سيتي جوارديولا …. قراءة في أرقام مملكة الرعب

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • غوارديولا والسيتي


    بعد أن خيب موسمه الأول الآمالأصبح المدرب الكتالوني بيب غوارديولا هدفاً  للانتقادات المستمرة الأقرب للشماتة والتي اعتبرته غير قادر على التعامل مع الدوري الانجليزي وكرته التي حطّمت فلسفته المعتمدة على اللعب الأرضي والهجوم المستمر حيث تلقى خسائر كبيرة وحل في المركز الثالث مبتعداً بفارق 15 نقطة عن المتصدر وهو رقم غير مسبوق في عهد المدرب الكتالوني .لكن في هذا الموسم انقلب الوضع رأساً على عقب حيث تمكن غوارديولا ورجاله من تصدر اللائحة بفارق ثماني نقاط عن مانشستر يونايتد الثاني محرزين 14 انتصاراً من 15 لقاء وتعادل وحيد ومن هذه الانتصارات 13 متتالية في تكرار لرقم تشلسي وأرسنال التاريخي .

    أرقام مرعبة

    بنظرة سريعة على أرقام السيتي نجد أن الفريق في الدوري الانجليزي قد حقق 46 هدفاً في 15 لقاءً كأقوى هجوم في الدوري بفارق 11 هدفاً عن أقرب المنافسين مانشستر يونايتد وثاني أقوى خط دفاع بعد المان يونايتد (الذي يعتمد الدفاع أساساً لأدائه ) بتلقيه عشرة أهداف فقط مع معدل استحواذ يبلغ 66 بالمئة وهو الأعلى في الدوري  . أما في دوري الأبطال فسجل الفريق 13 هدفاً في 5 لقاءات فقط مع معدل استحواذ يقارب الـ 60 بالمئة .

    بنظرة أكثر عمقاً نجد أن 76 بالمئة من أهداف السيتي جاءت من اللعب المفتوح في حين أن خمسة جاءت من الكرات الثابتة و 4 من ركلات الجزاء وهدف واحد فقط جاء من المرتدات مقابل هدف واحد سجله الخصوم في مرماهم . وقد كانت منطقة الوسط هي الأنشط بين خطوط الفريق مما يؤكد بوضوح أن السيتي هو المسيطر على خصومه بفلسفة  الهجوم المستمر وصناعة اللعب واللعب الإيجابي التي يعشقها الجميع مما جعله رعباً حقيقياً لكل فريق يواجهه داخل أرضه أو خارجها .

    كيف بنيت مملكة  الرعب الزرقاء

    يحسب لغوارديولا وفائه الشديد لأفكاره الهجومية وسعيه لفرضها في كل الدول والأندية التي يدرب بها محطماً مقولة أن اللاعبين يفرضون الأسلوب ومثبتاً أنه يمكن للفكر أن يعيش في أية بيئة سواء أكانت فنية كأسبانيا أو تكتيكية كألمانيا أو بدنية وتعتمد على اللعب الطويل على انجلترا. ولأجل هذا الفكر ضحى غوارديولا بالموسم الأول الذي تعرض به لهزائم تعتبر تاريخية في مسيرته ، فقام بتدعيم خط دفاعه بميندي ووالكر ودانيلو وورائهم الحارس  إيدرسون وبمبالغ طائلة مما جعله يتلقى انتقادات كثيرة (كالعادة) . لكن فاعلية الهجوم التي ازدادت بفضل دعم لاعبي الدفاع (اوتاميندي سجل ثلاثة أهداف وكايل والكر صنع أربعة أهداف ودانيلو صنع هدفاً) وزيادة اتقان الضغط العالي الذي يعشقه غوارديولا أكدت صوابية نظرته وأكملت أدوات فلسفته الخاصة .

    فعلياً ما فعله غوارديولا في الموسم الأول هو أقلمة خطي الوسط والهجوم على أسلوبه في بناء الهجمات والتسجيل ودرس حاجة الفريق بشكل دقيق خلال كامل الموسم حتى استطاع تحديد نوعية اللاعبين التي يحتاجها لإنجاح فلسفته بالضغط العالي ومساهمة المدافعيين في العمل الهجومي . ومن هنا كان لابد من الحصول على هؤلاء اللاعبين بأي ثمن وهو ما يفسر دفعه لمبالغ طائلة لهم حتى يقطع الطريق على أي راغب بهم لأنه من دونهم لما تمت الفسلفة. وبفضل هذا العمل بات مانشستر سيتي مملكة رعب زرقاء ترهب كل من يتواجد في حضرتها حتى ولو كان خارج ملعب الاتحاد . والملفت أن غوارديولا ورغم تقديمه لأحد أكثر الاساليب تقدماً وتطوراً لا يزال يعلن تعلمه لأشياء جديدة حيث أكد بعد لقاء ويستهام أنه هاجم بطريقة مختلفة قليلاً  بالاعتماد على قلبي هجوم مدعومين بالأجنحة وهو ما لم يقم به سابقاً . 

    المحصلة

    يستحق غوارديولا التحية على إيمانه باللعب الإيجابي ووفائه لأفكاره التي طبقها في كل مكان حل فيه . ويستحق التحية أيضاً على سعيه المستر لصبغ هويته الخاصة على كل ناد يعمل فيه حيث لابد من التذكير بأنه ربما المدرب الوحيد الذي يخافه الخصم أكثر من الفريق نفسه . حيث أن وجوده لوحده كاف لخلق قلق بل ورعب عند الخصم. وبالتالي يمكن القول أن غوارديولا هو ركن أساسي من أركان مملكة الرعب الزرقاء التي تحدثنا عنها. ويبدو نادي مانشستر سيتي مؤمناً تماماً بأفكار الكتالوني  كهوية فنية للنادي الانجليزي تخلق الرعب أينما حل. وعلى هذا الأساس تم التمهيد لها بجلب إداريين من برشلونة هما تشكي بيرغنستين وروبيرتو سوريانو اللذان رسخا الثقافة الكتالونية في العمل الكروي وانتداب بيليغريني لتدريب كان جزءاً من ترسيخ هذه الثقافة وكخطوة أولى للانتقال من مرحلة التحفظ والتكتيك مع مانشيني إلى مرحلة الانفتاح والهجوم مع غوارديولا . لكن يجب التنبه أن الدوري الانجليزي بات امراً معتاداً وليس إنجازاً غير مسبوق كما كان الأمر أيام مانشيني  ، حيث المطلوب الآن هو الوصول إلى أبعد قدر ممكن في دوري الأبطال بل الفوز به حتى حيث انه بناء على ما نشاهد حالياً لا فريق أفضل يقدم كرة قدم أفضل من السيتي 

    لكن معاناتهم في المباريات الأخيرة ربما كسرت قليلاً مفهوم مملكة الرعب ، إلا أن غوارديولا برر ذلك بتراجع جميع لاعبي الخصم للخلف وإغلاق المساحات وهو امر منطقي في ظل النتائج الكبيرة التي حققها الفريق منذ بداية الموسم حيث كان خيار التراجع الحل الأمثل أمام ماكينة هجومية لا تهدأ .لكن مهما قدم المدرب من تبريرات تبقى حقيقة انه عانى في المباريات الثلاث الأخيرة فكرة لا يمكن يحب أن تمر مرور الكرام حتى لا تضيع الهيبة التي بناها الفريق بوجوده.  


    لمتابعة الكاتب على فيسبوك وتويتر :