مرة أخرى تجرع الزمالك من كأس أخطاء حراس المرمى، فبعد أيام قليلة من خطأين ساذجين أحدهما قاتل أمام الجونة من الحارس الشاب عمر صلاح، جاء الخطأ الآخر في القمة “الشرفية” أمام الأهلي من زميله عماد السيد ليعزز الأزمة التي يعيشها الفريق الأبيض على مستوى حراسة المرمى، والتي لا تكاد تنتهي لمواسم قليلة حتى تعود وتصبح عنوانا للفريق في فترات أطول.

حراسة مرمى الزمالك أنجبت العديد من العناصر المميزة عبر التاريخ، لكن أخطاء ساذجة لبعض الحراس وعدم ثبات المستوى ظل عالقا في الأذهان، ليصبح هذا المركز، بقدر ما كان مركز قوة في الكثير من الأوقات فهو أيضا أحد نقاط الضعف.

علاج مؤقت

ومنذ بداية موسم 2014-2015، بدأت أزمة حراسة المرمى في الزمالك تتلاشى نسبيا، بالتعاقد مع أحمد الشناوي حارس مرمى المصري البورسعيدي بعقد دائم، ليكون إلى جانب محمود جنش ومحمد أبوجبل ثلاثي قوي يدافع عن عرين الفريق الأبيض.

وساعد على ذلك تألق الدفاع الذي كان عليه دورا كبيرا في نظافة الشباك، فيما تواصلت المستويات القوية من الشناوي في الدوري وجنش في كأس مصر ليقود هذا الثنائي فريقهما للفوز بالثنائية التاريخية تحت قيادة المدرب فيريرا.

لكن تراجع الفريق بشكل عام وتفكير الشناوي في الاحتراف أو الرحيل عن القلعة البيضاء أثر بشكل كبير على مستوى حراسة المرمى في الزمالك لتعود الأزمة وتطل برأسها من جديد في وقت كان يظن فيه البعض أن الأمور تحسنت.

ثم تواصل التراجع لفترات لاحقة، خاصة أن الزمالك لم يعرف استقرارا على مستوى الأجهزة الفنية، ومن ثم تغييرات على مستوى مدربي حراس المرمى أيضا ولكلٍ فلسفته الخاصة وأسلوب تدريبه.

رحيل الشناوي

رحيل أحمد الشناوي إلى بيراميدز الصيف الماضي فتح الطريق أمام جنش ليكون الحارس الأول ويثبت جدارته لكن أزمة الزمالك تمثلت في عدم إيجاد البديل تحسبا لغياب جنش، ودقت هذه الأزمة ناقوس الخطر بعد غياب جنش عن ذهاب نهائي الكونفدرالية بسبب الإيقاف وإصابة بديله عماد السيد، لتحبس جماهير الزمالك أنفاسها مع الحارس الشاب عمر صلاح الذي قدم أداءً جيدا، لكنه يفتقد الخبرات.

ثم أصيب جنش مع منتخب مصر، ليضطر الزمالك للاعتماد على عمر صلاح وعماد السيد العائد من الإصابة، لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال وعكست الأخطاء عدم جاهزية بديلي جنش للعب بشكل أساسي.

ذكريات الماضي

لم تكن أزمة حراسة المرمى في الزمالك جديدة، إذ أن الذاكرة البيضاء، تحمل العديد من الأخطاء الساذجة سواء من خلال أسماء بارزة في تاريخ النادي مثل عادل المأمور وحسين السيد وحتى الثنائي الأشهر في بداية الألفية الحالية عبدالواحد السيد ومحمد عبدالمنصف.

وبطبيعة الحال تأتي المقارنات مع ما قدمه حراس الغريم التقليدي الأهلي على مدار التاريخ علما بأن الأحمر قدم العديد من الحراس للمنتخب الأول على غرار إكرامي “الكبير” وثابت البطل  وأحمد شوبير وكذلك عصام الحضري الحارس الأشهر لسنوات طويلة وأخيرا محمد الشناوي الذي وصل لأفضل مستوياته مؤخرا.