أصبح سوق الانتقالات ومسألة انتقال اللاعبين جنونية لدرجة كبيرة جداً خلال المواسم القليلة الماضية في ظل ارتفاع الأسعار والتي أدت لمغالاة كل نادي في فكرة بيع نجومه والاتجاه للبيع خارج القارة الأوروبية لدول تهتم بجلب النجوم مثل الصين وأمريكا بل وحتى الخليج.
هذا الجنون قد يسيطر على العديد من اللاعبين ويجعلهم يهتموا أكثر بالعرض المالي الأعلى دون التفكير أو النظر لنادي أقل مادياً كعرض ولكن أقوى كقيمة كروية أوروبياً وعالمياً وهذا ما يؤدي لإهدار موهبتهم الكروية.
هالك البرازيلي هو أكبر مثال على ذلك لاعب كان يستطيع الوصول لأكبر وأقوى أندية العالم ولكنه قام بقرارات واختيارات غريبة أفسدت نوعاً ما طريقه الكروي ولم تضع له البصمة المنتظرة التي كان يستحقها لاعب بهذه القدرات والموهبة.
هالك بدأ مشواره في البرازيل مع نادي فيتوريا ثم فضل الرحيل لليابان بدلاً من أوروبا بالرغم العروض الجيدة التي كانت مقدمة لديه لكن نادي كاوساكي فرونتال الياباني كان صاحب العرض الأفضل مادياً.
قضى هالك 3 مواسم في الدوري الياباني حصد خلالها لقب هدافي دوري الدرجة الثانية ثم انتقل لنادي بورتو البرتغالي في صفقة ” مشبوهة مادياً ” بسبب مرور الصفقة بنادي أوروجوياني يدعى رينيستاس وتمت بعد ذلك توقيع عقوبات على بورتو بسبب هذه الصفقة.
هالك قدم أداء خرافي مع بورتو البرتغالي من 2008 لـ 2012 وحصد مع الفريق كل الألقاب المحلية الممكنة بجانب لقب الدوري الأوروبي فضل تسديداته القوية ودوره المميز في قيادة الفريق بجانب نجوم مميزة مثل لساندرو لوبيز وكريستيان رودريجيز وراداميل فالكاو وهذا ما لفت الأنظار من جانب كبرى أندية أوروبا مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد وريال مدريد من أجل التعاقد معه.
لكن كعادة هالك كتفكير أتم انتقاله لنادي زينيت سان بيترسبيرج الروسي بصفقة ضخمة وصلت لـ60 مليون يورو وهى واحدة من أغلى الصفقات كروياً في عام 2012 وأثارت جدل كبير جداً في أوروبا بل وداخل نادي زينيت نفسه لمطالبة العديد من نجوم الفريق بتعديل وضعهم المالي بسبب أموال هالك.
في روسيا نجح هالك في التأقلم سريعاً وتوهج في 4 سنوات مع زينيت الروسي مسجلاً 56 هدف في 92 مباراة وحصد كل الألقاب المحلية مع فريقه الروسي بجانب مشاركة مميزة في دوري أبطال أوروبا وبالرغم من أن عمره أقترب من الثلاثين إلا أنه رفض فكرة اللعب من أجل اللعب وتحقيق شيء فعلي مع الكبار وأنتقل للدوري الصيني مع نادي شانجهاي أس بي جي مقابل 55.8 مليون يورو وسيحصل على مبلغ 20 مليون يورو سنوياً!.
من تابع هالك فنياً مع بورتو يعلم ما الذي يستطيع فعله وبأنه يكون فارق فعلي لفوز فريقه في كل مباراة فهو لاعب لديه قدم صاروخية في التصويب من أي منطقة أو حتى من الركلات الحرة بجانب تمريراته المميزة وإتقانه اللعب في مركزي الجناح أو حتى اللعب كمهاجم صريح.
هالك ربما هو أكثر لاعب كنت أتمنى رؤيته مع فريق كبير أوروبياً لكي أرى ما سيستطيع تقديمه وبأن يكون لاعب مميز مع مجموعة من النجوم في كل الخطوط وليس هو فقط النجم الأوحد في وسط مجموعة من اللاعبين المتوسطين الخبرة والموهبة.
أسم هالك أو الرجل الأخضر أطلق عليه لأنه مثل هذه الشخصية الكارتونية الخارقة بقوة عضلاته وجسمه القوي ولكن الأن قد نطلق عليه الرجل الأخضر بسبب سعيه وراء الأموال والتي جعلت منه لاعباً أخضر أموالاً أكثر منه قوة وسعياً وراء البطولات الحقيقية.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
