ديتبورن .. كيف تسرق كأس العالم في ربع ساعة!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • العام 1962، الحكم يطلق صافرة النهاية ويعلن فوز تشيلي وحصولهم على المركز الثالث في بطولة كأس العالم. الجماهير ترقص وتهلل، لكن دموع الحزن تنسال على الوجوه.

    لماذا؟

    سنعود بالزمن قليلاً، إلى اجتماعات الفيفا لتقرير الدولة المنظمة. انحصرت المنافسة حينها بين الأرجنتين، والمرشح الآخر تشيلي الموجود رفعاً للعتب، ورغم وجود ألمانيا بين المرشحين، إلا أن المنطق كان يفرض فوز منتخب من أمريكا الجنوبية نظراً لأن البطولتين السابقتين قد أقيمتا في أوروبا.

    وفي اجتماع الفيفا، وقف مندوب الأرجنتين وألقى خطاباً مبهراً تحدث فيه لمدة ساعة و عشر دقائق، عما تملكه الأرجنين من إمكانيات وملاعب ومرافق خدمية وأنهى خطابه بأن الأرجنتين مستعدة لاستضافة البطولة على الفور ودون أي مشاكل.

    ثم جاء ديتبورن، وألقى خطاباً صغيراً كصغر مساحة تشيلي، لكنه لم يكن عادياً أبداً.

    أقر ديتبورن، أن بلده تشيلي ليس لديها الكثير لتقدمه، وليست في موضع منافسة مع الأرجنتين، وعرّف عن نفسه وعن شعبه، ومن ثم أكد على أهمية المادة رقم 2 من قانون الفيفا التي كانت تنص على أن الفيفا منظمة تهدف لنشر وترويج كرة القدم في الدول النامية عبر مسابقة كأس العالم. وأكد على 4 نقاط مختصرة: تواجد تشيلي الدائم في المحافل المتعلقة بكرة القدم، والاستقرار السياسي والمؤسساتي في البلاد، وسمعة تشيلي كبلد متسامح يتقبل الآخر بغض النظر عن عرق أو دين، بالإضافة إلى المناخ الجميل والمناسب للرياضة.

    بهذه النقاط المعدودة، استطاع ديتبورن أن يسرق كأس العالم من الأرجنتينيين ويعود به إلى وطنه ليمجّد كبطل قومي وتكتب صحيفة إل موركيوريو بالخط العريض: “ديتبورن قال لهم: لأننا لا نملك شيئاً، سوف نفعل كل شيء!”

    لكن الفرحة لم تتم، والفاجعة كانت على الأبواب.

    قبل عامين من البطولة، وتحديداً في أيار من عام 1960، وخلال التحضيرات لاستضافة مشرّفة لتشيلي وأهلها، ضرب زلزال مرعب البلاد.

    وتسبب هذا الزلزال بقوة 9,5 رختر بموت أكثر من ألفي شخص، مع أضرار جسيمة لحقت بقرابة ربع سكان تشيلي في ذلك الوقت.

    وحينها، سارع ديتبورن إلى الرئيس، وعرض عليه إعادة كل الأموال التي أخذها من أجل تنظيم كأس العالم، لأن الوطن أهم من أي رياضة، لكن الرئيس رفض وقال له بأن الشعب الآن في أمس الحاجة إلى ما ينسيهم مأساتهم.

    وتابع ديتبورن العمل الشاق منذ تلك اللحظة وحتى ما قبل شهر ويومين من بداية البطولة، حين استسلم البطل للمرض، المرض الذي تجاهله رغم نصح الأطباء ولوم المقربين، وتوفي ديتبورن نتيجة التهاب حاد في البنكرياس قبل 32 يوماً من بداية البطولة التي أفنى نفسه في سبيلها.

    ليعلن نهاية إحدى أكثر قصص كأس العالم روعةً وحزناً. ويكتب التاريخ أن هذا البطل يستحق الخلود في صفحات الرياضة.