بيتسو موسيماني - الأهلي - الدوري المصري

سبورت 360- اتخذت إدارة الأهلي خطوة مُفاجئة للكثيرين في ملف بديل فايلر، باختيار التعاقد مع المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني أسطورة صن داونز وصانع ربيع أمجادهم في السنوات الأخيرة وبطل العروس الأفريقية عام 2016.

اختيار موسيماني كان غريبًا كون المدرسة الجنوب أفريقية في التدريب لا تحظى بالثقة الكبيرة خارج جنوب القارة، فلن تجد أسماء كثيرة احترفت التدريب خارج الديار من هناك ولن الصيت الكبير في حدود القارة، لكن موسيماني نفسه فرض نفسه كإسم تدريبي مرموق في القارة السمراء بسبب منافسة صن داونز الشرسة في عهده على البطولات الأفريقية، هو الرجل الأسمر الذي قهر الأهلي والزمالك زعيمي أفريقيا بنتائج قياسية، بالخمسة في ربع النهائي بالنسبة للأول وبثلاثية نظيفة مع الثاني في نهائي البطولة، مباراة حسمها موسيماني آنذاك في 46 دقيقة فقط.

رئيس جنوب أفريقيا يهنئ موسيماني بتدريب الأهلي

رئيس جنوب أفريقيا يهنئ موسيماني بتدريب الأهلي

مميزات الخيار “الموسيماني”:

لاختيار الأهلي لموسيماني تحديدًا مميزات عديدة، نبرزها في النقاط التالية:

1- الخبرة الممتازة داخل القارة:

موسيماني لديه خبرة أفريقية عريضة جدًا بعد 8 سنوات مع صن داونز فعل فيها كل شيء، فاز بالدوري الجنوب أفريقي خمس مرات آخرها الموسم المُنقضي وفاز بأربع كؤوس محلية في الجنوب، فاز بدوري الأبطال عام 2016 والسوبر في السنة التالية، خلاف مشاركته في كأس العالم للأندية.

2- معرفته الممتازة للفرق المنافسة “للأهلي”:

صن داونز تحت قيادة موسيماني واجه الوداد المغربي في النسخة الحالية من دوري الأبطال وبمرحلة المجموعات تحديدًا وتعادل معه سلبًا في كازابلانكا في ديسمبر الماضي قبل أن يتفوّق عليه في بريتوريا بهدف في فبراير الأخير وينتزع منه صدارة المجموعة الثالثة بفارق خمس نقاط، وعناصر الوداد لم تتغير كثيرًا منذ مواجهتها موسيماني قبل 8 أشهر والأسماء هي أسمها وهذا سبب مهم لاختياره، فالرجل لن يحتاج لدراسة الوداد كثيرًا.

3- فرصته بالنجاح الأفريقي أفضل من “المتاحين” وراتبه ليس باهظًا:

الأهلي – بعكس الزمالك – لم يكن متاحًا بالنسبة له فكرة التعاقد مع مدرب سابق (نجح لكنه هرب) لكن المدربين السابقين أغلبهم انتهت فترتهم بالإقالة وليس الهروب، اللهم إلا البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي لم تدم فترته طويلًا (3 أشهر فقط) ولم تكن ناجحة بالصورة الصاخبة التي تجعل الإدارة تفكر في استقطابه مُجددًا، ناهيك عن أنه يُدرب فينيزويلا من 8 أشهر فقط ومسألة رحيله تبدو صعبة ومُكلفة.

بقية المدربين الأجانب الذين حظت بهم الدكّة الفنية للأهلي في السنوات الأخيرة انتهى مشوارهم بشكل درامي وبالإقالة، لذا فكرت الإدارة في اتجاهين، مدرب محلي مؤقت أو مدرب أجنبي.

الخيارات المحلية انحصرت في 3 أسماء هي: محمد يوسف، عمادا النحاس أو حسام حسن، الأول الجماهير ترفضه لأن تجاربه الأخيرة انتهت بشكل متواضع، والثاني خبرته لن تسعفه في الفترة القليلة المتبقية ويحتاج لمسيرة أكبر من التي حظى بها – بحسب تفكير الإدارة طبعًا – والأخير عليه خلاف كبير بين الجماهير، لازال البعض يرفضه حتى بعدما تمت تبرئته من خيانة الفريق قبل 20 عامًا، وحتى بعد تجارب الخيانة العديدة التي مرّت بها الجماهير من “ابناء النادي وغيرهم” مُؤخرًا.

على الجانب الآخر فالأسماء الأجنبية التي يُمكن أن تتحملها خزينة الأهلي ليست لها خبرة أفريقية كبيرة، الأرجنتيني كالديرون مثلًا لم يُدرب في أفريقيا أبدًا وكذلك مواطنه أروابارينا، والأخير بالذات راتبه كبير جدًا، طبعًا هناك أسماء ليست واقعية أو منطقية مثل لوتشيانو سباليتي الذي رفض مشاريع كثيرة في إيطاليا وخارجها لرغبته في الحفاظ على تقاضي راتبه الضخم مع إنتر ميلان الإيطالي(4.5 مليون يورو سنويًا) وبالمناسبة عقده هناك لازال ساريًا حتى آخر يونيو المقبل.

4- المرونة التكتيكية:

موسيماني وقتما حصد دوري الأبطال عام 2016 مع صن داونز كان يلعب بنهج تكتيكي 4-2-3-1 بوجود الجناح بيرسي تاو والزامبي الأبرز كاما بيليات، وبعد حدوث “غربلة” للفريق عقب التوهج الأفريقي ورحيل بعض نجوم الفريق وقدوم آخرين جدد غيّر الرجل من فكره ليُناسب العناصر الموجودة، فتحوّلت الخطة إلى 4-4-1-1 عقب وصول الثنائي الأوروجوياني جاستون سيرينو وماوريسيو أفونسو، الأمر ببساطة أنه وجد تحت تصرفه صانع ألعاب بحاسة تهديفية ممتازة وقدم جيدة على المرمى بالإضافة لمهاجم مناطق جزاء رقم 9 كلاسيكي فقرر تغيير الخطة استغلالًا لعناصر القوة ليُظهر فكرًا مرنًا ربما لا يتمتع به الكثير من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب.