لم يعد يخفى على أحد أن برشلونة يعاني كثيراً كلما ابتعد عن ملعب كامب نو خلال الأسابيع الماضية، رجال المدرب لويس إنريكي يحققون الانتصارات بصعوبة خارج الديار مجدداً لكنهم يواصلون بذلك تصدرهم المريح للدوري الاسباني في طريقهم نحو التتويج باللقب.
الانتصارات السابقة كنا سنعتبرها أمر طبيعي لو لم يكن المتصدر اسمه “برشلونة” .. وبمعنى أصح، لو لم يكن البرسا مرعباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى على أرضية ملعبه كامب نو، فريق إنريكي يقدم أداء هزيل حقاً في حال قارناه بالأداء العظيم بين جماهيرهم، فمنذ مواجهة فالنسيا في الليجا في 5 ديسمبر الماضي حقق 3 انتصارات خارج الملعب بفارق هدفين وبصعوبة، بينما حقق باقي الانتصارات بفارق هدف وبصعوبة أكبر الأمر مع التعادل في 3 لقاءات، الذي يدفعنا للتساؤل، هل هي واقعية أم ارهاق أم استهتار؟
واقعية
نستطيع القول أن برشلونة إنريكي أكثر واقعية من برشلونة جوارديولا وهذا الأمر نعرفه منذ الموسم الماضي، مثلاً اليوم ضد لاس بالماس شاهدنا برشلونة يدافع ويتراجع للخلف في الشوط الثاني لادخار المجهود والحفاظ على الانتصار، صورة لم نكن نعرفها عن البرسا سابقاً.
واقعية إنريكي ضرورية في ظل وجود خلل في خط دفاعه بالإضافة إلى اضطراره لإراحة بوسكيتس الأمر الذي يتطلب منه الحفاظ على الانتصار بأقل الخسائر وضمان صدارة الليجا، تقديم الأداء الممتع ليس أمر ضروري في فترة مزدحمة بالمباريات وتتعدد فيها الضغوطات خصوصاً أن فريقه يقدم أداء راقي في كامب نو أمام الجماهير وهذا هو الأهم.
ارهاق
واقعية إنريكي هي المؤثر الأبرز على أداء برشلونة خارج الملعب والتي تجعله يوفر ابداعه ومجهوده لمباريات الديار لإمتاع جماهيره، لكن هذا لا يعني أن الفريق ليس مرهقاً.
عدم قيام سواريز وميسي ونيمار بالدور الدفاعي الذي عودونا عليه في الموسم الماضي انعكس سلباً على قدرات الفريق دفاعياً مما جعل لاس بالماس يظهر كند حقيقي للبرسا، هذا التقاعس سببه بالدرجة الأولى الارهاق وضغط المباريات الشديد جداً الذي يتعرض له الفريق.
كما أن التحرك الفعال بدون كرة ليس كما نعرفه عن رجال إنريكي مما يظهر علامة أخرى على الارهاق، ولا ننسى صورة ألبا وهو ملقى على أرض الملعب بعد نهاية اللقاء والتي توضح معاناة الفريق بدنياً بسبب تراكم المباريات بصورة تكاد لا تحتمل.
استهتار
الواقعية وبدرجة أقل الارهاق (برشلونة ما زال قوي بدنياً مقارنة بالمنافسين) هي أبرز ما يؤثر على أداء برشلونة خارج الملعب، لكن يجب الاشارة إلى نقطة هامة تتعلق باستهتار المهاجمين في تحويل الفرص السهلة إلى أهداف، البرسا يضيع في كل مباراة العديد من الفرص السهلة عن طريق ميسي وسواريز ونيمار خصوصاً من قبل الأوروجواياني الذي يسجل هدف ويضيع 3 أو 4 فرص سهلة سانحة للتسجيل في كل لقاء.
عدم تركيز المهاجمين أمام المرمى رغم ما يمتلكونه من مؤهلات وقدرات يدل على أن هناك حالة تراخي نسبي في التعامل النفسي مع المنافسين.
** اقرا أيضاً: 4 عيوب مستمرة ترعب برشلونة قبل مواجهة ارسنال
