محمد عبدالشافي

القدر يكافئ المخلصين.. عبارة يرددها كثيرون عندما يتعلق الأمر بمن كلل مجهوده وإخلاصه وتفانيه بأن يحقق بطولة.

عبدالشافي يقود الزمالك للفوز بالسوبر الأفريقي

وعرف نادي الزمالك إحدى قصص الإخلاص والتفاني في العمل، بالنموذج الذي قدمه محمد عبدالشافي الظهير الأيسر للفريق وأحد قادته، والذي عاد الصيف الماضي إلى القلعة البيضاء بعد رحلة في الملاعب السعودية أغلبها بقميص أهلي جدة، حقق خلالها أكثر من لقب أيضا، بالإضافة إلى تجربة قصيرة مع فريق الفتح.

عبدالشافي المنضم للزمالك قبل نحو 12 عاما قادما من غزل المحلة لم يُسمع صوته يوما، أو كان طرفا مش مشكلة أو أزمة بالفريق، ففي أحلك الأوقات التي مرت على القلعة البيضاء لم يكن اللاعب الأعسر في الصورة أو يصنع الحدث، بل كان يلتزم الصمت دائما، حتى ولو كان يعاني من غياب التقدير

تعديل عقد “نادر” لعبدالشافي واحتراف بعد تألق

ربما لم يقم عبدالشافي بتعديل عقده سوى مرة وحيد بعدما ظل يتقاضى أجرا لم يعد يناسب تألقه وخبرته التي اكتسبها، فقد قدم الكثير من التنازلات في سبيل تحقيق حلم وحلم والده الزملكاوي، وهو اللعب بالقميص الأبيض.

عبد الشافي العاشق للزمالك لم يكن يوما متخاذلا أو يقدم أداء دون المستوى، وإن حدث ذلك فهو سرعان ما يستعيد مستواه.

اللاعب المتوج بكأس أمم أفريقيا 2010 مع منتخب مصر، رأى البعض أن عودته إلى ميت عقبة في صيف 2019، ما هي إلا تكريم، وأنه بإمكان صاحب الـ 34 عاما الاعتزال بالقميص الأبيض.

لكن القدر كافأ عبدالشافي بأن حظي بفرصة اللعب بانتظام لعدة مباريات، وأثبت جدارته في أغلب المواجهات التي شارك فيها، حتى بات من العناصر الأساسية التي يعول عليها، خاصة مع إصابة بديله عبدالله جمعة، الذي قدم موسما رائعا العام الماضي وكان أحد أسباب التتويج بلقب الكونفدرالية الأفريقية

القدر يكافئ المجتهد

وقت إعلان كارتيرون تشكيل الزمالك لمواجهة الترجي، كان البعض يتخوف من وضع عبدالشافي في التشكيل الأساسي، على اعتبار أن جمعة أكثر حركة وأسرع في تنفيذ الهجوم المعاكس.

لكن النجم المخضرم فاجأ الجميع بأداء مذهل ولم يكتف فقط بالدور الدفاعي مثلما تصور البعض، بل صنع هدفا رائعا وضع الزمالك في المقدمة، فضلا عن الربط الجيد والمميز مع أشرف بن شرقي الجناح الهجومي وفرجاني ساسي لاعب الوسط، ليشكل جبهة قوية للغاية، أرهقت الترجي دفاعيا وهجوميا.