أسباب كسر فيدرر لعقدته ضد نادال وتحقيقه سلسلة انتصارات

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نادال يهنئ فيدرر

    لم يكن أشد المتفائلين بالسويسري روجر فيدرر يتوقع عودته المبهر في عام 2017 لينتزع أهم 3 ألقاب في بداية العام، ولم يتوقع أحد من محبيه أن يحطم السويسري العقدة التي رافقته طوال مسيرته ضد نادال وهو على أعتاب بلوغه سن السادسة والثلاثين، لكن هكذا هم الرجال العظماء يبهرونك دائماً بقدرتهم على التحدي والعودة إلى القمة.

    عودة روجر القوية بشكل عام لها مبررتها، وتفوقه على نادال بالتحديد في 3 مواجهات متتالية خلال العام الحالي له أسبابه أيضاً.

    1- تجاوز الحاجز النفسي. فيدرر كانت أبرز مشاكله ضد نادال نفسية قبل أن تكون فنية، في الكثير من المواجهات كان يرتكب أخطاء سهلة ومباشرة تجعله في موقف صعب جداً ضد الإسباني، في ذات الوقت كان رافا يكسب الثقة من هذه الأخطاء ويصبح قاتل من الخط الخلفي للملعب وبالكاد يرتكب الأخطاء.

    لكن فيدرر يبدو أنه دخل عام 2017 بضغط نفسي أقل، لم يعد مطالباً بالفوز بالألقاب الكبرى بعد تخطيه سن 35 عام، الأمر الذي منحه أريحية أكبر في الملعب. هذا الأمر جعله يصل نهائي أستراليا في حالة جيدة جداً، ثم استطاع أن يجير الانتصار لصالحه ضد نادال، ومن خلال هذه الانتصار كسر العقدة النفسية بوضوح.

    2- ضربة الباك هاند. صحيح أن العامل النفسي ضد نادال أثر على مستوى فيدرر بشكل سلبي في الماضي، لكن هناك عوامل فنية أيضاً تدخلت لتؤثر في ذلك.

    فيدرر كان يعاني جداً أمام نادال في ضربة الباك هاند، فيما كان الماتادور الإسباني يركز بشكل رهيب على باكهاند منافسه ويستغل أنه يلعب بيده اليسرى ليضع روجر في موقف دفاعي دائماً بدلاً من الهجومي، وهنا يخسر السويسري أهم ميزاته، الهجوم وإنهاء التبادلات في أسرع وقت ممكن بالضربات القاضية، وفي ذات الوقت كان رافا يجد الإيقاع الذي يريده في الملعب من خلال إطالة أمد التبادلات وإجبار روجر على ارتكاب الأخطاء المباشرة، مع قيام الإسباني بالهجوم بين الحين والآخر.

    مشكلة فيدرر أن نادال لقن هذا الأسلوب لبقية اللاعبين، فأصبحنا نشاهد بعد عام 2009 جميع اللاعبين يتبعون نفس النهج ضد السويسري، فيما تختلف الإجادة من لاعب لآخر.

    لذلك وصل فيدرر في سن 35 عام إلى قناعة بأنه لن يستطيع البقاء في القمة إن لم يجد أسلحة جديدة يجابه بها المنافسين، وهنا عمل على تطوير مهاراته في الباكهاند لتصبح أكثر هجومية ويستطيع من خلالها تسديد ضربات قوية قاتلة.

    فيدرر كان يعمل من خلال ذلك على إغلاق هذه الثغرة ومعالجة نقطة ضعفه أمام منافسيه بشكل عام، ولسوء حظ نادال فإنه واجه فيدرر 3 مرات خلال هذه الفترة، حينها أخطأ رافا بالتركيز على باك هاند فيدرر فوجدها قوية جداً وتختلف عن الماضي، وخسر بسبب ذلك أهم ميزة له في التبادلات.

    3- دور المدرب لوبيشيتش. الكرواتي لم يكن لاعباً يحب التبادلات الطويلة، ومشكلة فيدرر في اختيار المدربين في الماضي بأنه كان يركز على مسألة القدرة على التبادل من آخر الملعب أملاً منه بالتحسن في ذلك حسب الموجة السائدة في عالم التنس بالوقت الحالي، وبالتالي كان روجر يصبح دفاعي أكثر على الباكهناد مع مرور الوقت.

    لوبشيتش أتى بالفكرة المناسبة والتي تصلح لقدرات فيدرر، الهجوم وليس الدفاع، لذلك أصبح روجر يتقدم خطوة نحو الملعب في بعض الأحيان ليسدد ضربات الباكهاند في أعلى ارتفاع، وليس حينما تنخفض الكرة مثلما يحصل في الماضي، وبسبب ذلك أصبح يعيد الكرات بشكل أسرع ليمنع المنافس من العودة لتغطية الملعب، بالإضافة طبعاً لتسديد ضربات قوية وعميقة بالقرب من الخط الخلفي لأنه بالأساس أخذها من داخل الملعب.

    فيدرر قال حول ذلك بعد التفوق على نادال في إنديان ويلز “أعتقد أني أصبحت أكثر ثقة على ضربات الباكهناد، ما فعلته أنني أصبحت أتقدم وأسدد الكرة من أعلى ارتفاع، لكن حتى أفعل ذلك فإنك تحتاج إلى عمل مميز بالأقدام، بدون ذلك لن تستطيع تسديد الكرة بدقة على الباكهاند”.

    لا ننسى هنا أيضاً دور لوبشيتش في تحويل فيدرر إلى الحالة الهجومية في استقبال إرسال المنافس، المعلق الكبير عادل الشطي ركز على هذه النقطة طويلاً في مواجهة نادال أمس وكان محق تماماً في ملاحظاته، حيث كان روجر يتقدم من حين إلى آخر بمتر داخل الملعب ليرد الإرسال بمختلف الضربات، وهذا الأمر في الحقيقة لم يكن يحدث في السنوات الأخيرة حيث كان يتراجع للخلف، مما حوله للاعب دفاعي في استقبال الإرسال، وهنا تتكرر نفس الملاحظة “فيدرر كان يخسر أهم ميزاته في جعل التبادل قصير وسريع”.

    4- تراجع قدرات نادال بدنياً مما انعكس على انخفاض تركيزه في الخط الخلفي، رافا أصبح يرتكب أخطاء أكثر من الماضي، فعلى سبيل المثال المجموعة الأولى أمس والتي ارتكب خلالها 10 أخطاء في 9 أشواط، رقم ليس مرتفع جداً لكنه مرتفع بالنسبة لفترات رافا الذهبية التي كان يرتكب خلالها أحياناً 5 أخطاء أو أقل طوال المجموعة.

    المسألة لا تتعلق بالجانب البدني فقط، بعد هزيمة أستراليا وتحسن باكهاند فيدرر أصبحنا نشعر بأن رافا يفتقر للثقة بقدراته ضد السويسري، عقدة نفسية إن صح التعبير تحولت إلى الجانب الآخر في المواجهات الكلاسيكية، والدليل أن رافا أمس ارتكب عدد أخطاء أكبر في المجموعة الثانية بسبب شعوره بشك أكبر بقدراته مع مرور الوقت في ظل تقدم روجر.

    5- الأرضية أسرع من السابق. هذه الملاحظة كانت واضحة في بطولة أستراليا التي أصبحت أرضيتها بطيئة جداً في سنوات مجد فيدرر، لكن تغيير نوعية الأرضية لتكتسب السرعة مجدداً في العام الحالي مكن روجر من فرض سيطرته أكثر على جميع مباريات البطولة، ومنها مواجهة نادال.

    المدرب الشهير باتريك موراتوغلو والذي يعمل مع سيرينا ويليامز حالياً قال قبل انطلاق البطولة “الأرضية الحالية تمنح اللاعبين الهجوميين الأفضلية” وهو ما أكد عليه رافاييل نادال قبل مواجهة راونيتش.

     بعد ذلك حصل روجر على الثقة في الأسلوب الجديد الذي يؤديه مع لبوشيتش لتصبح الأمور أكثر سهولة عليه، لولا الأرضية السريعة في أستراليا لربما فقد روجر الثقة بتكتيكيه الجديد مبكراً.