“لا يوجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار” ليس مجرد بيت شعر قاله الراحل الفنان نزار قباني، وليس لحن اعتدنا سماعه بصوت كاظم الساهر بل هو واقع للفكر الكروي في مانشستر يونايتد تحت إمرة لويس فان جال لكن مع تعديل بسيط “لا يوجد منطقة وسطى ما بين النار أو الرماد”.

المدرب الهولندي التصق به لقب “الملل” في الموسم الحالي، فلا أداء يقنع ويرضي العشاق، ولا هجوم يمتع ويخلق الفرص على المرمى، لكن حينما أراد المدرب المشاكس تحرير لاعبيه قليلاً تخلى عن أساسيات كرة القدم الدفاعية ليفقد فريقه التوازن ويصبح يصنع الفرص لكن لا يعرف كيف يتفادى ضربات الخصم عن مرمى دي خيا.

اليونايتد واجه سندرلاند بلاعبي ارتكاز منطقياً (شنايدرلين وكاريك)، لاعبين من المفترض أنهما متخصصين في الأداء التكتيكي، إغلاق المساحات أمام خط الدفاع، تكسير هجمات الخصم السريعة، ورغم أن كلا اللاعبين استعادا الكرة من الخصم بما فيه الكفاية إلا أن الأداء التكتيكي وتنظيم الأدوار فيما بينهما كان غائب بنسبة كبيرة.

شنايدرلين وكاريك تركا ظهيري مانشستر يونايتد في مرمى نيران هجمات سندرلاند المرتدة والسريعة، كما أنهما لم يغلقا المساحات خلف الظهيرين حينما يتقدم أحدهما نحو أداء الواجب الهجومي، الأمر الذي جعل الوصول إلى مرمى دي خيا سهلاً ويسيراً على لاعبي سندرلاند، بينما المدرب الهولندي لم يحرك ساكناً ولم يحاول اجراء تغيير تكتيكي بإشراك هيريرا وسط الملعب مثلاً بل لجأ إلى اشراك ديباي كتبديل تقليدي بحت.

original (1)

سندرلاند ليس بذلك الفريق السريع ولا هو الفريق المبادر هجومياً لكن المساحات التي تواجدت بين خط دفاع اليونايتد وخط وسطه سهلت كثيراً من مأمورية رجال سام ألاردايس للانطلاق بالكرة، التوغل، ارسال الكرات العرضية، والوصول بالتالي لمنطقة الجزاء ببساطة ودون تعقيدات.

وفي الحقيقة اللوم لا يقع على كاريك وشنايدرلين فحسب إنما على منظومة الفريق ككل وعقلية اليونايتد، كرة القدم الحديثة لا تعرف شيء اسمه الدفاع بأربعة لاعبين فكل لاعب بوسط الملعب أو الهجوم له دور محدد لاستعادة الكرة وإغلاق المساحات أمام لاعبي الخصم يتكامل مع زميله، لكن في اليونايتد الأمر يتحول إلى عشوائية، الأمر قائم على المبادرات الفردية وليس التنظيم.

ومن المستغرب أن يكون الوصول إلى مرمى مانشستر يونايتد سهل نسبياً في الكرات الثابتة كون المدرب الذي يتولى قيادته يعرف أنه من أصحاب “الفكر المتحفظ” في عالم كرة القدم، الأمر لا يتعلق بهدفي سندرلاند فحسب بل في أداء الفريق خلال الموسم الحالي ككل فيما يتعلق بسهولة ضربه بالكرات الثابتة.

باختصار حلول اليونايتد في عهد الهولندي اثنين، أحلاهما مر وأسوأهما علقم والنتيجة واحدة بنهاية المطاف، هزيمة مع سبق الاصرار والسعي والمحاولة، هذا ما جناه فان جال على اليونايتد وما جنينا على أحد.

* * اقرأ أيضاً: أول هدف عربي في شباك مانشستر يونايتد منذ 2006