جرت العادة ألا يرتبط تفوق فريق أو تحسن نتائجه بلاعب ما أو بعض اللاعبين، أو حتى جهد مدربه بمفرده، فكرة القدم يجب أن تشمل منظومة متكاملة من إدارة وجهاز فني ولاعبين، ولكن الطفرة التي يعيشها فريق روما هذا الموسم، يدين بالفضل فيها بالأساس لمدربه الفرنسي الطموح رودي جارسيا.

جارسيا الذي قاد روما لضمان المشاركة في دوري الأبطال الموسم الجديد، وظل ملاحقا للمتصدر وحامل اللقب يوفنتوس حتى الأسابيع الأخيرة من السيريا آ.. ولعل تعاقدات المدرب الفرنسي وطريقة اللعب الجريئة والمتوازنة في نفس الوقت كانت سببا في أن يظهر فريق العاصمة بالصورة المشرفة التي ظهر عليها.

ولو كان روما قد قدم موسما مشابهة للسنوات القليلة الماضية، لكان اليوفي يغرد وحيدا في الكاليتشو بدون اي منافسة في ظل تراجع الميلان وعدم ثبات مستوى الإنتر، بالإضافة إلى كون نابولي بعيدا عن المنافسة على اللقب في بعض الأحيان.

وتأتي الأنباء التي تتردد مؤخرا حول إمكانية رحيل جارسيا عن روما حال تلقيه عرضا مناسبا من أحد عمالقة أوروبا، في الوقت الذي لم تؤكد فيه إدارة نادي العاصمة أن المدرب سيستمر في مهام عمله، في مواجهة تلك التكهنات.

ولكي يحافظ روما على ما حققه ويبني على ما وصل إليه ولا يكون الموسم الحالي مجرد استثناء فإنه يتعين على إدارة الجيالوروسي أن تعطي جارسيا الثقة التي من خلالها يبني خطط الموسم الجديد.

حيث أن فريق العاصمة الإيطالية يشارك الموسم المقبل بدوري الأبطال بعد طول غياب وهو أمر لا يستدعي أن تكون المشاركة للتمثيل المشرف، فقد رأينا العام الماضي مالاجا الإسباني يحقق إنجازا غير مسبوق على الساحة الأوروبية، في ظل وجود مدرب جيد وهو التشيلي مانويل بليجريني في ذلك الوقت، ومجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرات، وهو تحديدا ما يجب أن يستفيد منه روما.

وبالإضافة إلى العناصر التي كانت قد جلبها جارسيا إلى روما وتألقت تحت قيادته، فإن هناك عناصر أخرى أعادت اكتشاف ذاتها مع المدرب الفرنسي واصبحت في أفضل حالاتها ليتحول روما من مجرد فريق عادي إلى فريق منافس وشبه متكامل.

ويكفي أن النادي العاصمي لم يتعرض إلا لـ 3 هزائم فقط هذا الموسم مما يثبت أن الفريق كان يسير على الطريق الصحيح ويحتاج أن يكمل مسيرته ويحتفظ بمدربه إذا ما أراد تحقيق المزيد.

كلمات مفتاحية