ينتظر ريال مدريد مباراة صعبة للغاية عندما يحل ضيفاً على ملعب الكامب نو لمواجهة غريمه التقليدي برشلونة الذي يتصدر سلم ترتيب الدوري الإسباني وصاحب اللقب في النسخة الماضية، وتأتي هذه المباراة في ظروف معقدة على النادي الملكي الذي يتخبط مع المدرب جولين لوبيتيجي وما زال يعاني من آثار رحيل كريستيانو رونالدو وزين الدين زيدان.
ويمكن القول أن ريال مدريد مهتماً بهذه المباراة أكثر من برشلونة، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها أن الفريق سيبتعد كثيراً عن غريمه التقليدي في حال الخسارة، بينما سيتقلص الفارق لنقطة واحدة إن تمكن من تحقيق الانتصار، كما ينظر الجميع في الريال إلى مواجهة الكلاسيكو على أنها فرصة ثمينة لتصحيح المسار واستعادة الثقة، والرد أيضاً على الانتقادات التي انهالت على الفريق، بالإضافة إلى كل هذا، فإن مصير المدرب جولين لوبيتيجي معلقاً في هذا اللقاء.
ومن أجل هذه المقدمة الطويلة، ولكثرة هذه الأسباب، يسعى لوبيتيجي لإيجاد أفضل خطة وتشكيلة ممكنتين للدفع بهما في مباراة الكلاسيكو للخروج بنتيجة إيجابية، واستغلال غياب ليونيل ميسي للإصابة.
ولا يوجد الكثير لتوقعه في تشكيلة ريال مدريد، حيث سوف يتم الاعتماد على الأسماء المعروفة، لكن هناك قضية واحدة لا يمكن التنبؤ بها حتى الآن وهي هوية اللاعب الذي سيشارك كريم بنزيما وجاريث بيل.
بالتأكيد، الخيارات تنحصر بين لاعبين هما إيسكو وماركو أسينسيو، ولكل منها مميزات تجعله مؤهلاً لخوض المباراة على حساب الآخر، لكن دعونا نسلط الضوء بشكل أكبر ونوضح الأحق في هذه الفرصة.
هل سيحاول لوبيتيجي الاستحواذ
في جميع مباريات ريال مدريد هذا الموسم، سجل الفريق نسب عالية في الاستحواذ على الكرة، وإن أراد لوبيتيجي الاستمرار على هذه الاستراتيجية، فبالتأكيد عليه الدفع بإيسكو الذي سيكون بمثابة لاعب خط الوسط الرابع، والذي يربط مع بنزيما وبيل في خط الهجوم.
إيسكو مهم جداً لكي يسيطر ريال مدريد على خط الوسط، خصوصاً وأن البرسا تحسن كثيراً هذا الموسم في وسط الملعب عما كان عليه الحال في الأعوام القليلة الماضية، ولم يعد يملك الريال أفضلية في هذا الخط، وذلك يعود إلى قدوم فيليب كوتينيو في منتصف الموسم الماضي، وآرثر ميلو في الصيف المنصرم والذي أثبت أنه قادر على تأدية دور تشافي.
مباراة قليلة الأخطاء
إن كان لا يريد جولين لوبيتيجي المغامرة، فعليه أيضاً الدفع بإيسكو، وذلك رغم أن الأخير يراوغ كثيراً ويجازف في بعض الأحيان، إلا أنه أكثر خبرة بالتعامل مع مثل هذه المواجهات من أسينسيو، ويملك مهارات أعلى بالخروج من المواقف الصعبة عندما تكون الكرة بحوزته.
مباغتة برشلونة
الحالة الوحيدة التي يمكن تقبل فيها الدفع بأسينسيو بدلاً من إيسكو هي إن أراد لوبيتيجي مباغتة برشلونة واللعب بطريقة متحفظة عبر الاعتماد على الهجمات المرتدة والتخلي عن أسلوبه الشهير الذي يعتمد على الاندفاع للهجوم، حينها سيكون أسينسيو فعالاً في استغلال المساحات، خصوصاً على الأطراف.
ولكن !
حتى لو حاول لوبيتيجي تغيير فلسفته والعودة إلى فلسفة أنشيلوتي وزيدان بالاعتماد على اللعب المباشر، فإن الدفع بأسينسيو قد يكون مجازفة بعض الشيء لأن اللاعب لا يقدم مستوى مميز منذ بداية الموسم، وعلى أية حال، هو لا يقدم مستوى ثابت من الأساس سواء هذا الموسم أو حتى في المواسم الماضية، على عكس إيسكو، الذي نادراً ما يظهر بشكل مخيب للآمال.
