده بكل شراسة.
بدايات الأزمة:
بدأ التوتر بين الحارسين بعدما أعرب تيرشتيغن لوسائل الإعلام عن إنزعاجه من كونه حبيس دكة الإحتياط مطالباً بمنحه المزيد من دقائق اللعب واصفاً رحلته مع المانشافت إلى بلفاست لخوض مباراة ضد منتخب أيرلندا الشمالية ب “ضربة قوية”بسبب إضطراره لمشاهدة المباراة من دكة الإحتياط.
رد نوير على شتيغن وعنفه مطالباً إياه بإعلاء مصلحة المنتخب،وذكره بوجود حراس آخرين متشوقين للمنافسة ككيفن تراب وبيرند لينو ،وإعتبرتصريحاته غير ضرورية ولا توجد تناغماً في صفوف الماكينات.
ردود نوير وصفت ب”الغيرملائمة”من قبل شتيغن الذي إعتبرها عدم تقدير لمشاعره الشخصية.
وصلت أصداء التراشق الكلامي بين الحارسين إلى يواكيم لوف الذي قال أنه وأندرياس كوبكه مدرب الحراس في المنتخب الألماني يتفهمان إحباط تيرشتيغن بسبب قلة مشاركاته،وأنه سيحظى بفرصة في المستقبل،ولكن يجب أن يفهم أن شخصاً واحداً فقط يمكنه اللعب في إشارة واضحة لإصرارلوف على إسناد دور الحارس الأول لمانويل نوير.
أولي هونيس يدخل الحرب :
إستشاط أولي هونيس غضباً من تذمرشتيغن فقرر خوض غمار الحرب المستعرة لدعم نوي رفهو بالنسبة إليه لا يمس.
فتح هونيس نيرانه على شتيغن والصحافة الألمانية ،وصرح لموقع سبورت 1:”إن الصحافة الألمانية الغربية تدعمه كما لو أنه فاز بكأس العالم ١٧ مرة ،لكن لم أرَأي شيء من صحافة الجنوب الألماني،لا دعم !
أعتقد أنه أمر مشين أن تدفع بمثل هذه القضية إلى العلن لأنه لا يحق له اللعب هناك،حراس المرمى مختلفون عن اللاعبين خارج الملعب ولا يمكنك المداورة طوال الوقت .
يجب أن يكون التسلسل واضحاً ،وذلك يعني أن مانويل نويرهو الرقم 1لا يوجد نقاش حول ذلك.
وتابع كلامه بمهاجمة مسؤولي الإتحاد الألماني “عندما تسمح للاعب أن يتكلم على الملأ عن شيء يجب أن يناقش فقط مع يوغي لوف فذلك غير مقبول إطلاقاً ،لدينا رأي واضح ،وفي المستقبل لن نقبل أن يحل الضرر بلاعبينا بدون سبب فقط لأن شتيغن هو حارس مرمى ممتاز،لكن نويرأفضل بكثير وأكثر خبرة .يمكنه اللعب ما دام بصحة جيدة ،سيكون الأفضل دائماً إنها نهاية القصة ،سنعلم الرفاق في الإتحاد الألماني بذلك”.
إنضم كارل هاينز رومينغيه إلى الحرب الكلامية ،وصب جام غضبه على الإتحاد الألماني لفشله في دعم نويرومنع طفو الجدال إلى السطح.
صبت أقوال هونيس الغاضبة النار على الزيت ،وقوبلت برود أفعال عنيفة مستنكرة من قبل أوليفر بيرهوف المدير الرياضي للمانشافت ،ولوثر ماتيوس القائد السابق للمانشافت الذي هاجم هونيس وطالبه بالإعتذار بسبب كلامه القاسي بحق شتيغن الذي اعتبره ماتيوس إساءة وإقلالاًمن قدرحارس برشلونة ودفاعاً أعمى عن مانويل نوير.
موقف قدامى الحراس من الأزمة:
أدلى قدامى وأساطير حراس ألمانيا بآرائهم في الأزمة المشتعلة لصحيفة بيلد الألمانية.
ينز ليمان :”إذا كنت تدعو إلى بداية جديدة ، يجب أن يكون هناك تنافس في جميع المراكز – بما في ذلك حراسة المرمى كما كان الحال في كأس العالم ٢٠٠٦بيني وبين أوليفر كان.مثل هذا التنافس مفيد للجميع أعتقد حالياً أن مانويل نويرفي المقدمة،لكن عليه أن يتحسن .مارك أندريه تيرشتيغن منافس قوي”.
بودو إليغنر:”لسوء الحظ مانويل نويرلم يعدقوياً كما في ٢٠١٤،تيرشتيغن هو الوافد الجديد،إنه يلعب لفريق عظيم يعمل بشكل رائع في برشلونة،نويرلم يعد يمتلك نفس القوة التي كانت لديه سابقاً،لذلك فهما متساويان بالنسبة إلي .أرى أن فارق العمر في صالح شتيغن ،كنت لأداور بينهما لأرى من يؤدي بشكل أفضل في هذه الحالة”.
سيب ماير:”إن شتيغن بعيد عن الأنظار في برشلونة،لوأنه بقي في ألمانيا لربما بدت الأمور بشكل مختلف ،يجب أن يحدد الحارس الأول بوضوح،إنه مركزلا يمكن مداورته دائماً،حتى لوكان شتيغن أفضل حالياً يجب أن تدع مانويل نوير يلعب”.
تيم فيزه:”بشكل أساسي ، يجب أن يلعب مارك أندريه تيرشتيغن لأنه الآن أفضل حارس مرمى. مانويل نوير لا يتمتع بالصلابة التي كان يتمتع بها منذ عامين أو ثلاثة أعوام. لكنني أستطيع أن أفهم سبب تمسك ألمانيا لوف به. أولاً ، لا يمكنك تبديل حارس مرمى بسرعة كأي لاعب عادي،ثانياً نويرهو قائد لوف في الملعب”.
أولي شتاين:”إذا نظرت إلى الأداء ، فإن شتيغن يستحق اللعب. لقد كان بلا عيوب تقريباً في نادي برشلونة خلال الموسمين الأخيرين وهو الآن في حالة أفضل. بشكل أساسي ، لا يزال نوير يلعب بمستوى عالٍ ، لكنه لم يكن في المستوى كما كان من قبل بسبب الإصابة لفترة من الوقت الآن. قبل كأس العالم في عام 2018 ، توقعت بالفعل أن نوير لن يكون قوياً كما كان قبل تعرضه للإصابة”.
آيكه إيمل:”أنا من أشد المعجبين بمانويل نوير ، لكن مارك أندريه تير شتيجن أصبح الآن أفضل حالًا. بينما كان أداء نوير بمستوى عادي بعد إصابته ، يضيف تير شتيجن مستوى عالميًا للفريق،ولأن أدائه الرياضي أفضل يجب أن يلعب.
من ناحية أخرى ،سيكون من الغريب من يواكيم لوف أن يجلس قائد فريقه على مقاعد البدلاء ،لكن إذا كان الأمر متعلقاً بالأداء ،فعليه فعل ذلك وأن يكافئ شتيغن على تصدياته العظيمة”.
قد تشهد الأيام القادمة نهاية للصراع المرير بين الحارسين نويرقائد المانشافت وبايرن ميونخ المتسلح بتاريخه وإنجازاته،دوره في لعب دور المدافع المتأخر أو الليبيرو،دقة تمرير الكرة، بناء اللعب من الخلف،شخصيته القوية والقيادية في الملعب شجاعة و حزم تحت الضغط، خصوصاً في النهائيات و المباريات الحاسمة ترجح كفته لنيل ثقة لوف في قيادة المانشافت، وتير شتيغن المتألق مع برشلونة وتصدياته الحاسمة إضافة إلى لياقته العالية وشخصيته الرائعة رغم أن البعض قال أن الجانب القيادي كان أبرز في أدائه مع مونشنغلادباخ تجعله رقماً صعباَ في معادلات منتخب الماكينات الذي إمتلك ولا زال حراس مرمى من الطراز الأول عالمياً.
