لا يخفى على أحد أن النادي الأهلي المصري، يعيش على وقع أزمة حقيقية فيما يتعلق بفريق الكرة، ربما يكون لها جذور إدارية، لكنها في النهاية تنعكس على الفريق وتجلت بوضوح في خسارة لقب دوري أبطال أفريقيا، ثم توديع كأس زايد للأندية العربية، على يد الوصل الإماراتي.

خسارتين في بطولتين في غضون أسبوعين أمر ربما لم تعتد عليه جماهير الأهلي، وربما أيضا توقع الكثير منهم ردة فعل أفضل من المدرب كارتيرون ولاعبيه لتعويض الإخفاق الإفريقي غير المتوقع.

لكن الإجابة الصادمة على كافة التساؤلات التي تدور في أذهان الجماهير الحمراء، هي أن ما حدث نهاية متوقعة لمقدمات لم تكن تبشر بالخير بالنسبة للأهلي.

فقد كانت هناك معطيات واضحة على أن الأمور ليست على ما يرام في الفريق، سواء فيما يتعلق بالتحضيرات للموسم الحالي فنيا وإداريا، أو على مستوى مسار الفريق في كل البطولات أيضا.

وما زاد الطين بلة هو أن تعثرات الأهلي في منتصف المشوار لم تدق ناقوس الخطر لدىى الإدارة للتدخل السريع، مثلما اعتاد النادي في فترات سابقة.

ولأن المقدمات تؤدي إلى نتائج فإن واقع الأمر يؤكد أن صفقات الأهلي في آخر 3 سنوات على الأقل لم تكن على قدر التطلعات.

فلطالما كان التدعيم يأتي على نفس مستوى العناصر الموجودة، وبهدف المنافسة على كل البطولات.

أخطاء كارتيرون لم تكن فقط في النهائي الأفريقي أو في مباراتي الوصل أو في بعض المباريات الأخرى التي تعثر فيها الفريق، بل أن البداية الجيدة للأحمر مع المدرب الفرنسي على حساب فريق محدود الخبرات مثل تاونشيب رولرز البتسواني وتحقيق انتصارين متوقعين، جعلا البعض يرى أن مدرب وادي دجلة السابق يحمل مقومان الفريق البطل وجيناته.

وعند الاختبارات الكبرى بدت الحلول غائبة عند كارتيرون.

وللإنصاف أيضا فإن المدرب الفرنسي لم يكن لديه رفاهية اختيار عناصر للفريق، فقد جاء بعدما أبرم الأحمر صفقاته، باستثناء المالي ساليف كوليبالي الذي جاء بطلب من المدير الفني، وأبلى المدافع طويل القامة بلاءً حسنا في الكثير من المباريات.

واهتم مجلس إدارة الأهلي منذ توليه المهمة بالأمور التي تلعب على وتر الجماهير مثل خطف صفقة لاعب كان مرشحا للانضمام إلى الزمالك، على غرار صلاح محسن ومن قبله محمد شريف.

بالإضافة إلى سوء إدارة ملف العلاقة مع تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودي فإن إدارة مجلس الخطيب لملف فريق الكرة لم تحمل أيضا التطلعات الجماهيرية المرجوة.

فقد كانت هناك لجنة كرة ليس لها صلاحيات حقيقية، فضلا عن ترك بعض الأزمات تتفاقم داخل الفريق دون حل جذري مثل أزمة التجديد لعبدالله السعيد ثم رحيله وتوقيعه للزمالك ثم عودته وتجديده وإعارته، وأيضا الموقف بالنسبة لمؤمن زكريا وأحمد فتحي.

على الصعيد الفني أزمة الأهلي ربما تكون الآن نفسية أكثر من أي شيء آخر، ففقدان بطولة كبيرة بحجم دوري أبطال أفريقيا، وبهذا السيناريو الغريب بعد الفوز ذهابا 3-1 والخسارة إيابا 3-0، يُفقد أي لاعب ثقته في نفسه ولو لفترة قصيرة.

لكن لكي تعود الأمور إلى ما كانت عليه، فإن الأهلي مطالب بالتدعيم في يناير، والأمر هنا ليس مرهون بهيثم عرابي أو حتى أحمد عرابي، فإن حاجة الفريق لتدعيم مراكز بعينها هي التي يجب أن تفرض نفسها، دون أن تتدخل الأمور الجماهيرية في الاختيارات.

فمنذ خسارة اللقب الأفريقي ووضح جليا أن مجلس الخطيب ينوي اتخاذ قرارات من شأنها احتواء غضب الجماهير فقط وليس الإصلاح الحقيقي في فريق الكرة والمنظومة ككل.