محمد صلاح .. ما بين الغرور والثقة بالنفس

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Getty

    موقع سبورت 360 – إسلام البشبيشي – “أملأ وقتي بالتواجد في البيت أو القراءة أو اللعب مع أصدقائي أو مشاهدة شيء ما، وليس متابعة كل ما يُكتب عني وعن مستواي في “السوشيال ميديا”، فأنا أعلم كيف هو مستواي وما الذي ينقصني، وهذا هو الفارق بيني وبين أي شخص آخر في مصر، فالناس في مصر ضعيفة على المستوى الذهني بجانب أنهم لا يحبون التعلم، بل يظنون أنهم يعرفون كل شيء”.

    بهذه الكلمات علق الدولي المصري محمد صلاح نجم فريق ليفربول على منتقديه عبر “السوشيال ميديا”.

    صاحب الحالة الشعبية كما يحلو لمريديه أن ينعتوه، بسبب تصريحاته الأخيرة، تحول الأمر بين أطياف الشعب المصري وخاصة جمهوره عبر “السوشيال ميديا”، إلى فتنة طائفية، حيث انقسمت جموع غفيرة من المؤيدين يقابلها جموع أكبر من المعارضين، وكل منهم يتهم الآخر بالتربص والتطرف.

    جمهور “السوشيال ميديا”.. صلاح “ابننا” مهما حدث

    الجمهور المصري وعلى رأسهم متابعي “السوشيال ميديا” بالتحديد، يرون أن محمد صلاح هو الأيقونة المشرقة داخل بحر العتمة التي يعيشون فيها، فمن باب أولى مساندته مهما كان الثمن، ومهما كانت الفوارق، ليظل هو الشيء النابض داخل الأجسام الميتة، فالبرغم من أن “مو صلاح” قدم موسماً استثنائياً رفقة “الريدز” عام 2018 بلا شك ولا جدال، إلا أنه لم يكون منفرداً وغير مسبوق.

    وبالنظر للغة الأرقام مع العودة إلى موسم 2014 حيث كان الدولي الأورجوياني لويس سواريز رفقة ليفربول، نجد أنه سجل حينها 31 هدفاً في 33 مباراة وعادل الرقم القياسيّ المسجل باسم كريستيانو وألان شيرار حينها، وهو ما تجاوزه صلاح في الموسم الماضي بهدف وحيد، حيث سجل الفرعون المصري 32 هدفاً في 36 مباراة، ولكن سواريز تفوق في عدد الأهداف التي صنعها وكان 17 في مقابل 11 لصلاح، إلا أن الجماهير المصرية أعطت “مو” صلاح شعبية جارفة أكثر مما حصل عليها “سواريز” في الماضي.

    وفي الجولة الأولى من دوري الأبطال موسم 2018، حاز هدف “مو صلاح” الذي سجله في مرمى فريق إشبيلية، بلقب الأفضل في تلك الجولة، متفوقاً على هدف ميسي ضد يوفينتوس وهدف رونالدو ضد أبويل، وهذا لأن جائزة هدف الجولة كانت بتصويت الجماهير. وبالنظر إلى هدف صلاح ستجد أنه مليء بالحظ مقارنةً بهدف ميسي ورونالدو، حيث جاء من كرة صوبها أرضية ثم ارتطمت بقدم المدافع لتغير اتجاهها إلى سقف المرمى ولكن الجماهير المحبة لصلاح قررت أن تصوت ليتخطى ميسي وكريستيانو، ليكون الدعم لـ”مو صلاح” دون أي اعتبارات أو معايير حباً في هذه الحالة الفريدة.

    ويكفينا الحدث الأكبر ترويجاً ودعماً داخل “السوشيال ميديا” حين كان صلاح طرفاً ضد اتحاد الكرة المصري، في أزمة طائرة المنتخب لكأس العالم، والتي تسبب وضع صورة نجم منتخب مصر عليها في مشكلة بينه وبين الشركة الراعية له، حيث تعامل اتحاد الكرة مع صلاح حينها بنوع من العنف وربما التهديد، وكانت تغريدة شكوى واحدة من صلاح كافية لتدشين حالة غير مسبوقة من الدعم لصالحه ضد الاتحاد والشركة الراعية للمنتخب، مما دفع نحو حل الأزمة، واستطاع هذا الدعم أن يحمي صلاح من غرامة مالية ضخمة كان يمكن أن تقع عليه لصالح الراعي الرسمي له، وجاء كل هذا الدعم الجماهيري بسبب الدفاع عن الحالة الفريدة أو الإبن الذي كسر كل العوائق وارتقى من القاع إلى منافذ العالمية.

    ويقول وليد هندي أستاذ الطب النفسي: “إن ما قاله الفرعون المصري محمد صلاح خلال تصريحاته الأخير رداً عن منتقديه عبر السوشيال ميديا، نابع من تأثره بثقافات جديدة تعلمها من الخارج، جعلته ناقم على كل شيء داخل المجتمع المصري، ويبحث دائماً عن التنظير وإفراد شخصيته الجديدة على كافة الجماهير، دون النظر إلى مشاعرهم والأخذ بالاعتبار أنهم كانوا ولا زالوا هم الجزء الأكبر في هذ النجاح الذي وصل إليه”.

    جمهور”السوشيال ميديا” بين العلم والتعصب

    بعد أن وصف الفرعون المصري محمد صلاح نحم فريق ليفربول الإنجليزي، عقلية الشعب المصري في المؤتمر الأخير “بأنهم لا يحبون التعلم، بل يظنون أنهم يعرفون كل شيء”، رافعاً راية العلم لمحاربة الجهل والسطحية داخل العقلية المصرية، ومن هنا تفاقمت الأزمة بين صلاح والجمهور، لتشن الجماهير المصرية عبر “السوشيال ميديا”، حملة رصدت فيها مشاهد تجاهل “مو صلاح” لمشاعر هذه الجماهير الداعمه له.

    وجاءت البداية من حلاقة شعر الجسم، وإعلان الملابس الداخلية، مروراً بالصورة التي نشرها على حسابة الشخصي، حيث ظهر فيها ضاحكاً يوم حادثة القطار في محطة رمسيس بالقاهرة والتي مات وأصيب فيها العشرات.

    وبالرغم من أنه نعى شهداء محطة القطار قائلاً: “خالص العزاء لأسر ضحايا حادث قطار محطة مصر وأتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين”، وكان ذلك قبل هذه الصورة التي ظهر فيها ضاحكاً، إلا أن الجماهير تناست كل ما قدمه “مو صلاح” من إدخال الفرحة والأمل داخل قلوبها، حيث ترى أنه أصبح غريباً عنها، وعن مشاكلها وهمومها اليومية، وكل هذا بسبب أنه أراد أن يعلن شعار التعلم وبذل الجهد دون التكاسل أو التواكل.

    وتقول الدكتورة رغداء السعيد أستاذة لغة الجسد بكلية الألسن، أن ما قاله نجم “الريدز” خلال المؤتمر الأخير المنعقد في لندن، يصف حالة الشعب المصري الذي يعاني من جهل تعليمي، مشيرة إلى إن لغة جسد “مو صلاح” تبعث رسائل حميمة دون غرور، حتى ينظر الشعب المصري إلى ما يعاني منه كما هو الحال مع صلاح قبل التعلم الذي وصل إليه في الخارج وهو ما جعله أيقونة وسط المشاهير.

    محمد صلاح “نمبر وان” أم ثقة في النفس

    “الضغط كبير الآن لأنني وصلت إلى مكانة لم يصل إليها أي لاعب مصري أو عربي أو أفريقي، ولكن لا ألتفت لما يتردد عني في مواقع التواصل الاجتماعي”.

    بهذه الكلمات يرى الفرعون المصري محمد صلاح أنه “نمبر وان” في مصر والوطن العربي وصاحب المكانة الأهم التي لم يصل لها أي لاعب في تاريخ القارة السمراء.

    وبالبحث في هذه الكلمات التي كانت تحتاج لبعض الصياغة حتى تكون في موضعها الطبيعي، حيث يرى نفسه وصل لمكانه أفضل من الإيفواري دروجبا، هداف أفريقيا في البريمييرليج برصيد (104 هدفاً) رفقة تشيلسي، مقابل 49 لصلاح، أو من الكاميروني صامويل إيتو الذي كان عنصراً أساسياً في سداسية برشلونة 2009 وثلاثية إنتر 2010 أو من جورج وايا صاحب الكرة الذهبية.

    لمراسلة الكاتب عبر الإيميل

    إسلام البشبيشي

    [email protected]