ريال مدريد وذروة المعاناة في مرحلة غياب مودريتش

لم يكن عشاق ريال مدريد يأملون أن ينتهي أسبوع الفيفا على النحو الذي انتهى به، إصابة الكرواتي لوكا مودريتش لمدة ثلاثة أشهر أسوء ما كان يتوقعه عشاق الفريق بعد إصابة كريستيانو رونالدو، النجم الكرواتي أضحى علامة فارقة في تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي.

ورغم أن فريق مثل ريال مدريد من المفترض نجاحه في تجاوز محنة كهذه إلا أن تبقى هناك عوامل مؤثرة ربما ستلعب دور حاسم وحساس في مشوار الملكي في بعض البطولات خلال الموسم الحالي.

لا أريد الخوض في كيفية تعويض مودريتش والطرق المتاحة لتعويض غيابه، ولا في كيفية ترك اللاعب فراغ واضح على أرض الملعب لحين عودته، بقدر ما سأحاول الاقتراب أكثر من الفترة التي قد تؤثر خلالها إصابة اللاعب على الفريق.

لو نظرنا إلى جدول مباريات ريال مدريد خلال الأسابيع المقبلة سنجد أنه لا يحمل العديد من المباريات التي قد تؤرق الملكي حقاً سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا باستثناء مواجهة ملقا المميز خلال الموسم الحالي على أرضه وبين جماهيره في نهاية نوفمبر، حتى في منافسات كأس العالم للأندية فإن المباريات التي يخوضها الملكي ليست بالصعوبة التي تجعله غير قادر على تعويض غياب مودريتش.

مشكلة الريال تبدأ بعد فترة اجازة منتصف الموسم، الملكي سيخوض مباراة مصيرية في مسابقة الدوري خارج ملعبه ضد فالنسيا الطموح مطلع يناير المقبل، أنشيلوتي سيكون مجبر على مواجهة الغريم أتلتيكو مدريد بعد ذلك بثلاثة أيام في مسابقة كأس الملك ثم خوض لقاء العودة ضده بعد أسبوع.

فريق أنشيلوتي في حال قدر له تجاوز المباريات الثلاث بنجاح فمن المرجح خوضه مهمة صعبة أخرى ضد برشلونة في مسابقة كأس الملك ذهاباً وإياباً، خمسة مباريات من العيار الثقيل سيخوضها الريال خلال ثلاثة أسابيع في ظل غياب مودريتش!

مشكلة الريال الحقيقية ليست غياب مودريتش فحسب بل في ارهاق الفريق ككل بسبب نقص النجوم القادرين على إحداث الفارق من على دكة البدلاء، بعد ذلك سيخوض الريال استحقاق آخر هام ضد إشبيلية مطلع فبراير في مسابقة الدوري.

أنشيلوتي إن كان ذكياً يجب عليه التنازل عن بطولة كأس الملك والتركيز التام على بطولة الدوري حتى لا يهدر نقاط أمام فرق سهلة في ظل انشغاله بمواجهة أتلتيكو مدريد ثم برشلونة إن أمكن له ذلك، المحافظة على صدارة الدوري الاسباني يجب أن يكون من أولويات المدرب الايطالي في الفترة التي سيغيب فيها مودريتش عن الملاعب.

تبقى كل هذه العوامل والمؤثرات مجرد احتمالات من الممكن أن تصيب ومن الممكن أن تخطئ، لكن إن عانى الريال من غياب مودريتش حقاً فمن المفترض أن يصل لذروة المعاناة في شهر يناير.