ريال مدريد - كأس السوبر الأوروبي

سبورت 360 – تُوج ريال مدريد بلقب السوبر الأوروبي على حساب آينتراخت فرانكفورت الألماني، وذلك بعد فوزه في المباراة التي جمعت الفريقين بهدفين نظيفين، سجلهما كل من ديفيد ألابا بحلول الدقيقة 37، والمهاجم الفرنسي كريم بنزيما عند الدقيقة 65.

وافتتح ريال مدريد الموسم بأفضل طريقة ممكنة، وواصل إنجازاته الاستثنائية التي حققها في الموسم الماضي، كما أنه كان الطرف الأفضل في المباراة على الصعيدين الدفاعي والهجومي في معظم الأوقات.

ورغم تحقيق ريال مدريد الانتصار بسهولة نسبياً في مباراة كانت تثير بعض القلق لدى الجماهير والصحافة، لكن الفريق لم يقدم أداءً مثالياً معظم الوقت. وفي هذا التقرير سوف نستعرض أبرز الملاحظات التي يمكننا استنتاجها من لقاء اليوم.

ريال مدريد مخنوق في أول نصف ساعة

كارلو أنشيلوتي أصر على البدء بالتشكيلة الأكثر توازناً والأكثر خبرة، عبر الاعتماد على ثلاثي خط الوسط المعتاد، والدفع بفيديريكو فالفيردي كجناح أيمن ويتحول في الكثير من الأحيان ليصبح لاعب خط وسط رابع، وفي الامام دفع بكريم بنزيما وفينيسيوس جونيور. بينما لم نشهد أي تغييرات على الخط الخلفي، حيث ظلّ الوافد الجديد أنتونيو روديجر على مقاعد البدلاء.

خيارات أنشيلوتي كانت متوقعة، وربما يراها البعض منطقية بحكم أن الفريق يخوض أولى مبارياته في الموسم. لكن بعد بضعة دقائق، اتضح أن ريال مدريد يعاني من عدة مشاكل هجومية، تمثلت بانعزال كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور عن بقية اللاعبين.

فرانكفورت لم يمارس ضغط عالي على ريال مدريد، لكنه كان يضغط في خط الوسط ويمنع الفريق الملكي من الوصول إلى الثلث الهجومي. كما تم إحكام الرقابة بشكل كبير على فينيسيوس جونيور الذي لم يجد أي مساندة من فيرلاندي ميندي أو لاعبي خط الوسط. أما بنزيما فوجد نفسه بعيداً عن منطقة اللعب، وحتى عندما كان يحاول العودة لاستلام الكرة، كان يتسبب هذا في انخفاض الكثافة العددية للريال في مناطق فرانكفورت.

بالطبع هدف ديفيد ألابا حرر ريال مدريد بشكل كبير، وأفقد فرانكفورت تركيزه، لأن استراتيجية الفريق الألماني باستدراج الريال ثم ضربه بالمرتدات لم تعد منطقية بعد تأخره بالنتيجة، ولذلك بدأنا نشاهد رجال المدرب كارلو أنشيلوتي أكثر إبداعاً بعد ذلك، لأنهم حصلوا على المساحات التي بحثوا عنها طويلاً.

السبب وراء تخبط ريال مدريد خلال النصف ساعة الأولى يعود إلى عدم وجود جناح أيمن حقيقي، صحيح أن فيديريكو فالفيردي قام بانطلاقة جيدة كاد أن يُسجل هدف عن طريقها بأقدام بنزيما، لكنه لم يتمركز كلاعب جناح حقيقي، وأدواره الأكبر اقتصرت على تغطية تقدم لوكا مودريتش في الحالة الهجومية.

كانت مهمة ريال مدريد لتكون أسهل لو لعب رودريجو في مركز الجناح الأيمن، وشارك فالفيردي بدلاً من لوكا مودريتش أوتوني كروس، أو حتى جلس على مقاعد البدلاء وتم الاعتماد عليه في الشوط الثاني. لأن الفريق كان بحاجة لفتح الملعب وخلق أكثر من مصدر للخطورة في ظل الرقابة الشرسة على فينيسيوس جونيور.

ريال مدريد ليس عدوانياً بما يكفي

نقطة تحدثنا بها كثيراً الموسم الماضي، وما زالت لم تعالج من قبل كارلو أنشيلوتي. حيث شاهدنا كيف كاد الفريق أن يستقبل الهدف الأول ويصعّب الأمور على نفسه لولا تألق تيبو كورتوا في أكثر من لقطة.

ورغم تواجد 4 لاعبين في خط الوسط، لكن مشكلة الريال مع كارلو أنه ليس عدوانياً بما يكفي عندما تكون الكرة بحوزة المنافس، ودائماً ما نجد تكاسل بالضغط أو الرقابة، وأحياناً نشهد اتكال بعض اللاعبين على زملائهم بالتغطية. وهذا يتسبب في اتاحة المساحات للخصم عندما يقطع الكرة ويرتد بسرعة.

الفترة الذهبية لريال مدريد

أفضل صورة لريال مدريد يمكن لكارلو أنشيلوتي البناء عليها هذا الموسم تجسدت منذ لحظة تسجيل الهدف الأول، وحتى لحظة تسجيل الهدف الثاني. فهذه النصف ساعة تقريباً كانت الأفضل للفريق والأكثر متعة.

خلال هذه الفترة، شاهدنا عودة التناغم بين بنزيما وفينيسيوس جونيور بعد أن كان مفقوداً خلال النصف ساعة الأولى وفي المباريات التحضيرية أيضاً. كما ظهرت قدرة لاعبي خط الوسط بشكل أكبر على تقديم الإضافة الهجومية، وتحديداً كاسيميرو وتوني كروس.

الكثافة الهجومية التي لعب بها ريال مدريد بين الهدف الأول والثاني هي ما يجب أن يعتمدها كارلو أنشيلوتي في معظم المباريات ومنذ الدقيقة الأولى، لأن الفريق لن يكون الفريق محظوظاً دائماً بتسجيل هدف من كرة ثابتة ليجبر الخصم على الخروج من مناطقه.