ما أن أطلق الحكم صفارة النهاية حتى بدأ الشامتين يسخرون من يوفنتوس وينالون منه، الهزيمة القاسية جداً أمام ريال مدريد زادت من حدة موجة السخرية التي طالت السيدة العجوز من جماهير كرة القدم الإيطالية عامة.

يوفنتوس جمع الكثيرين على حبه في الأيام الأخيرة، أو هكذا ادعى الكثيرون، ثم بعد أن خسر أصبح برمشة عين مشكلة إيطاليا و “عِرة الأندية” ، من يسخر نسي حقائق هامة لا تستطيع أندية إيطاليا الوصول لها، ولن أتحدث هنا عن الألقاب لأن المسألة أكبر من ذلك بكثير باعتقادي.

1- هو النادي الوحيد في إيطاليا الذي لم يعش حالة فوضى وعشوائية في البناء خلال فترة الأزمة الاقتصادية، بل حافظ قدر الإمكان على توازنه ثم بدأ بالعمل للعودة إلى القمة، بالمقابل فإن أندية عملاقة مثل إنتر ميلان وميلان لا تعرف ما الذي تريده حتى الآن لتضيع الوقت موسماً تلو الآخر بلا معنى. في الحقيقة، يوفنتوس هو الوحيد الذي يفهم كرة القدم الحديثة في إيطاليا في الوقت الحالي، والبقية يكتفون بالثرثرة.

2- هو من يشارك باستمرار في دوري أبطال أوروبا، ثم بدأ بالمنافسة على اللقب، فيما ينحصر طموح الكثير من الأندية على التأهل للمسابقة وبالنهاية لا يحققون مبتغاهم.

3- هو النادي الذي تفوق على ريال مدريد وبرشلونة في أدوار خروج المغلوب في السنوات الأخيرة، وهو شيء لم تستطع فعله أندية قوية جداً مؤخراً وأبرزها بايرن ميونخ الألماني، وأتلتيكو مدريد الإسباني (ضد ريال مدريد). نعم خسر النهائي، لكن يحسب له أنه أبعد في طريقه نحو النهائي أقوى ناديين أوروبياً في السنوات الأخيرة.

4- هو النادي الذي يثق بالمنبوذين ويمنحهم كامل الدعم، ثم يعيدهم إلى القمة. ماسميليانو أليجري، أندريا بيرلو، داني ألفيس، ماريو ماندزوكيتش، والقائمة طول.

5- هو من يتواجد كمنافس قوي يحسب له ألف حساب في كل عهد وحقبة جديدة في عالم كرة القدم، فيما يكتفي البقية بالمنافسة حينما يمتلكون جيل ذهبي ثم يعودون إلى السبات لسنوات طويلة بدون أن نسمع بهم.