حادثة ميونخ .. القصة الكاملة للحدث الأكثر مأساوية في تاريخ مانشستر يونايتد

أحمد المعتز 02:31 27/04/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • يستعد مانشستر يونايتد قبل مواجهة هادرسفيلد تاون اليوم في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لاحياء ذكرى حادث ميونخ والذي جرى في السادس من فبراير عام 1958.

    من الأشياء المحفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم ومشجعي مانشستر يونايتد خاصة هي حادثة ميونخ الشهيرة التي حدثت في شهر فبراير عام 1958، ولكن ما الذي تسبب في حدوث هذه الواقعة من الأساس؟ هل كان هناك أحداثاً أدت لحدوث هذه المأساة؟ .. دعونا نقص عليكم هذه القصة الحزينة.

    “مانشستر يونايتد هو أكثر فريق رومانسي في تاريخ كرة القدم ، وهذا لن يتغير” .. السير أليكس فيرجسون قال هذه الجملة عن الشياطين الحمر ومعناها منبثق من قصة الفريق فتاريخه الفريد من نوعه هو ما يجعل هذا النادي مميزاً.

    فريق منتصف الخمسينيات الشهير بـ “بازبي بايبس”

    السير مات بازبي

    السير مات بازبي

    الفترات وإنما لانجازاته مع مانشستر يونايتد كمدرب وهو من وضع الفريق على خريطة كرة القدم العالمية في منتصف القرن الماضي.

    مات بازبي ومساعده جيمي مورفي جعلوا مانشستر يونايتد قوة ضاربة بلاعبين شباب (وهو الأمر الذي يعد راسخاً في تاريخ النادي حتى الآن)، مع أنه في ذلك الوقت لم يكن من المرجح الاعتماد على الشباب بل اللاعبين الأكبر سناً والأكثر خبرة لأن في ذلك مجازفة أقل.

    ولكن الثنائي كان لهما فلسفة خاصة ومختلفة في منح الشباب فرصة وبالفعل اكتشفوا العديد من اللاعبين الشباب أشهرهم دنكان إدواردز الجوهرة الإنجليزية والسير بوبي تشارلتون اسطورة مانشستر يونايتد حتى الآن، وبالفعل بنوا صرحاً من الشباب الذي كان متنبأ له أن يغزو أوروبا بمرور الزمن وازدياد خبرتهم.

    وتمكن بازبي من قيادة الفريق لتحقيق مركز الوصيف مع النادي في الأعوام 1947، 1948،1949 و1951 وفازوا بأول بطولاتهم مع الفريق عام 1948 وكان لقب كأس الاتحاد الإنجليزي، ولكن في عام 1952 حقق الفريق بطولة الدوري الإنجليزي والذي كان قد توج به من قبل عام 1911 وهو الأمر الذي يوضح الطفرة التي حققها المدرب الإسكتلندي مع الشياطين الحمر، ومن هنا جاءت الانطلاقة لجيل اليونايتد الشهير الذي بدأ يتكون من عدة أسماء أشهرها دنكان إدوادرز، إدي كولمان، دايفيد بيج وبوبي تشارلتون وغيرهم ..

    فريق مانشستر يونايتد في منتصف الخمسينات

    فريق مانشستر يونايتد في منتصف الخمسينات

    طموح مشروع

    النجاح المحلي لم يكن كافياً لمات بازبي الذي أراد اختبار فلسفته على الصعيد القاري عن طريق بطولة دوري الأبطال والتي لم يكن مرحب باشتراك الأندية الإنجليزية فيها من قبل الاتحاد الإنجليزي نفسه.

    ورأى بازبي أنه بجانب الألقاب المحلية في الأعوام 1952،1956 و 1957 يجب أن يحصد اللقب الأوروبي الأغلى “دوري أبطال أوروبا”، وهو الأمر الذي لم يلق احساناً من المسؤولين عن جدول المباريات في الدوري الإنجليزي بقيادة “هاردايكر” الذي لم يكن معجباً ببطولة دوري الأبطال وكان يرى فيها مضيعة للوقت، وله سابقة في منع تشيلسي من خوض بطولة دوري الأبطال، ولكن فشل في منع اليونايتد بقيادة بازبي الذي رفض أن يرضخ لطلبات هاردايكر بالامتناع عن اللعب في البطولة الأقوى، واتفق الطرفان على أن نادي مانشستر يونايتد سيوفي كل الشروط المطلوبة من قبل الاتحاد الإنجليزي (الشرط الأساسي كان التواجد قبل المباراة بـ48 ساعة في إنجلترا).

    وعلى عكس المتوقع كان اليونايتد يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق ثلاثية ألقاب الدوري، كأس الاتحاد ودوري أبطال أوروبا عام 1958، ولكن وجد بازبي نفسه في معضلة عندما كان مطلوباً منه أن يلعب مباراة ربع نهائي بطولة دوري الأبطال امام فريق ريد ستار بيلجراد اليوغوسلافي (أنذاك لم تكن صربيا منفصلة عن مونتنيجرو) ومطلوب منه العودة في وقت محدد قبل مباراة في الدوري أمام وولفرهامبتون في مطلع الأسبوع، ورفض هاردايكر منح اليونايتد تأجيلاً قبل لقاء وولفرهامبتون ليضطر بازبي للسفر بالطيران للحفاظ على الوقت وتلبية شرط الاتحاد الإنجليزي في التواجد بإنجلترا قبل المباراة

    الفريق قبل الصعود للطائرة

    الفريق قبل الصعود للطائرة

    قائد متهور وثلوج ميونخ

    تمكن مانشستر يونايتد من الصعود لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة ريال مدريد بعد عبوره لريد ستار بيلجراد، وفي رحلة العودة بالطائرة لإنجلترا قبل مباراة الدوري، توقفت الطائرة في ميونخ بسبب قلة الوقود وبعد امتلاء خزان الطائرة حاول قائدها الاقلاع لأكثر من مرة ولكنه فشل بسبب عطل في المحرك، وكانت الأجواء في ذلك الوقت شديدة

    البرودة ممزوجة بأعاصير ثلجية مما كان يصعب الرؤية على قائد الطائرة ليوقف محاولات الاقلاع ويطلب من الركاب النزول لاجراء صيانة على الطائرة.

    ، وعاد الركاب بما فيهم الفريق للطائرة بعد الجزم بأنها قد أصلحت، وحاول قائدها الاقلاع مرة أخرى ولكن هذه المرة ارتطمت الطائرة بسور في نهاية الممشى وتحطم الجناح الأيسر للطائرة، لتهبط وتصطدم بمخزن كما قيل في بعض الروايات.

    وبدأت محاولة اخراج الركاب من الطائرة في موقعة كان بطلهاة حارس مانشستر يونايتد أنذاك هاري جريج والذ نجا من حادث الطائرة رفقة المدرب مات بازبي وبوبي تشارلتون، وللأسف لقى العديد من لاعبي مانشستر يونايتد حتفحهم في هذا اليوم.

    زهور مانشستر

    وتوفي في ذلك اليوم كل من دنكان إدواردز، روجر بيرن، إدي كولمان، مارك جونز، بيلي ويلان، جيوف بينت، دايفيد بيج وتومي تايلور السادس من فبراير عام 1958 لتبكي إنجلترا على ضياع جيل من الشباب كان كفيلاً بالارتقاء بكرة القدم الإنجليزية في ذلك الفترة على الصعيد العالمي.

    ضحايا حادثة ميونخ

    ضحايا حادثة ميونخ

    ما بعد الحادث

    كانت ادارة النادي قد استقرت على إنهاء النشاط الرياضي لمدة غير معلومة فكانت الحالة النفسية السيئة تخيم على كل من يعمل بداخل النادي، وكاد أن ينتهي اسم نادي مانشستر يونايتد.

    نجى مدرب الفريق مات بازبي كذلك من الحادث وبعد استعادة عافيته عاد للعمل مجدداً مع جيمي مورفي وقاموا ببناء الفريق بوجود بوبي تشارلتون، وتمكنوا من العودة بقوة فمنصات التتويج في منتصف الستينات قبل الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا والتي كانت بمثابة الحلم عام 1968 ليكون اليونايتد أول من فاز بها في إنجلترا بعد الفوز على بنفيكا في نهائي البطولة بقيادة الثلاثي المقدس (تشارتون، دنيس لو وجورج بيست)، ومنح كل من مات بازبي وبوبي تشارلتون لقب السير بعد ذلك.

    تمثال الثلاثي المقدس أمام ملعب أولد ترافورد ووجود تشارلتون ولو والسير أليكس فيرجسون

    تمثال الثلاثي المقدس أمام ملعب أولد ترافورد ووجود تشارلتون ولو والسير أليكس فيرجسون

    السر في عشق جماهير اليونايتد للفريق هو تاريخه العاطفي، وهذا ما أكده أيقونة التدريب السير أليكس فيرجسون عندما قال “مانشستر يونايتد هو النادي الأكثر رومانسية في عالم كرة القدم  وهذا لن يتغير”، لذلك مانشستر يونايتد من أكبر الأندية جماهيرياً على مستوى العالم.