جيسي مارش … مارشال أمريكي في مهمة أوروبية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • أعتادت الولايات المتحدة لأمريكية أن تكون مستوردا للأسماء التدريبية الكروية فلم يحدث سابقا أن وجد مدير فني أمريكي على أراضي أوروبية واللاعبون الأمريكان أنفسهم ليسوا كثيروا التردد على البطولات الأوروبية أيضا

    ولكن هذا الموسم ظهر لاول مرة مدير فني أمريكي في أوروبا بل وأصبح أول مدير فني قادم من هناك يقود فريقا في بطولة دوري أبطال أوروبا وذلك بعد أن ظهر الامريكي جيسي مارش مديرا فنيا لفريق سالزبرج النمساوي في مهمته التدريبية الأولى في القارة العجوز وبفلسفته الكروية وشغفه بكل أفعاله

    لم يكن أداء سالزبرج الهجومي الرائع وإحراجه لليفربول رغم الخسارة بنتيجة 4-3 في الجولة الثانية من بطولة دوري أبطال أوروبا وليد الصدفة فمنذ تولي مارش المسئولية التدريبية للفريق بداية هذا الموسم ولا يبدو أن هناك خيار أخر أمام منافسي الفريق النمساوي سوى الإستعداد  لتلقي الأهداف الواحدة تلو الأخرى

    يمتلك سالزبرج بعد 9 جولات في الدوري المحلي 40 هدفا بجانب تسعة أهداف في مباراتين في كل من دوري أبطال أوروبا والكأس المحلية، الإجمالي 58 هدف في 13 مباراة فقط لعبها الفريق تحت قيادة الأمريكي صاحب ال45 عاما والذي أمتلك مسيرة مميزة تدريبية في بلاده قبل وصوله إلى أوروبا

    يدين مارش بالفضل إلى بوب براديلي في كل شيء في مسيرته مع كرة القدم فعندما بدأ كلاعب في دوري الجامعات في برينستون كان بوب براديلي المدير الفني الأمريكي يشق طريقه في عالم التدريب هناك وبإنتقال براديلي للتدريب في الدوري الأمريكي لكرة القدم عندما عمل مساعدا لنادي دي سي يونايتد قام بأخذ مارش معه هناك كلاعب

    كان برادلي أول من عرفني على كيفية سير كرة القدم في المستويات العليا عندما كنا في برينستون

    لقد تعلمت منه الكثير من الأساسيات في تلك الفترة وأهم ما تعلمته أننا مع مرور الأيام تتغير طرق تفكيرا وفلسفتنا ولكن الأساس أن نكون معلمين ونساعد المجموعة أن تكون أفضل يوما عن يوم

    مسيرة اللاعب الكروية لم تكن ناجحة بالشكل المبهر فرغم أنه أستمر 14 عاما في الدوري الأمريكي إلا أنه لم يرتدي قميص المنتخب الأمريكي سوى في مناسبتين فقط ولم ينجح في الحصول على الشهرة المنتظرة

    أنتقل إلى عالم التدريب فورا بعد إعتزاله في 2010 لكرة القدم وبوب برادلي كان هو أيضا هو من أعطاه الفرصة عندما أختاره مساعدا له في الفترة التي قضاها مديرا فنيا للمنتخب الأمريكي لكرة القدم لمدة عام كامل قبل أن يتم إقاله الجهاز الفني كاملا ومارش حصل سريعا على مهمته التدريبية الأولى رفقة مونتريال إيمباكت

    قدم مارش موسما مميزا رفقة النادي الأمريكي في تجربته الأولى فحصد المركز الثاني عشر برصيد 42 نقطة يحتل بها حتى الآن المركز الثالث في أفضل مواسم النادي تاريخيا ورغم المديح الذي حصل عليه المدرب في مهمته الاولى إلا أن إختلافا في وجهات النظر بينه وبين الإدارة أدت في النهاية إلى الإنفصال بعد موسم واحد فقط

    قرر مارش بعد تلك التجربة أن يأخذ إستراحة محارب من كرة القدم فلم يتولى أي مهمة كروية جديدة مفضلا السفر حول العالم رفقة زوجته وأولاده  والتي أنتهت في 2013 ليقرر بعدها العودة إلى كرة القدم في منصب تطوعي كمساعد لجيم بارلو في الإدارة الفنية لفريق جامعة برينستون التي بدأ بها مسيرته الكروية

    ساعدتني تلك الفترة على التطور على المستوى الشخصي والمهني فلم يكن هناك أي مهام أخرى لي سوى التدريب والمباريات

    أستمتعت بالفترة هناك والتقرب من اللاعبين ومعرفة كيفية سير البرامج التدريبية الخاصة بالجامعة

    شتاء 2015 وصل للمدرب الأمريكي عرضا لا يمكن رفضه من نيويورك ريد بول لقيادة الفريق تدريبيا خلفا للمدرب الأنجح في تاريخ النادي مايك بيتكه ومارش وافق على المهمة الصعبة لخطوا خطوة جديدة في مسيرته التدريبية ستضعه على الطريق الصحيح ليستكمل مسيرته نحو المجد

    عندما وصلت كان الفريق معتمدا على بعض النجوم الكبيرة ومهمتي الأولى كانت تغير ذاك النظام

    أردت أن أقوم بتغيير في ثقافة الفريق وكنت حذرا في عدم المساس بما كان يحدث في الماضي مكتفيا بالمضي قدما إلى الأمام

    لم أعتمد على الفرديات بل ما يمكن للفريق معا أن يقوم به

    حصل على درع الدوري الأمريكي ومعها لقب المدرب الأفضل خلال موسمه الأول مع الفريق ولمدة ثلاث سنوات هي الفترة التي قضاها على رأس الجهاز الفني للفريق نجح في الفوز ب76 مباراة من أصل 151 له كمدير فني، خلال تلك الفترة بدأ مارش الإعداد لخطوته التدريبية المقبلة

    أستغل مارش التواجد الواسع لشركة ريد بول كرويا فدائما ما كان يسافر رفقة فريقه للتدرب والحصول على الخبرات من بقية المملكة الكروية لشركة مشروبات الطاقة فكان هو وفريقه يشاركان في معسكرات مشتركة رفقة الأخوة في سالزبرج النمساوية ولايبزج الألمانية

    أنتقل مارش في 2018 إلى أوروبا للعمل كمساعد للمدير الفني رالف راجنيك في تدريب ريدبول لايبزج الألماني ليكون قريبا من جلاسكو الإسكتلندية حيث بدأ هناك دراسته للحصول على الشهادة الأوروبية المعتمدة ليبدأ رحلته هناك

    كان مارش تلميذا نجيبا لراجنيك وأيضا مبدعا فأدخل نظام عقوبات مميز في غرف ملابس النادي الألماني هدفه ألا يؤدي للتوتر بين اللاعبين داخل غرف الملابس والفكرة هي في كرة دوارة داخل غرف الملابس يتم إدارتها عندما يخطيء اللاعب لتحديد العقوبة التي سيتم تطبيقها عليه

    من أول أن يكون محظوظا وينجوا من العقاب مرورا بغسل احذية زملائه والقيام بمهمات في مطبخ الفريق او توزيع المياة على زملائه وشراء هدايا رمزية لهم والعقوبة الأسوء إرتداء قميص زهري طوال التدريب المقبل

     أول المعاقبين لم يكن لاعبا في الفريق بل المدرب رالف راجنيك نفسه والذي وقعت عليه عقوبة تقديم المياة والمشروبات للاعبيه لمدة أسبوع كامل وذلك بعد أم نسى إغلاق هاتفه المحمول خلال إحدى وجبات الفريق الجماعية

    عملي اليومي هو محاولة التعلم من أخطائي وأن أكون أفضل يوما عن يوم

    دائما ما أقوم بتطوير الجانب التكتيكي مع كل مباراة ألعبها سواء كان ذلك في نيويورك أو لايبزج أو سالزبرج حاليا

    أسعى دائما للإبتكار لمعرفة إلى أي مدى يمكننا الوصول

    أنتقل مارش لتدريب فريق سالزبرج في النمسا، الفريق كان مملوكا لشركة ريدبول قبل أن تنسحب من إمتلاك النادي وتكتفي بالرعاية الكاملة له وذلك للهروب من قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بتضارب المصالح الخاصة بالملاك وحتى يتثنى للشركة رؤية أبنائها سالزبرج ولايبزج في دوري أبطال أوروبا

    أمتلك مارش في سالزبرج مجموعة من المواهب الشابة التي كان يجب عليه التعامل معها داخل غرف الملابس بالشكل المناسب وعلى أرضية الملعب إخراج الأفضل من كل واحد منهم

    نجح مارش في أنطلاقته التدريبية في النمسا محليا وأستطاع جذب الأنظار إليه على الساحة الأوروبية بالأسلوب الهجومي المميز والأسماء الشابة التي قدمها إلى أوروبا وتألقت معه في تلك الفترة القصيرة التي لم تتجاوز الثلاثة أشهر بعد

    الفريق يمتلك قدرة كبيرة على التطور

    نحن صغار وموهوبين ومتفوقين بدنيا ونستطيع تحقيق المفاجئات هذا الموسم

    ولكن علينا أولا تجاوز كل يوم بيومه والعمل على كل مباراة بمفردها