بيريز مطالب بتقديم استقالته إن لم يحقق ريال مدريد أي لقب

الأندية تبحث طويلاً عن مدرب يستطيع ضبط الفريق وتوحيد اللاعبين ويجعل الجميع سعداء حتى الذين لا يشغلون المركز الأساسي في الفريق، كارلو كان هناك إجماع من جميع اللاعبين على أهليته وأحقيته بتدريب ريال مدريد وهذا أمر من الصعب جداً جداً حدوثه في الفرق الكبرى وخصوصاً الريال.

لكن بيريز رأى أن فريقه مستقر، المدرب يدعمه اللاعبون، ووسائل الاعلام تساند المدرب وتقنن في انتقاده ولا تستخدم الانتقاد سوى حين الحاجة له، فقرر ضرب وحدة فريقه وشن حرب مع الاعلام واللاعبين والجماهير بإقالة المدرب! تصرف ديكتاتوري أحمق يتحمل مسؤوليته الرئيس ومجلس إدارته بشكل عام.

الغريب أن أنشيلوتي لم يتميز بالعمل النفسي والمعنوي فقط، بل تميز أيضاً بالعمل التكتيكي في دوري أبطال أوروبا، كما أنه كان قريب من تحقيق لقب الدوري الاسباني في مناسبتين لكن دكة البدلاء خانته ولم تقدم له العناصر في المراحل الأخيرة التي تمنحه الانتصارات حينما تعرض الفريق لعدة إصابات، كارلو كان يستطيع تحقيق الألقاب في الموسم الحالي لو استمر في بناء مشروعه الذي أجهضه بيريز.

نتيجة هذا القرار أن حال ريال مدريد أصبح أسوأ بكثير عما كان عليه تحت إمرة أنشيلوتي!

2- تعزيز صلاحيات خيسوس أولمو رئيس الخدمات الطبية.

الموسم الماضي طلب المدرب أنشيلوتي وأبرز نجوم ريال مدريد من خوسيه أنخيل سانشيز معاون فلورنتينو بيريز تعيين مدير خدمات طبية جديد بعد انتشار الاصابات في صفوف الفريق، المدرب واللاعبون أكدوا بأن رئيس الخدمات الطبية هو السبب الأساسي في الاصابات التي جعلت الريال يخرج خالي الوفاض من الألقاب.

لكن بيريز بقرار تعسفي قرر الاطاحة بالمدرب أنشيلوتي والإبقاء على خيسوس أولمو بل وتعزيز صلاحياته المطلقة، الطبيب قرر الاستغناء عن العديد من المعالجين الفيزيائيين الذين عملوا بالنادي لسنوات وعين طاقم جديد وأطباء جدد بنية إصلاح الخلل.

لكن ما هي نتائج هذا القرار؟ 21 إصابة ما بين العضلية والأربطة، عدم القدرة على تشخيص العديد من الإصابات مثل إصابة كيبلير بيبي التي أخذ أولمو وكادره 10 أيام حتى استطاعوا تشخيصها، أي أن المدافع بقي 10 أيام دون تحديد برنامج تأهيلي لمعالجته! بالإضافة إلى إعداد برنامج تأهيلي غير مناسب لعلاج الإصابات والدليل أن جاريث بيل كان من المفترض مشاركته في لقاء روما بذهاب دوري الأبطال والآن مرشح للغياب عن لقاء العودة!

الإصابات اجتاحت صفوف الريال بشكل أكبر مع أخطاء فاضحة في علاجها والنتيجة فقدان الفرصة لحصد لقب الليجا.

3- تفكيك العامود الفقري لريال مدريد.

حينما تملك الأموال فالأفضل أولاً هو الحفاظ على العامود الفقري للفريق وتعزيزه بعناصر أخرى جديدة، هذا ما تفعله الأندية الكبرى التي تملك الأموال، فمن الصعب السماح للاعب بالرحيل وهو يشكل ركيزة أساسية في نجاح الفريق، مثلاً برشلونة لم يتخلى عن تشافي سوى حينما أصبح مستواه أقل بكثير من مستوى البرسا.

لكن بيريز فعل العكس، فقبل أن ينسف وحدة غرف خلع الملابس بإقالة أنشيلوتي وقبل أن يفاقم المشاكل الطبية بالنادي بقراراته التعسفية، ارتكب الخطأ الأول بتفكيك العامود الفقري للريال بالتخلي عن مسعود أوزيل ثم أنخيل دي ماريا وتشابي ألونسو.

ربما نستوعب رحيل أحد هذا الثلاثي، لكن أن يرحلوا ثلاثتهم سوياً وفي فترة واحدة وهم عماد التشكيلة الأساسية فهذا يعد انتحار لأي فريق.

حينما تخلى الريال عن ألونسو ودي ماريا حذرت من أمر هام جداً يتعلق بأداء خط الوسط دفاعياً، ألونسو لاعب خط وسط دفاعي ودي ماريا مستعد أن يضحي من أجل الفريق، نتائج قرار بيريز نشاهدها اليوم بوجود مساحة فارغة تماماً بين خط الدفاع وخط الوسط لا تجد من يشغلها وهي أحد أهم الأسباب في تلقي الفريق هزائم متكررة.

وربما نسأل أنفسنا سؤال جوهري هنا، كيف سيكون حال ريال مدريد بتواجد ألونسو مع كروس وسط الملعب الموسم الماضي حينما تعرض مودريتش لإصابة طويلة الأمد، وهل كان الفريق سيفقد اتزانه؟ ألونسو تقدم بالعمر نعم لكنه كان سيخدم الريال في وسط الملعب على الأقل لحين تسليم الراية لمن خلفه مثلما فعل تشافي الذي سلم الراية لإنييستا وراكيتيتش قبل الرحيل.

ونستطيع القول الآن:-

بيريز فعل بريال مدريد ما سيفعله أي عدو للنادي تماماً، وجد فريقه قوي ومتحد ويملك ركيزة أساسية تصنع له شخصية على أرض الملعب فبدأ بتفكيك لبناته واحدة تلو الأخرى، كل شيء إيجابي يلغيه وكل شيء سلبي يعظمه ويمنحه أدوار أكبر.

وما دام اتخذ هذه القرارات بفردية تامة مع مجلس إدارته، وما دامت هذه القرارات هي السبب الرئيسي والأساسي لفقدان الألقاب الموسم الماضي، فيحنها نقول أن الرئيس يجب أن يرحل عن النادي في حال لم يحقق الفريق الألقاب للموسم الثاني على التوالي لأن حينها سيكون قد حصل على فرصته كاملة ولا يستحق الحصول على فرص أخرى.

** اقرأ أيضاً: برشلونة يكسر قوانين المنطق .. لا يوجد تفسير سوى الاختلاف