رونالدو يروض الكرة قبل تسجيل الهدف الثاني في شباك برشلونة

انتصار هام جداً حققه ريال مدريد في عقر دار برشلونة كامب نو، انتصار انتزعه الريال من فم الأسد وفي عقر دار الفريق الأقوى في أوروبا مما شكل مفاجأة غير منتظرة في ظل ضعف الريال في الموسم الحالي خلال المواجهات الكبرى.

الريال استحق الانتصار حيث كان الطرف الأفضل والأقوى والأكثر تنظيماً والأعلى مهارة أيضاً، فيما قدم البرسا مستوى جيد في بعض فترات المباراة رغم أنه أنها بأسوأ مستوى له خلال الموسم.

انتصار الريال يمكن تلخيصه بسبع ملاحظات:-

1- ريال مدريد لعب بجدية أكبر، رغبة أكبر، حماس أكبر، في الوقت الذي أظهر فيه برشلونة بعض التراخي الأقرب لـ “اللا مبالاة” خصوصاً في الدقائق العشر الأخيرة. الريال حينما كان يضغط بقوة لم نشاهد عودة من لاعبي البرسا للدفاع عن مرماهم والحفاظ على التعادل كأضعف الإيمان، على عكس الريال الذي كان يدافع كفريق ويقاتل كفريق. الفريق الجدي والمنضبط دائماً يحقق الانتصار.

2- العامل البدني للاعبي ريال مدريد في تحسن مستمر على عكس برشلونة. نقطة هامة يجب الإشارة إليها، الريال كان ينهار بدنياً في الربع ساعة الأخيرة من كل مباراة في الموسم الحالي، لكن منذ مجيء زيزو نشاهد أن المدرب يركز في تصريحاته على أن لياقة اللاعبين بدنياً يجب أن تتحسن، العمل البدني المستمر شاهدنا اليوم ثماره حيث سيطر الريال على مجريات الشوط الثاني بل أنه سجل هدفه الثاني بعشرة لاعبين! بالمقابل فإن البرسا مرهق جراء تراكم المباريات ولأن الريال استنزفه أيضاً في الشوط الأول.

3- ريال مدريد منظم ومنضبط تكتيكياً (باستثناء أول 25 دقيقة). زيدان لعب بأسلوبين دفاعيين، الأول الضغط على برشلونة في مناطقه وهذا ما لم ينجح به حيث ترك المساحات شاسعة في الخلف كاد برشلونة أن يستغلها بتسجيل هدف أو اثنين.

الأسلوب الثاني والذي كان أكثر نجاعة تمثل في التموقع خلف خط الوسط بعشرة لاعبين وبخطة 4-5-1 (بنزيما مهاجم وحيد) والتي تتحول أحياناً إلى خطة 4-2-3-1 (كاسيميرو ومودريتش لاعبي ارتكاز). هذا الأسلوب قلل المساحات أمام برشلونة كما أنه عالج مشكلة الفراغ المتواجد بين خط الدفاع وخط الوسط والذي يبدو أن لويس إنريكي كان يصمم خططه من أجله بوضع سواريز وميسي ونيمار في العمق دائماً. الريال عالج مشاكله في وسط الملعب في الوقت الذي كان فيه برشلونة ينتظر الخطأ في العمق.

1459620470_758702_1459628068_album_grande

4- الجناح الدفاعي خلف الظهير. أهم نقطة تكتيكية لزيدان وأهم نقطة تؤكد عطاء ورغبة وتفاني لاعبي ريال مدريد على أرض الملعب، اليوم تناوب كريستيانو رونالدو وجاريث بيل على أداء دور الظهير الثاني خلف داني كارفاخال على الجبهة اليمنى بحيث يعملون على إغلاق المساحات خلف زميلهم أثناء انطلاقات جوردي ألبا، هذه العملية جعلت برشلونة مجبراً على انتظار خطأ ريال مدريد في العمق والذي لم يحدث.

على الجناح الأيسر لعب دور الظهير الثاني الألماني توني كروس حيث كان يعمل على مراقبة انطلاقات نيمار أو ميسي أو حتى داني ألفيس خلف الظهير منتظرين تمريرة الزميل الساقطة على أطراف منطقة الجزاء، بذلك أغلق زيزو كل المنافذ باتجاه مرماه وسط تفاني لاعبيه في تطبيق أسلوب تكتيكي محكم.

5- عودة الحياة لهجمة ريال مدريد المرتدة. الريال يملك قدرات مميزة جداً في الهجمات المرتدة منذ عهد جوزيه مورينيو، لكن هذه القدرات الكامنة تم دفنها منذ موسم 2014\2015، اليوم زيزو أحيا هذه الأفكار عبر أمرين، الأول يتمثل في نقل الكرة سريعاً على الرواق الأيسر نحو مارسيلو ليعمل البرازيلي على الاختراق من الجناح نحو العمق محرراً بالتالي رونالدو وبيل على الأطراف.

والثاني يتمثل في انطلاق رونالدو وبيل بأنفسهما واستغلال سرعتهما على الأطراف، أو انتظار التمريرة الطويلة من الزميل في مناطق برشلونة . هذا الأسلوب مكن الريال من خلق العديد من الفرص على المرمى ومنه أتى الهدفين. فيما قابله ضعف من دفاع برشلونة معروف كالعادة في التعامل مع هجمات الخصم المرتدة.

6- برشلونة لم يستغل الفرص السانحة له. البرسا سيطر على المباراة تماماً أول 20-25 دقيقة وكان يجب عليه تسجيل هدف أو هدفين، لو فعل ذلك لانهار الريال مبكراً.

7- لويس إنريكي لم يعالج مشاكل فريقه في الوقت الذي أظهر فيه الريال قدرة أكبر على السيطرة في وسط الملعب وشن الهجمات المرتدة. صحيح أنه أشرك أردا توران لكن خطؤه تمثل في اشراك التركي مكان راكيتيتش وليس مكان مهاجم، توران يستطيع اللعب كجناح مهاجم في الحالة الهجومية ثم يتحول للاعب خط وسط رابع في الحالة الدفاعية مما يغلق المساحات على ريال مدريد أثناء الانطلاق بالهجمات المرتدة. خطأ تكتيكي غير مبرر من لويس مكن الريال من فرض سيطرته تماماً على اللقاء.