مانشستر سيتي × تشيلسي .. عندما تتحول كرة القدم إلى شطرنج

رامي جرادات 04:08 02/12/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جوارديولا وكونتي

    ازدادت أهمية مباراة تشلسي ومانشستر سيتي في السنوات الأخيرة بعد أن أصبح كلا الناديين من أفضل الأندية على مستوى العالم في ظل الأموال الهائلة التي ضخت في خزائنهما والصفقات الضخمة التي تم عقدها خلال العقد الأخير.

    مباراة مانشستر سيتي وتشيلسي دائماً ما كانت تخطف الأضواء مؤخراً، فهي من أكبر القمم الكروية في الدوريات الأوروبية في الوقت الراهن، لكن رغم ذلك فإن قمة يوم السبت التي ستجمع الفريقين سيكون لها أهمية أكبر وقيمة استثنائية، وذلك بسبب تواجد مدربين يعدان ضمن الأفضل تكتيكياً على مستوى العالم على دكة بدلاء الفريقين.

    جوسيب جوارديولا وأنطونيو كونتي، مدربان يسيرها بنهج مختلف ولكل منهما أسلوب معاكس لأسلوب الآخر، لكنهما يتشاركان في حنكتهما التدريبية وقدرتهما الكبيرة على تحريك اللاعبين داخل الملعب، تماماً كقطع الشطرنج، فهم من يديران كل كبيرة وصغيرة في الملعب ويرفضان تسليم الأمور للاعبين والاعتماد فقط على جودة بعضهم.

    قدوم كونتي وجوارديولا إلى تشيلسي ومانشستر سيتي أضاف قيمة أكبر للبريميرليج بشكل عام وللفريقين بشكل خاص، فالعمل التكتيكي الكبير الذي يقومان به وإن لم ينجح في بعض الأحيان غير مسبوق على الإطلاق، هذان المدربان يمضيان معظم أوقاتهما في التفكير بإيجاد حلول تكتيكية وخطط مبتكرة لم يسبق لأحد تجريبها.

    البعض قد يرى أن كونتي مدرب تقليدي كونه يركز بشكل أكبر على إغلاق المساحات والاعتماد على الهجمات المرتدة، لكن هذه خلاصة ما يظهر على شاشة التلفاز فقط، لكن الواقع عكس ذلك تماماً، فكونتي يعد من المدربين الثوريين في كرة القدم اللذين استحدثوا أساليب جديدة أو على الأقل قاموا بتطوير فلسفات تقليدية وخطط قد ظن البعض أنها لم تعد تنجح في كرة القدم الحديثة.

    كونتي بدأ الموسم مع تشيلسي بخطة 4-2-3-1 لكن الأمور لم تسير على ما يرام فتحول على الفور إلى 3-4-3، خطة احتجنا لأكثر من مباراة كي نفهم كيف تسير لكثرة تعقيدها على صعيد مهام اللاعبين رغم أنها قد تظهر بسيطة بالمجمل العام، ومنذ ذلك التحول الذي جاء بعد الهزيمة القاسية من آرسنال بثلاثية نظيفة حقق الفريق 7 انتصارات متتالية وتلقى هدف وحيد.

    أما بالنسبة لجوارديولا، فقد استخدم العديد من الرسوم التكتيكية منذ استلامه تدريب السيتيزنز، لكن أبرز خطتين لعب بهما هما 4-1-4-1 التي كان يستخدمها بكثافة في بايرن ميونخ و4-2-3-1 التي لعب بها مؤخراً ومن المتوقع أن يبدأ بها أمام تشيلسي.

    في الحقيقة، التركيز على الخطة التي سيلعب بها جوارديولا أمر مرهق لأنه ليس لديه أي مشكلة في تبديلها مرتين وثلاثة وربما أربعة خلال مباراة واحدة إن لم تسير الأمور كما يريد، ولنا في مواجهتي أتلتيكو مدريد ويوفنتوس الموسم الماضي أكبر مثال.

    التحكم بحركة اللاعبين داخل الملعب الهواية المفضلة لدى كونتي وجوارديولا، فصحيح أن الإيطال من نوعية المدربين الذين يلعبون بخطة واحدة لفترة من الزمن، لكن الخطة في النهاية ما هي إلا رسم تكتيكي فوق أرض الملعب، الأهم هو ما يصاحبها من تعليمات قبل وأثناء المباراة، والتي تعتمد بالأساس على طبيعة الخصم وأسلوبه.

    في قمة ملعب الاتحاد، قد تشاهد دييجو كوستا يعود إلى منتصف الملعب للضغط على وسط ميدان السيتي، في الوقت الذي يكون فيه هازارد وبيدرو يراقبان المدافعين، وقد ترى يايا توريه تحول إلى مهاجم وهمي في أي لحظة ودي بروين أو ستيرلينج كمهاجم صريح، ستلاحظ عشوائية في بعض الأحيان بتمركز اللاعبين وانضباط كبير في أوقات أخرى. باختصار، ستشاهد في هذه المباراة خلاصة علم التدريب حتى وإن لم تكن المباراة بالمستوى المطلوب على صعيد المتعة والفرجة.

    اربح آي فون 7 بالتعاون بين UAE Exchange وسبورت 360 عربية .. اضغط هنا