صفقة مجنونة، وصف يصلح أن نستخدمه حول انتقال بول بوجبا من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد والذي تقدره وسائل الإعلام بمبلغ 132 مليون يورو.
قيمة الصفقة الفلكية جعلت متابعي لعبة كرة القدم حول العالم في حيرة من أمرهم كون بوجبا ليس صانع أهداف من الدرجة الأولى، وليس هداف، ولم يتوج بالكرة الذهبية سابقاً، ولا يملك الرؤيا الميدانية التي تظهر في عباقرة من أمثال تشافي وألونسو وبيرلو وسكولز.
لكن لو نزعنا الصفقة عن قيمتها الضخمة وجردناها من أي عوامل أخرى سنجد أن انتقال بوجبا إلى اليونايتد بمثابة “ضربة معلم” من مورينيو لعدة أسباب يمكن تلخيصها في 5 نقاط.
1- خلق التوازن في خط وسط الفريق. نقطة في غاية الأهمية ويجب أخذها بعين الاعتبار حين الحديث عن صفقة بوجبا كون الفرنسي قادر على أداء واجب دفاعي جيد وتقديم مردود هجومي مميز في ذات الوقت، بينما يفتقر جميع لاعبي خط وسط مانشستر يونايتد الحاليين لهذه الميزة من شنايدرلين، إلى فيلايني، إلى هيريرا ومخيتاريان وماتا، كل شخص من هؤولاء إما يتميز بالقوة البدنية، أو القدرة على الابداع هجومياً، بينما يجمع بوجبا بين الصفتين. بمعنى آخر بوجبا 2×1.
2- بارع ومتمرس على أداء الهجمة المرتدة. يجب أن لا نغفل بأن فلسفة مورينيو تعتمد دائماً على السرعة في بناء الهجمة أثناء الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، جوزيه يعشق فكرة الانتقال نحو مرمى المنافس في عدد قليل من الثواني وبعدد قليل جداً من التمريرات. وصحيح أن بوجبا ليس أسرع اللاعبين أو أكثرهم ابداعاً في التمرير، لكنه تمرس على أداء الهجمة المرتدة أو السريعة بأفضل طريقة ممكنة أثناء تواجده في يوفنتوس، مما يعني أن مورينيو لن يكون بحاجة لإعادة برمجة بول.
بول بوجبا
3- توفير حل هجومي إضافي يتمثل في التسديد من خارج منطقة الجزاء. إن كان إبراهيموفيتش سيتمركز في خط الهجوم فلن يجد اليونايتد لاعب آخر يساعد بوجبا في تهديد المرمى من مسافات بعيدة.
4- بوجبا سيساعد في منح خط الوسط شخصية وثقافة البطل. اليونايتد يمتلك مجموعة من اللاعبين الجيدين في خط الوسط لكن أياً منهم لا يملك شخصية وثقافة البطل وهذه ثغرة كبيرة في الفريق سيكون مورينيو بحاجة لوقت طويل حتى يسدها. لكن بتواجد بوجبا ستصبح المدة المطلوبة لتطوير شخصية الفريق خصوصاً في خط الوسط قصيرة كون اللاعب حقق عدة بطولات في فريق ناجح، ولعب سابقاً في نهائي دوري أبطال أوروبا ونهائي كأس أمم أوروبا.
5- المثابرة والعناد والطموح الرياضي، بوجبا يملك طموح عظيم يرغب في تحقيقه ومثابرة متواصلة موسم تلو الآخر، هذه صفة تهم أي مدرب في العالم لأنها تضمن له أن يستمر اللاعب في العمل ولا يتوقف طموحه عند حاجز معين.
في النهاية يجب الإشارة إلى أن صفقة بوجبا بمثابة “ضربة معلم” من مورينيو إن نزعناها عن قيمتها الضخمة مالياً، لكن في ذات الوقت لا يعني ذلك بأن نجاح الفرنسي مضمون بنسبة 100% ففي عالم كرة القدم تبقى المفاجآت متوقعة دائماً.
** اقرأ أيضاً: مانشيني والإنتر .. الإقالة الآن أفضل من الندم مستقبلاً
– مهم جداً .. جدول الميداليات وإحصائيات أولمبياد 2016
– اشترك بنشرتنا الإخبارية .. اضغط هنا
