كارلو انشيلوتي

أسامة شاهين – الإيطالي كارلو أنشيلوتي والذي يعتبر بدون أدنى شك  أحد أهم المدربين على الساحة الأوروبية ,أثار الجدل بعد كتاب “القيادة الهادئة ” الذي أصدره في أيار \مايو الماضي وكشف فيه العديد من الأسرار خلال مسيرته التدريبية.

مسيرة تدريبية قاد خلالها أندية ميلان وريال مدريد و باريس سان جيرمان و يوفنتوس وتشيلسي وأشرف على تدريب كبار نجوم اللعبة كباولو مالديني و كريستيانو رونالدو و زلاتان إبراهيموفيتش و ديفيد بيكهام و ريفالدو و العديد من النجوم الآخرين.

أنشيلوتي و قبل تجربته الجديدة التي سيخوضها مع النادي البافاري ,يسرد سيرته الذاتية  ويكشف ما حدث خلف الكواليس في أهم محطاته التدريبية اليوم نبدأ بمحطة أسبوعية لترجمة أهم أجزاء هذا الكتاب المثير والممتع .

كتاب أنشيلوتي

لماذا اشتكى غاريث بيل؟

vllkyt5tgo4duaeif.fe277036ancelotti-and-gareth-bale

تحدث أنشيلوتي عن الصدام الأول مع بيريز حول غاريث بيل:

في أحد صباحات شهر آذار\مارس ,تلقيت اتصالاً هاتفياً من المدير العام في النادي أخبرني بأن الرئيس بيريز يود التحدث معي في نهاية التدريب. كان ذلك أمراً غير اعتيادياً.

عندما زرت الرئيس ,أخبرني بأن وكيل أعمال بيل كان في زيارة إلى مكتبه للتحدث بشأن ما سمّاه ” موقع غاريث بيل “.

في وقت سابق من نفس العام ,في الرابع من كانون الثاني \يناير الماضي ,قمت باستبدال غاريث بيل في المباراة ضد فالنسيا التي أنهت سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققناها .وقد تم إبلاغي عن الرئيس قوله:

“استبدال بيل يعني مهاجمتي ,حالما قام هو (أنشيلوتي) باستبدال غاريث بعد أن عاتبته سابقاً ,هذا يعني أنه لا يفهم ما أريد ,كارلو منذ ذلك الوقت خسر ثقتي ”

وكيل بيل قام بالتحدث عن أشياء كثيرة في كانون الثاني \يناير ربما لأنه شعر أنه في موقف قوة بعد أن تحدث إلى الرئيس و عرف موقفه.و الآن قام بإخبار الرئيس أن بيل ليس سعيداً بموقعه وأنه يريد أن يلعب في وسط الملعب أكثر .

سألني الرئيس عندما قابلته عن ماذا سنفعل بهذا الخصوص , قلت له على الفور “لا شيء”.

لقد كان من المستحيل أن أقوم باستبدال مركز بيل في هذه المرحلة من الموسم لأنه سيتعين عليّ تغيير المنظومة بأكملها و تغيير مواقع عدة لاعبين حوله. أعربت للرئيس عن صدمتي أن بيل لم يحدثني مباشرة بهذا الخصوص.لقد توقعت أن اللاعب سيأتي ليراني ويتحدث معي لأنني دائماً أتجنب الحديث مع الموكلين.

في وقت لاحق من الموسم ,أجبت الصحفيين على تعليقات وكيل بيل المتكررة ,قلت أنه من الجيد لو كان وكلاء الأعمال هادئين و أن يلتزموا الصمت.

carlo-ancelotti_1376224c

مشكلة مشابهة في الميلان :

إحدى المرات على سبيل المثال ,واجهتني مشكلة في اختيار ثلاثة من أربعة لاعبين رائعين (بيرلو ,سيدورف ,كاكا ,روي كوستا)  قضيت الكثير من الوقت في التحدث إليهم و أخبرتهم أن عليهم أن يفكروا بطريقة ما ليلعبوا سوياً أو أن أحدهم سيجلس على دكة البدلاء.في النهاية توصلنا الى الماسة و التي يقوم من خلالها كاكا و بيرلو بتبديل أماكنهم ,بيرلو في عمق الملعب و كاكا أكثر تقدماً إلى الأمام.

هذه الخطة (4-4-2) بطريقة الماسة قدمت للعالم ريكاردو كاكا أفضل لاعب في العالم في ذلك الوقت عبر موقعه على رأس الماسة ,مما منحه فرصة تسجيل وصنع المزيد من الأهداف التي سمحت للفريق بالفوز.

حديث أنشيلوتي و بيل:

في مدريد أخبرت الرئيس بأنني أريد التحدث مع بيل بنفسي ,وهذا ما قمت به في اليوم التالي بعد انتهاء التمرين.

قلت لبيل بأني على علم بما جرى بين وكيل أعماله و الرئيس ,و سألته لماذا لم يأتي للتحدث معي عما يريد؟

أجابني:

– “نعم ,حسناً لا يوجد مشكلة ”

ثم شرحت له ما قلت للرئيس سابقاً ,بأنه من غير الممكن تبديل موقعه حالياً لأن ذلك يحتاج إلى تبديل كلي في الخطة ,من الممكن أن نجري بعض التعديلات في الموسم التحضيري في الصيف و لكن ليس الآن .كنت واضحاً جداً معه.

كنا قد وجدنا شكل الخطة و التي نجحت وانتصرنا بها في الموسم الأول ,اعتمدت بشكل أساسي على  لاعبي جناح رونالدو و بيل يقومان بالمبادلة لتحويل اللعب بأسرع وقت ممكن ,هذا كان محور أسلوبنا في اللعب.

اللاعبون دائماً ما يكونون غير راضين أو مقتنعين ويعتقدون أنهم يرون الأشياء أفضل عبر أفق الملعب.في بعض الأحيان يصل بعض اللاعبين إلى مستوى عالي بسبب ميزات و مهارات يمتلكوها ,يريدون أن يصبحوا الأفضل لذلك يحاولون أن يقوموا بالأشياء بشكل مختلف ,متناسين ما هي الأشياء التي ساعدتهم في الوصول إلى ما هم عليه الآن .

غاريث بيل لاعب عالمي و يملك قدرات مذهلة و كل ما كنت أحاول أن أفعله هو مساعدته على استغلال هذه القدرات , بالمناسبة أنا أكثر كفاءة من موكله و من الرئيس لمساعدته على تحقيق ذلك ,تلك مهمتي. أنا أحب العمل مع اللاعبين لأصنع الأفضل لهم و للفريق.

العلاقة مع بيريز في نهاية الموسم الثاني:

carloancelottiflorentinoperez-cropped_1qpl4amcbje6x19bqljavdj6fv

على كل حال العلاقة مع الرئيس لم تعد كما كانت في السابق . في نهاية الموسم الأجواء كانت إيجابية في غرفة الملابس على الرغم من أننا لم نفز بشيء.وصلنا إلى نصف نهائي دوري الأبطال و حطمنا العديد من الأرقام القياسية و علاقتي مع اللاعبين كانت جيدة و سعيدة حتى اللاعبين الجدد بدؤوا بالتأقلم .اللاعبين المهمين في التشكيلة كانوا في طريقهم للعودة من الإصابة .

كان هناك ثقة كاملة بأننا سنكون في موقع مميز للمنافسة على جميع البطولات ,فقط كنا نحتاج بعض التحسينات الضرورية.

و لكني أعتقد بأن الرئيس كان قد اتخذ قراره قبل نهاية الموسم ,في مدريد علامات النهاية مشابهة لما كانت عليه في

تشيلسي :لن يناقشوا معك أي شيء يتعلق بالمستقبل أو أي خطط مقبلة ,كان هناك شعور مختلف ,العلاقة مع الإدارة تختلف اختلافاً كاملاً عما كانت عليه في السابق.

كما نعلم الآن ,لم يعد هناك موسم مقبل لي في مدريد .عندما وصلت الأنباء بأن حقبتي في البرنابيو انتهت ,كنت قد توقعت ذلك قبل الإعلان بأسابيع .لم تكن المرة الأولى التي تتم فيها إقالتي و غالباً لن تكون الأخيرة.ذلك جزء من هذا العمل .

تقييم أنشيلوتي لموسميه مع ريال مدريد :

كانت على العموم بداية موفقة ,في الموسم الأول فزنا بالعاشرة المقدسة التي انتدبني من أجلها الرئيس ,نجحت في دمج غاريث بيل (المنتقل بصفقة قياسية )في خطة الفريق و أصبح جزء متمم لكريستيانو رونالدو ,ساعدت أنخيل دي ماريا في إعادة اكتشاف نفسه و بعثت الروح من جديد في لوكا مودريتش و أصبح اللاعب الأكثر أهمية بعد رونالدو .

في الموسم الثاني كانت الأمور أفضل في البداية ,حققنا اثنين و عشرين انتصاراً متتالياً في إنجاز غير مسبوق ,ولكن الاستسلام للإصابات والسياسات في النادي جعلتنا نخسر كل شيء في النهاية.فقط بعد مرور 12 شهراً على تحقيق العاشرة من المحاولة الأولى ,دفعت الثمن و خسرت عملي .

و كما يقول قينو كورليون في واحد من أفلامي المفضلة “العرّاب”:االأمر ليس شخصياً ,الأمر يتعلق فقط بالبزنس