لويس إنريكي الرجل الذي لم تقدره جماهير برشلونة رغم إبداعه

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لويس إنريكي - منتخب إسبانيا - دوري الأمم الأوروبية

    سبورت 360- قاد لويس إنريكي منتخب إسبانيا لفوز تاريخي لا ينسى على الألمان بسداسية نظيفة، ليصل الماتدور إلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية عن جدارة، ويوجه أكبر هزيمة في تاريخ ألمانيا الحديث.

    حيث لم يسبق لأي منتخب الفوز على الماكينات بفارق 6 أهداف سوى إسبانيا مع لوتشو إنريكي، الذي رد اعتباره كمدير فني بعد سلسلة من الانتقادات طالته شخصياً خلال الفترة الماضية، بسبب تباين النتائج وعدم وجود تشكيلة ثابتة للمنتخب الأول.

    🇪🇸 Your reaction to 𝗧𝗛𝗜𝗦 performance?#NationsLeague pic.twitter.com/VwtOw2U866

    — UEFA Nations League (@EURO2020) November 17, 2020

    إنريكي مدرب له صولات وجولات، بعضها فاشل وبعضها ناجح مثل أي مدير فني آخر، فالرجل لم ينجح في إيطاليا مع روما، لكنه قدم مردوداً جيداً في إسبانيا مع سيلتا فيجو، ثم قاد برشلونة للمجد في 2015 بعد فوزه بخماسية تاريخية، وبعدها ثلاثية الدوري والكأس والسوبر المحلي في 2016، قبل أن يرحل في 2017 بعد تحقيقه لقب الكأس فقط، وفوزه على ريال مدريد في البرنابيو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في ليلة لا تنسى رفع خلالها ميسي القميص رقم 10 في الدقيقة الأخيرة بعد هدفه القاتل.

    شخصية إنريكي

    يؤكد لويس إنريكي أنه يدين بالكثير لرجل آخر في مسيرته، إنه الانجليزي الكبير بوبي روبسون، مدرب برشلونة القديم والرجل الذي وضع لوتشو على الطريق الصحيح داخل كامب نو. روبسون قائد بالفطرة، رجل له كاريزما خاصة، والكل يحبه ويحترمه، وأينما يذهب، تلاحقه الكاميرات وطلبات المشجعين، سواء الكبار أو الصغار. وهذا ما يمتاز به لويس منذ الوهلة الأولى له داخل الملاعب، لأنه نجم كبير انتقل إلى برشلونة، ليصبح أحد أيقونات هذا الفريق تاريخياً كلاعب ثم مدرب.

    لوتشو رجل صريح لا يهمه غضب الآخرين، فعل ذلك كلاعب وكمدرب، وأعادها خلال خلافه الأخير مع روبرتو مورينو، مساعده السابق الذي تولى تدريب إسبانيا عند غيابه، حينما أصر على رحيله وابتعاده حتى وإن سيظهر بشكل المخطيء عبر وسائل الإعلام، لأنه لا يحب العمل مع شخص خائن من وجهة نظره. وسواء اتفقت هنا أو اختلفت مع إنريكي، فيجب عليك احترام رأيه المباشر وصراحته وعدم حبه لأسلوب اللف والدوران، مما يجعله رجلاً في نظر خصومه قبل محبيه.

    GettyImages-1284590330-1-28-2

    تكتيك الـ MSN

    حصل برشلونة على كل شيء ممكن في 2015، باستثناء السوبر الإسباني، مع نجاح لويس إنريكي في صناعة توليفة خاصة جداً من ثلاثي الهجوم، ميسي وسواريز ونيمار، ربما الثلاثي الأفضل تاريخياً على مستوى المهاجمين في تاريخ اللعبة، لكن ليس أي مدرب يستطيع صنع هذا الخليط بنجاح، لأن هناك فرق أخرى عديدة حصلت على نجوم كثيرين لكنهم لم يتأقلموا بالشكل المنشود، لكن في برشلونة كان الوضع مختلفاً، خاصة في عامي 2015 و2016.

    لا يحتاج ميسي لمدرب لكي يقول له كيف تراوغ، وسواريز أيضا ليس في حاجة لشخص يشرح له أبجديات التهديف، بينما نيمار يستمتع بالمراوغة وسواريز مثل القاتل، لكن لوتشو نجح في تحريرهم دفاعياً، بوضع وسط به لاعب مثل راكيتتش، لا يهاجم كثيراً، لكنه يقوم بوظيفة التغطية، خاصة خلف ميسي الذي يتحرر تماماً في الهجوم.

    كذلك قرر إنريكي تثبيت ألبا في الدفاع حتى يلعب نيمار على الطرف بمفرده، وفي الوسط يتواجد إنييستا القادر على الاختراق والقيام بدور الجناح عند دخول البرازيلي نيمار إلى العمق، وكلما يستلم ميسي فإنه يدخل في المركز 10 للاقتراب من لويس سواريز، بينما يتكفل داني ألفيش بدور الجناح على اليمين، كل ذلك ينجح لأن راكيتتش وبوسكيتس يدافعان معاً وكأنهما ثنائي محوري في كثير من الأوقات.

    القصد أن لويس إنريكي أعطى الـ MSN الرفاهية الهجومية، بتواجد وسط قادر على الدفاع والتغطية، مع أظهرة تتمركز بشكل صحيح من دون الكرة، لذلك حصل ميسي ونيمار وسواريز على ما يريدون بالأمام، حيث يلعبون بحرية ويستطيعون تسجيل عدد كبير جداً من الأهداف وصناعتها في آن واحد، مما جعل إيقافهم أمراً صعباً خلال أول موسمين.

     

    مشاكل الموسم الثالث

    مثل أي تجربة وأي مدرب، فإن الفريق يبدأ بشكل مثالي ثم يقل نسقه مع مرور الوقت، خاصة في الموسم الثالث، بسبب نقص الدافع، رحيل بعض الأسماء مثل ألفيش، كبر سن البعض الآخر كإنييستا وكثرة إصاباته، مع انخفاض مردود نيمار وعدم تركيزه في الاستمرار خلال موسمه الأخير، كل ذلك جعل الموسم الثالث لإنريكي هو الأقل له وللفريق، رغم الفوز بكأس الملك والمنافسة حتى الأسبوع الأخير في بطولة مثل الليجا.

    مع كثرة الاعتماد على ثلاثية الهجوم، أصبح تأثير خط الوسط ضعيفاً بعض الشيء،، مع حضور قوي لنجوم الثلث الأخير وزيادة نسبة التمرير بين لاعبي الدفاع وحارس المرمى، وبالتالي تحول اللعب إلى نسخة فردية في معظم الأحيان، مع حفظ المدافعين لتحركات نيمار وسواريز، وعدم وجود بديل هجومي يستطيع إراحة أحد هؤلاء النجوم.

    أصبح خط الوسط يتحرك فقط بشكل عمودي، لفتح المجال أمام الظهير للخروج بالكرة، أو لخلق فراغ لازم لاستلام ميسي ونيمار، إلا أن هذه الطريقة باتت محفوظة جدا للخصوم. وزاد الطين بلة ضعف التدعيمات الآتية للفريق، وفشل الأسماء الجديدة مثل باكو ألكاسير وأندريه جوميز، بالإضافة لعدم تعويض داني ألفيش من الأساس.

    كل هذه الأمور لا تجعلنا أبداً نلوم لويس إنريكي فقط، لأن تجربته في النهاية مع برشلونة تبقى ناجحة، قياساً بعدد البطولات التي حققها، مع الكرة المميزة خلال أول موسمين، وبعض المباريات التي لا تنسى في موسمه الثالث، مثل ريمونتادا باريس وهدف ميسي في البرنابيو، لكن في النهاية يبقى هذا الرجل له وزنه الخاص واسمه المميز، خاصة مع شخصيته الفريدة من نوعها وعدم توقفه أبداً عن حاجز الفشل، أملاً في نجاحات جديدة.

    54-1