تكتيك المونديال (16) .. فيروس الرأسيات يُعطل الكمبيوتر الياباني!

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – انتهت مباريات اليوم الثالث من ثمن نهائي كأس العالم 2018، بتأهل المنتخب البرازيلي إلى الدور المقبل بعد انتصاره على المكسيك بهدفين دون رد، كما تجاوز المنتخب البلجيكي نظيره الياباني بصعوبة كبيرة بعدما قلب تأخره بهدفين إلى فوز بثلاثة أهداف.

    واستمراراً لتغطية موقع سبورت 360 عربية الاستثنائية منذ صافرة بداية كأس العالم 2018 .. سنستعرض معكم فقرة خاصة لعشاق التكتيك، بإلقاء الضوء عن أبرز الأفكار الفنية التي طبقها المدربون واللاعبون في هذا العرس العالمي، ونتوقف معكم اليوم عند المبارتين التي احتضنتهما الملاعب الروسية، مساء أمس الإثنين.

    البرازيل والمكسيك .. استراتيجية تيتي لمواجهة فخ الضغط:

    قدم المنتخب المكسيكي مباراة كبيرة لم يستحق عليها الخسارة.. فعلى الصعيد الدفاعي، راهن المدرب خوان كارلوس أوسوريو على تقوية منطقة الارتكاز بإضافة ماركيز بجانب كلاً من هيريرا وجواردادو من أجل الضغط على المنتخب البرازيلي وعدم السماح له بامتلاك الكرة واستغلال ضعف الثنائي كاسيميرو وباولينيو في عملية تدوير الكرة وتمريرها تحت الضغط.

    أما على المستوى الهجومي فقد كانت أسلحة خوان أوسوريو فعالة إلى حد بعيد في ظل المثلث الهجومي المذهل الذي كونه الثلاثي كارلوس فيلا، هيرفينغ لوزانو وخافيير هيرنانديز.. فرغم أن كل منهما كان له مركز بعيد نسبياً على الآخر غير أن اللاعبين الثلاثة كانوا يقتربون من بعضهم البعض بتحركاتهم السريعة على طرفي الملعب وقراءتهم الجيدة لمجريات اللعب، مستغلين بطء فيليبي لويس على يسار البرازيل أو تحفظ فاجنر على الرواق الأيمن.. تلك اللوحة البديعة كان من الممكن أن تكتمل بشكل أفضل لو استغل هؤلاء اللاعبين تلك الفرص التي أتيحت لهم طوال المباراة، خاصة في النصف ساعة الأولى.

    أما المنتخب البرازيلي فقد قرر تقسيم المباراة إلى مراحل مختلفة خشية الانسياق والانجرار وراء اللعب الذي يحبذه المنتخب المكسيكي والذي يعتمد على الجانب البدني والسرعة في التحول من الوضعية الدفاعية إلى الحالة الهجومية.. والحقيقة أن تلك الاستراتيجية كانت ناجحة إلى حد بعيد، إذ لم يعانِ رجال تيتي كثيراً من فخ الضغط خلال النصف ساعة الأولى، ليستعيدوا زمام الأمور ويتحكموا في نسق المباراة.

    بلجيكا واليابان .. فيروس الرأسيات يُعطل الكمبيوتر الياباني:

    بشكل عام، لم يقدم المنتخب البلجيكي مباراة كبيرة قياساً بالأسماء الرنانة والوازنة التي يملكها في صفوفه، فالفريق الأوروبي ناقش المباراة بدون أفكار فنية واضحة، حيث دخل المدرب روبرتو فيرنانديز المباراة بخطة 3/4/3 بتواجد مونييه ويانيك كاراسكو على الأطراف.. الجماعية كانت غائبة عن رفاق كيفن دي بروين الذين انكفأوا على اللعب الفردي الذي وإن كان مجدياً أمام اليابان، فإنه بكل تأكيد سيكون سيفاً ذا حدين أمام البرازيل.

    مشاكل المنتخب البلجيكي برزت بشكل فاضح وواضح حين كانت الكرة بحوزة المنتخب الياباني، لأن الفريق الأحمر لم يكن يعرف كيف يتمركز خلف الكرة، والأمر راجع بطبيعة الحال إلى سوء رجال روبرتو مارتينيز في التمركز بشكل سليم في مناطقهم، الأمر الذي تسبب في ظهور بعض المساحات في الرواقين، في ظل القصور الدفاعي للاعبي الأطراف، إضافة إلى صعوبة تغطية فيتسل ودي بروين باستمرار، ليستغل الساموراي تلك الثغرات من أجل شن حملاته الهجومية.

    كان من المنطقي جداً أن يعتمد المنتخب البلجيكي على الكرات العرضية من أجل الوصول للشباك الآسيوية، والأمر يعزى إلى سببين في اعتقادي.. الأول هو قوة روميلو لوكاكو في الألعاب الهوائية وقدرته البارعة في “الضرب من الهواء”، أما الثاني فهو قصر قامة مدافعي المنتخب الياباني وسهولة ضربهم في عمق الدفاع بالكرات الطولية.. الأمر نجح بالفعل ومنح بلجيكا هدفين من كرتين رأسيتين عبر يان فيرتونخين ومروان فيلايني.

    الحقيقة أنني لا أجد سبباً مُقنعاً لاندفاع لاعبي المنتخب الياباني إلى الأمام في الدقائق الأخيرة من المباراة، سوى نقص الخبرة والتجربة، وهو الأمر الذي كلفهم هجمة مرتدة بقيادة دي بروين بتمريرة سريعة إلى الطرف، وقد ساعده في ذلك التحركات الرائعة للدبابة لوكاكو الذي تحرك في الوسط بالدخول للعمق وسحب المدافع ثم فتح الطريق أمام تمريرة توماس مونييه، قبل أن يتحرك مرة أخرى في داخل منطقة الجزاء للخارج قليلاً من أجل إفساح المجال أمام المسجل ناصر الشادلي.. الهدف كان رائعاً حقاً لكن لولا تحركات مهاجم مانشستر يونايتد الذكية، لما اكتملت تلك اللوحة الجميلة.